“انسحاب غامض” من محيط ميناء الحديدة.. الحوثيون يتسلّمون مناطق جديدة ولا إبلاغ للأمم المتحدة والحكومة
يمن مونيتور/ خاص:
رغم مرور 48 ساعة على بدء انسحاب قوات يفترض أنها موالية للحكومة اليمنية الشرعية، إلا أن أسباب ذلك ما تزال غامضة، فيما يتسلم الحوثيون المواقع التي يتم اخلاءها لليوم الثاني على التوالي.
ويقول المقربون من “طارق صالح” العميد اليمني الذي يقود القوات المشتركة المُنسحبة إن “اتفاقاً أممياً” وراء الانسحاب لإعادة التموضع.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة المدعومة من الإمارات “سمير اليوسفي” في منشور منفصل على تويتر إن إعادة الانتشار ترجع إلى عدم وجود تحرك في اتفاق رعته الأمم المتحدة أواخر 2018 ينص على انسحابات تدريجية متبادلة من قبل الطرفين المتحاربين وهو ما لم يحدث.
وأضاف: “هذا انسحاب من مناطق نص عليها اتفاق ستوكهولم …لتحرير القوات المشتركة من القيود التي فرضها الاتفاق.”
لكن بعثة الامم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة “اونمها”، قالت إنها “لم تكن تملك معلومات مسبقة عن التحركات”.
وأضافت في بيان “التقارير المتعلقة بانسحاب القوات المشتركة من مدينة الحديدة وجنوب المحافظة وصولا الى مديرية التحيتا، فضلا عن سيطرة الحوثيين على المواقع التي أخلتها القوات المشتركة”.
من جهته أكد الفريق الحكومي بلجنة تنسيق إعادة الانتشار بموجب اتفاق استوكهولم أن “ما يجري حاليا في الساحل الغربي من اعادة انتشار للقوات يتم دون معرفة الفريق الحكومي وبدون اي تنسيق مسبق معه”.
وأضاف أن “إجراءات اعادة الانتشار يفترض أن تتم كما هو المعتاد بالتنسيق والتفاهم مع بعثة الأمم المتحدة (اونمها) في الحديدة عبر الفريق الحكومي والتي لم تكن في الصورة كما أشار الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة”.
وقال البيان: “من المهم التذكير بأن الفريق الحكومي قد علق اعماله منذ عدة أشهر مطالبا بالتحقيق في مقتل احد ضباطه قنصاً من قبل الميليشيات الحوثية في احدى نقاط الرقابة المشتركة ومطالبا البعثة بنقل مقرها لمواقع محايدة”.
وتغيّرت “خطوط التماس” في محيط ميناء الحديدة حيث انسحبت يوم الخميس، القوات المشتركة من عدة مناطق في “كيلو16 وصولاً إلى المنظر، والنخيلة، ومعظم مديرية الدريهمي”، وعادت القوات إلى منطقة “الخوخة” المجاورة و”المخا” مركز العمليات العسكرية للقوات التي يقودها “طارق صالح” نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح.
وقالت مصادر لـ”يمن مونيتور” يوم الجمعة إن “القوات المشتركة انسحبت من مديرتي الدريهمي والتحيتا وسيطر الحوثيون على الفور على تلك المناطق”.
وشن طيران التحالف غارات جوية على الحوثيين في التحيتا. وقال الحوثيون إن أربعة مدنيين قتلوا في القصف.
وأعلن الحوثيون يوم الجمعة إعادة فتح طريق “كيلو 16” الذي يربط محافظة الحديدة بشمالها، وظل مغلقاً منذ 2018 باعتباره الخط الأمامي الرئيس.
وأشارت البعثة إلى أنها تقوم حاليا بالتنسيق ما بين الأطراف للتوصل إلى الحقائق على الارض، ودعت الى ضمان أمن وسلامة المواطنين في مناطق تغير خطوط التماس.
وأعلنت الإمارات إنهاء وجودها في اليمن عام 2019 لكنها تواصل سيطرتها على قوات دربتها وسلحتها خلال الحرب المستمرة منذ 2015م، كما توجد قوات إماراتية قليلة في محافظة شبوة الاستراتيجية.
ولم يعلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية على التطورات.
وكان التحالف أعلن قبل أيام عن إعادة انتشار وتموضع لقواته في المحافظات الجنوبية، ولا يعرف ما إذا كانت التحركات الحالية جزء من إعادة الانتشار والتموضع.
توصلت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي للاتفاق في ديسمبر/كانون الأول2018 إثر مشاورات في ستوكهولم، ويتعلق بحل الوضع في محافظة الحديدة الساحلية (غرب)، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، الذين يزيد عددهم عن 15 ألفا.
وتعثر تطبيق اتفاق ستوكهولم للسلام بين الجانبين، وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عرقلته.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
المزيد..
الحوثيون يسيطرون على مناطق جديدة جنوبي الحديدة مع “انسحاب غامض” للقوات المناهضة لهم