“احسن فريق” بصنعاء.. النجاة من الحرب على وقع التمارين الرياضية
يمن مونيتور/الأناضول
هربا من ضغوط نفسية خلفتها حرب أورثت اليمن النكبات والخراب، وجد اليمنيون ضالتهم المفقودة في ممارسة التمارين الرياضية، للتنفيس والتخلص من نوبات الحزن والغضب.
وعلى وقع صراع مستمر منذ نحو 7 سنوات، أغلقت أبوابها معظم الأندية والصالات الرياضية والمراكز المخصصة للأنشطة المجتمعية والتنافسية في اليمن.
ومؤخرا اعتاد مئات اليمنيين التوجه إلى متنزهات العاصمة صنعاء منذ الساعات الأولى من الفجر، لحضور تمارين جماعية تساعد المشاركين على تصفية أذهانهم من ويلات الحرب الدائرة في بلادهم.
ويشارك اليمنيون من مختلف المراحل العمرية، وصولا بالستينات والسبعينات من العمر، في استخدام ممرات السير بالحديقة العامة بصنعاء، ما بين الترجل والجري، وأداء تمارين اللياقة البدنية الخفيفة والمتوسطة.
** أحسن فريق
بإطلاق مبادرة شعبية باسم “أحسن فريق” نظم عشرات اليمنيين أنفسهم، للتشجيع على الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية الصباحية بالعاصمة صنعاء.
وفي تصريح للأناضول، يقول ناجي أبو حاتم، مؤسس الفريق الرياضي، “المبادرة لاقت إقبالا واسعا بين اليمنيين في صنعاء والمدن المحيطة بها”.
ويوضح أبو حاتم: “حاليا ينضم اليمنيون إلى المبادرة من أماكن بعيدة، ما دفعنا إلى اطلاق مبادرات مماثلة في أحياء النهضة ونادي المدينة السياحية ودارس (جنوب شرق صنعاء)”.
ويضيف: “نخطط للتوسع في اطلاق مبادرة (أحسن فريق) في عدة أحياء ومدن يمنية تحت شعار (الرياضة للجميع)، للتغلب على التحديات التي فرضتها علينا الحرب”.
ورغم انخفاض درجات الحرارة وتسلل البرد القارس إلى صنعاء، يقول علي ناجي، أحد المشاركين في المبادرة، إن أعداد المنضمين إليها يزداد يوما بعد يوم حتى بلغ عددهم حاليا أكثر من 300 شخص في صنعاء.
ويضيف ناجي: “الآن نعتبر أن حديقة الثورة في صنعاء مكان ضيق على استيعاب هذه الأعداد المتزايدة، ونبحث عن مكان جديد أرحب في الهواء الطلق”.
**دون قيود
ولا تفرض مبادرة “أحسن فريق” على المشاركين بها دفع أية رسوم مالية أو الالتزام بزي رياضي محدد، بل يقتصر دورها على التشجيع لممارسة التمارين الرياضية والاستمرار في طقوس الحياة الصحية.
بدوره يقول الشاب عبد الله الصعفاني للأناضول: “فكرة مبادرة (أحسن فريق) شعبية خالصة لتشجيع اليمنيين من مختلف الأعمار على أداء التمارين الرياضية”.
ويضيف الصعفاني: “اليمنيون من أعضاء الفريق التحقوا بالرياضة هرباً من الضغوط والأمراض النفسية وحالة الاكتئاب والفقر التي أورثتها لنا الحرب الدامية منذ 7 سنوات”.
وتابع: “كنت أعاني من الاكتئاب والانطواء، وانعكس ذلك على حالتي الصحية بارتفاع ضغط الدم (..) الآن تخليت عن استخدام 4 أدوية بعد تحسن حالتي الصحية بممارسة الرياضة”.
فيما يقول علي راجح: “بدأت تتحسن حالتي الصحية والنفسية تدريجيا بعد الانتظام في أداء التمارين الرياضية”.
وتسبب الصراع الدامي باليمن في تدمير أكثر من 50 بالمئة من المنشآت الصحية والرياضية، كما أوقف الأنشطة والمسابقات التنافسية في البلاد، وجعل أكثر من ثلثي السكان البالغ تعدادهم نحو ثلاثين مليون نسمة في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، فمنذ 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.