حرب اليمن ما هو معلن وما خفي أعظم
أعلن وزير خارجية السعودية عن فشل الحل العسكري، مما جعلني أجول بين أحداث الحرب عن اليمن منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ومخطط إبقاءه مرتهن وتابع، وحديقة خلفية كما يصفونه، حتى إعلان عاصفة الحزم، ووصول قوات الجيش الوطني لمشارف صنعاء، ودخول الحديدة، وتحرير الجوف والبيضاء، وما تخلل ذلك من قصف طيران التحالف لقوات الشرعية، والانسحابات غير المبررة وتشكيل كيانات وقوات خارج إطار الشرعية، في تأكيد أن لثعلب التحالف هدف آخر غير الهدف المعلن، وأنه من حين وآخر يصطاد في معركة، يريد لها أن ترسو في مرسي خطط له مسبقا، ولديه مصيدة أعدها بحنكة، ليصطاد فيها كل متطلع للسيادة والإرادة، ويرفع من شأن كل عميل ومتفهم لما يريده الثعلب، وقابل للعمل كموظف براتب، لا يرى ولا يسمع ولا يشاهد، غير ما يملى عليه.
فلا أرى غير حرب عبثية، يستنزف فيها وطن وينهك شعب، ودمى توظف لتلك المعركة، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، تحرك فيهم نزعات، وتصنع لهم أوهام تخاطب أحلامهم، ففقدنا أشرف الرجال وأنبلهم وأصدقهم في المعارك العسكرية، والمواقف السياسية، وتم توليف حكومة، وتفخيخها بما يخدم عقلية الثعلب.
وضعت الخطوط الحمراء، لتحد من انتصار طرف على آخر، وتضعف الجميع واستنزافهم، على أن يبقى التناحر سيد الموقف، تناحر مناطقي طائفي عقائدي اثني عقيم، واستنزاف الجميع، للتحقيق الهدف غير معلن وطن ممزق هش، منزوع السلاح، متهالك البنية، ودولة ضعيفة، وشعب منقسم على ذاته كطوائف ومناطق ومذاهب، محقون كراهية وأحقاد وعنصرية بغيضة، هدف دبر في نفس الملك السعودي من على منصة العرض العسكري الضخم في ميدان السبعين صنعاء، حينما أذهل من حجم القوات، وحجم التسليح والتنظيم، كاد يغمى عليه، وظل من حينها يخطط ويدبر، وترك أسلافه فرص التنفيذ، علي يعود اليمن منزوع السلاح، ضعيف غير قادر على المنافسة السياسية والاقتصادية، وغير قابل للاستقرار لإحداث تنمية ونهضة.
آخر تقليعة ابتكرها الثعلب بان لا يستطيع تحرير صنعاء غير بقايا عفاش، لتعود مملكة عفاش، وعودة ورثت عفاش، ولتذهب كل الدماء التي سكبت، والأرواح التي أزهقت للتغيير والتحول الذي ينشده اليمنيين.
لقد تم التجهيز والإعداد لكل ذلك، شعب أنهك، وسلطات أفرغت من محتواها الوطني، وأحزاب تم ترويضها، وأوراق استخدمت، وأحرقت، وأصنام استهلكت واليوم تنفيذا لقناعات سيتم التخلص منها، وسيعود نعش عفاش كرسي الحكم، رغم أنف كل وطني شريف، وحر نظيف متطلع لدولة السيادة والإرادة، وقريبا سنقرأ الفاتحة على روح الوحدة، ثم الثورة، وبالتالي الجمهورية، وسننظم لمجلس التعاون الخليجي، بعد أن نعود سلطنات وممالك ومشيخات، في تفتيت واضح للجمهورية.
تلك الانسحابات، وتلك التصفيات للشخصيات الواقفة حجر عثرة أمام تنفيذ المخطط، كل ما يدور هو تهيئة الوضع لاستسلام الجميع لسلطة الأمر الواقع، التي يفرضها علينا الإقليم وبدعم من العالم المنافق، تحت سياسة فرق تسد الاستعمارية القديمة، تطعيمها بمحاربة الإرهاب الاستخباراتية لاستعمار البلدان الضعيفة.
ولازالت المعارك تستنزف الجميع، وتنهك وطن، وتشكل عبء ثقيل على المواطن معيشيا وخدميا وروحيا، اليوم هذا المواطن المسكين هو الضحية، أبنائه وقود لتلك الحرب، التي تدمر وسائل العيش والحياة، وتفرض الجوع والمجاعة، وتدهور اقتصادي ومعيشي وحياتي غير مسبوق.
مخطط جهنمي يدفع بالجميع ينتفضوا ليكونوا أو لا يكونون، وبإذن الله سيكونون بلدة طيبة ورب غفور.