أمريكا وبريطانيا وفرنسا.. بوادر عن استعداد دولي لدعم الجيش اليمني ضد الحوثيين
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
يبدو أن استمرار رفض الحوثيين الجلوس على طاولة المفاوضات، ووقف التصعيد العسكري أدى إلى تغيّر في الموقف الدولي بما في ذلك الدعم العسكري للدول الثلاث الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وفرنسا.
ويبدو أن الحوثيين استشعروا التغيّر في الخطاب الأمريكي لذلك شنوا حملة اعتقالات لموظفين سابقين في السفارة الأمريكية في صنعاء، في محاولة لاستخدامهم كرهائن لإجبار واشنطن على مزيد من التنازلات-كما يشير إلى ذلك محللون أمريكيون.
والتقى رئيس هيئة الأركان اليمني “الفريق الركن صغير بن عزيز” يومي الثلاثاء والأربعاء، الملحقين العسكريين في سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لدى اليمن.
وحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمني الرسمية في أخبار منفصلة، إن الملحقين الثلاثة أكدوا دعم قوات الجيش الوطني، وتأمين طرق الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وجدد الملحق العسكري الأمريكي العقيد مارت وايت مان تأكيد استمرار دعم الولايات المتحدة للشرعية وجهودها في إحلال السلام الدائم في اليمن. مؤكداً أن الحكومة الشرعية شريك أساسي في مكافحة الإرهاب.
وقال “بن عزيز” جماعة الحوثي المسلحة “دمرت “ولغمت كل شيء وذلك بزراعة الألغام الأرضية المختلفة دون مراعاة لطفل أو حيوان أو امرأة، ولغمت البحر بالألغام البحرية واستخدام القوارب المفخخة والزوارق المسيرة، كما أنها لغمت السماء باستخدام الطيران المسير، دون اعتبار لقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني”.
وبحث “بن عزيز” مع الملحق العسكري في السفارة البريطانية لدى اليمن العقيد بيتر لي جاسيك، المواضيع المدرجة وذات الاهتمام المشترك وما يمكن أن “تلعبه المملكة المتحدة من دور إيجابي في دعم الشرعية والقوات المسلحة اليمنية مادياً ومعنوياً لتنفيذ مهامها القتالية واستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران”.
وأكد جاسيك “استمرار جهود المملكة المتحدة في دعم الشرعية والقوات المسلحة اليمنية حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتحقيق السلام الدائم”.
وفي اليوم التالي (الأربعاء) زار وفد بريطاني رئاسة مصلحة خفر السواحل بمديرية “التواهي” في العاصمة المؤقتة عدن، وناقشت قيادة المصلحة خلال لقائها مع الوفد البريطاني، تعزيز أوجه التعاون المشترك والدعم المستقبلي للنهوض بأداء قوات خفر السواحل لمهامها على أكمل وجه.- حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وضم الوفد البريطاني الزائر “ملحق الدفاع البريطاني لدى اليمن العقيد بيتر لي قاسك، وكبير المستشارين الأمنيين ماكس غاندل، والمسؤولة السياسية والاقتصادية في مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية جوز ويلر”
ويوم الأربعاء، التقى “بن عزيز” السفير الفرنسي لدى اليمن “جان ماري صفا” والملحق العسكري سيريل كريسنير.
وقالت وكالة الأنباء (سبأ) إن السفير الفرنسي أكد حرص حكومته على تحقيق الأمن والاستقرار واستعادة الدولة لجميع اليمنيين.
وندد “ماري صفا”: “بموقف مليشيات الحوثي وإصرارها على الحل العسكري في اليمن”.
وخلال اللقاء أكد بن عزيز إلى أن جماعة الحوثي “المدعومة من إيران باتت تشكل تهديداً ليس على اليمن فحسب بل على المنطقة والإقليم ولا يعترفون بالقوانين الدولية ولا بالقيم والأخلاق الإنسانية مما جعل الشعب اليمني يدفع ثمناً باهضاً في أمنه واستقراره وتنميته”.
ويقوم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين بجولة في المنطقة تشمل الإمارات والبحرين ولا يبدو أنها بعيدة عن التحركات الأميركية المتصلة بإيران واليمن، وخصوصا وأنها تتزامن مع زيارة جديدة يقوم بها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ تشمل السعودية والبحرين.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن “لويد أوستن” سيغادر الولايات المتحدة لزيارة البحرين والإمارات العربية المتحدة يوم الخميس.
ويوم الأربعاء نقلت وسائل إعلام عن قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال كينث ماكنزي، قوله إن “إيران تواصل نقل الأسلحة لعملائها في اليمن مما يؤجج الحرب الأهلية هناك”.
مضيفاً أن “إيران ما زالت تمثل تهديدا واضحا للأمن والاستقرار وتأثيرها خبيث على المنطقة”.
ويوم الأربعاء قالت الخارجية الأمريكية في بيان إن اجتماعاً للولايات المتحدة ومجلس التعاون حول إيران ناقش الأوضاع في اليمن وأكد أن: دعم إيران للميليشيات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة وبرنامجها للصواريخ الباليستية يشكلان تهديدًا واضحًا للأمن والاستقرار الإقليميين.
عقد كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وأعضاء مجلس التعاون الخليجي مجموعة العمل الخاصة بهم حول إيران في مقر مجلس التعاون الخليجي في الرياض في 17 نوفمبر، (الخارجية الأمريكية)
— يمن مونيتور (@YeMonitor) November 17, 2021
من جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان يوم الثلاثاء، إن المبعوث (ليندركينغ) “سينضم إلى فريق مشترك بين الوكالات لتنسيق مقاربات الأمن الإقليمي ومجموعة واسعة من المخاوف المتعلقة بإيران، كما سيجتمع مع كبار المسؤولين لمناقشة الجهود المبذولة لدفع عملية سلام شاملة في اليمن بقيادة الأمم المتحدة وتقديم الإغاثة الفورية للشعب اليمني”.
ورفض الحوثيون حتى الآن السماح للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ زيارة صنعاء من أجل بحث ملف السلام، على الرغم من زيارة “غروندبرغ” لعدن ومأرب وتعز الشهر الجاري (نوفمبر/تشرين الثاني).
كما يرفض الحوثيون مبادرة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بوقف إطلاق النار في جميع الأراضي اليمنية، والبدء في المفاوضات ويستمرون في محاولات كسب الوقت لتحقق تقدم في محافظة مأرب الغنية بالنفط.
ومأرب هي المعقل الأخير للحكومة اليمنية شمالي اليمن ومركز عملياتها العسكرية ضد الحوثيين منذ 2015م. ويتواجد فيها أكثر من مليوني نازح، فروا من مناطق الحوثيين أو من مناطق القِتال بين الحكومة الشرعية والحوثيين والتي تمتد على أكثر من 54 جبهة قِتال.
ويعتقد محللون يمنيون وأجانب أن سيطرة الحوثيين على مأرب، يعني إعلان انتصارهم على الحكومة اليمنية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية؛ ما يعني تسليم البلاد لإيران.
وتتفق “كاثرين زمرمان” مع “ديفيد شينكر” الباحثان الأمريكيان البارزان أنه “إذا هَزم الحوثيون الجيش الوطني اليمني في أحد معاقله الرئيسية الأخيرة في الشمال في مأرب وسيطروا على مركز الطاقة في اليمن، يكونون بذلك قد انتصروا فعلياً في الحرب. وهذا أسوأ سيناريو يمكن أن يحصل بالنسبة للرياض وواشنطن والشعب اليمني”.
و”زمرمان” هي باحثة في معهد انتربرايز الأمريكي للدراسات والتحليلات، فيما شينكر هو مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط.
المزيد..
ما الخطوات البديلة الواجب على “إدارة بايدن” اتخاذها في اليمن؟.. مجلة أمريكية تجيب
كيف تمنح “دبلوماسية بايدن” الحوثيين النفوذ لكسب الحرب؟
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.