آراء ومواقف

السعودية.. معركة مختلفة

علي الجرادي

المسافة الفاصلة بين قرار مجلس الامن 2216 ودعوة كيري بالأمس لإيجاد حل سياسي في اليمن تلخص السياسة الأمريكية تجاه حروب وازمات الشرق الاوسط (نحن مع الحروب وضد انتصار طرف على الاخر). المسافة الفاصلة بين قرار مجلس الامن 2216 ودعوة كيري بالأمس لإيجاد حل سياسي في اليمن تلخص السياسة الأمريكية تجاه حروب وازمات الشرق الاوسط (نحن مع الحروب وضد انتصار طرف على الاخر).

الادارة الأمريكية أعلنت تأييدها لعاصفة الحزم وقدمت تسهيلات لوجستية وعملت مع شركاء اخرين على اطالة زمن الحرب وحين قاربت قوات التحالف من تطبيق القرار 2216 بالحسم العسكري على مشارف العاصمة بدأت الادارة الأمريكية ممارسة ضغوط على المملكة والسلطة الشرعية اليمنية بالدخول في حوار مع من صنفهم القرار الدولي بالمتمردين والانقلابيين رغم تعنت جبهة الانقلاب ورفضهم اطلاق المختطفين أو رفع الحصار عن المدن في سبيل تهيئة نجاح الحوار وتطبيق القرار الدولي.
هناك قلق من انتصار عاصفة الحزم ونجاح المملكة في اختبار سياسة اتخاذ القرار من منظور ذاتي وفي سياق الدفاع عن النفس في مواجهة المشروع الفارسي المرضي عنه دوليا لإنجاز اهداف تفتيت المجتمعات واعادة التقسيم بهويات عرقية وطائفيه في دول الشرق الأوسط.
نجاح عاصفة الحزم اخماد المشروع الفارسي في الجزيرة والخليج العربي.. نجاح عاصفة الحزم تغيير في المعادلة العسكرية في سوريا والعراق واضعاف المشروع الطائفي وجماعات الارهاب…نجاح عاصفة الحزم اضعاف للمشروع العرقي الذي يتم الآن انجاز صيغته النهائية ويستهدف تركيا وسوريا والعراق.
وهناك مشاريع مماثله اخرى في المنطقة ربما تكون مصر هدف قادم في سياق العبث بورقة الأقليات.. الأعراق.. حدود جغرافية جديدة…نجاح عاصفة الحزم انهيار للشرطي الجديد (إيران) الذي تم تنصيبه في حفل الاتفاق النووي وإطلاق الأموال المجمدة وشطب شعار الشيطان الأكبر والموت لأمريكا واللعنة على اليهود من قاموس السياسة الإيرانية.
نجاح عاصفة الحزم اعادة الاعتبار للعرب والمسلمين وعودة الروح للهويه العربية والإسلامية في مواجهة الاذلال والتحكم والسيطرة الخارجية…عاصفة الحزم والجيش الوطني على مشارف العاصمة صنعاء التي اعلنت طهران انها العاصمة الرابعة التي ابتلعها المشروع الفارسي.
عودة العاصمة الرابعة للعرب والمسلمين تعني عودة ثلاث عواصم اخرى وهذا ما يقلق السياسة الأمريكية وتتهاوى معه الطموحات الفارسية.                          تدرك قيادة المملكة خطورة هذه الضغوط وتخوض حربا دبلوماسية لا تقل أهمية عن الجبهة العسكرية وقدمت المملكة مصالح اقتصادية كبيرة للأقطاب الدولية في سبيل انجاز اهداف عاصفة الحزم.
ستكون عاصفة الحزم محطة سياسية فارقه تؤرخ لتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، وسيبقى تطبيق القرار 2216 مرهون بتجاوب جبهة التمرد التي تعرف بنوده جيدا وهي تشاهد الجيش الوطني يلوح بيديه من فوق جبال العاصمة صنعاء.
———
*من حائط الكاتب على (فيس بوك)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى