مرض سوء التغذية ينهك الأطفال والأمهات في اليمن
يمن مونيتور/تقرير خاص
“حاولت بكل ما أملك أن أساعد طفلي على أن يصبح كبقية الأطفال في الوزن والصحة الجسدية ولكني لم أستطع”،
هكذا بدأت أم أنس 30 عاما، شرح حكاية ابنها المصاب بسوء التغذية الحاد.
تضيف أم أنس ليمن مونيتور “طفلي مصاب بسوء التغذية منذ أن كنت حامل به فقد كنت مصابة بسوء التغذية أنا أيضًا.”
وتسكن أم أنس في منطقة العسكري التابعة لمديرية صالة الأكثر ضررا بسبب الحرب في محافظة تعز.
تواصل حديثها أم أنس يعود ذلك لأن وضعي الاقتصادي صعبٌ و لا يسمح لي بأن أشتري فواكه وخضروات وما أحتاج إليه أثناء فترة حملي”
وأردفت ” بعد ولادتي كان حليبي غير كافٍ لطفلي ، الأمر الذي أدى إلى أن يصاب بسوء التغذية الحاد” .
في السياق نفسه، تقول الطبيبة “أروى حمود ” ليمن مونيتور ” أنس عمره عامان ووزنه الآن لا يزيد عن خمسة كيلو بينما بقية الأطفال في سنه يبلغون من الوزن عشرة كيلو ”
وأضافت ” نحن حاليا نستقبل في اليوم الواحد من حالتين إلى ثلاث حالات جديدة تعاني من سوء التغذية الحاد ويتم تحويلهم إلى مركز 14اكتوبر”.
أنس يعد واحد من مئات الأطفال الذين عانوا من سوء التغذية الحاد في اليمن بسبب تدهور الوضع المعيشي.
وعانى المواطنون اليمنيون في الفترة الأخيرة من انتشار مرض سوء التغذية الحاد للأطفال بشكل غير مسبوق.
وقالت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة” أنه من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 2,3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021″.
وأضافت قد يعاني 400,000 طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.
ويأتي ذلك فيما تعاني حوالي 1,2 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن من سوء التغذية خلال هذا العام..
ويؤكد مواطنون وأطباء بأن انتشار مرض سوء التغذية مؤخرًا يعود لنقص الرعاية الصحية للأمهات أثناء فترة حملهن.
ومن جهتها، تقول أم يزيد “35عاما” ليمن مونيتور” ابني مصاب بسوء التغذية الحاد منذ سنة ونصف وتم نقله إلى مركز 14أكتوبر ليستلم التغذية المقدمة من الأمم المتحدة لعلاج الأطفال المصابين بهذا بالمرض.”
وأضافت ” التغذية لا تكفي وحدها ليتماثل طفلي للشفاء لأنه الآن بحاجة إلى أدوية وفيتامينات و عليَّ أن أشتريها من خارج المركز وهذا يشكل عائقًا بالنسبة لي فإني لا أمتلك نقودًا حتى قيمة المواصلات، إنني أقطع مسافة طويلة مشيًا على الأقدام إلى المركز لمتابعة التغذية لطفلي”.
وأشارت إلى أن “حالة ابنها باتت متفاقمة وأنه قد أصبح مصابًا بالشلل ” الكساح ” لعدم توفر الأدوية ولا يوجد بيديها أي شيء تقدمه إليه لمعالجته “.
وأردفت أم يزيد “رسالتي إلى الحكومة الشرعية أن تتقي الله فينا تعبنا كثيرًا تعبنا من الجوع. والفقر والحرمان اتقوا الله فينا وأغيثونا”.
فيما يقول “سامي حمود الشرعبي” أخصائي أطفال “في الفترة الآخيرة يتوافد إلينا الكثير من الأطفال المصابين بسوء التغذية وكذلك النساء”
وأضاف ” سوء التغذية بالنسبة للطفل يبدأ له وهو في بطن أمه وكلما اسمتر الاهمال بعد ولادة الطفل يزداد عنده سوء التغذية مع مرور الوقت.”
وتابع ” هناك الكثير من الأطفال تفاقمت أوضاعهم مما أدى بهم مرض سوء التغذية إلى الإصابة بالكساح؛ لأن عظم الطفل لا ينمو بالشكل الطبيعي. “
وأشار إلى أن” أسوأ حالة وصلت إليه هي طفلة عمرها أكثر من عامين ووزنها أربعة كيلو ونصف.”
ومضى قائلا ” نتمنى من الحكومة والمجتمع الدولي والعالم النظر لهذه المحافظة التي تعاني الجوع والحرب والحصار .”
ومن جهته يقول ” عمر راجح “مدير مركز 14 أكتوبر الصحي بمدينة تعز في تصريحات أدلى بها لموقع يمن مونيتور ” المركز يستقبل في اليوم الواحد من 90 إلى 100حالة من مرضى سوء التغذية المترددين من الأطفال ومن النساء يستقبل خلال الشهر الواحد من 2500إلى 3000حالة مترددة”
وأضاف ” العدد في إزدياد بين فترة وفترة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين وغلاء الأسعار.”
وأرسل رسالةً إلى الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي ” أن ينظروا بعين الرحمة لهذا الشعب الذي وصل إلى المجاعة التي تكاد تفتك به تماما بسبب الحرب وغلاء المعيشة.”