صحيفة: مصر تهدد “الحوثي” برد قاسي حال المساس بأمن الملاحة في باب المندب
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قالت صحيفة “العربي الجديد” إن مسؤولين مصريين اجتمعوا بوفد من جماعة الحوثي في العاصمة المصرية القاهرة، ووجهوا له رسالة شديدة اللهجة بشأن المساس بأمن الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية وُصفت بالخاصة، بأن مسؤولين بالمخابرات المصرية أكدوا للحوثيين أن القاهرة ستقوم بنفسها بالرد القاسي على أي تهور في هذا الإطار، وأنها مستعدة لرد خشن، في حال تم المساس بأمن المضيق الذي يرتبط بشكل مباشر بحركة الملاحة الدولية في قناة السويس.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع عُقد في القاهرة بين مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، ووفد قيادي حوثي، بدعوة من الجانب المصري، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن، وذلك بعد زيارات من جانب الحكومة الشرعية في اليمن إلى مصر أخيراً.
وبحسب المصادر، فإن المسؤولين المصريين أكدوا أن أي تصرفات حوثية بهدف تقديم الدعم لحلفائهم في اليمن، في الحرب الباردة بين إيران و”إسرائيل” على حساب أمن حركة التجارة في البحر الأحمر، ستواجه بموقف صارم من جانب مصر، التي نأت بنفسها عن الدخول في أي مواجهات منذ اندلاع الأزمة اليمنية، وبدء الحملة العسكرية لتحالف “دعم الشرعية” بقيادة السعودية.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في القاهرة سعوا خلال الأيام القليلة الماضية للتوسط بين السعودية والحوثيين، بعد تصاعد الهجمات الحوثية على المناطق الحدودية السعودية، وتلويح بعض القيادات الحوثية أخيراً بتصعيد المواجهات، لتطاول مناطق المصالح الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأوضحت، أن اللقاء شهد مباحثات بشأن تصاعد الهجمات الحوثية الأخيرة على المناطق السعودية عبر الطائرات المسيّرة، ومدى إمكانية التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة اليمنية.
وفي 2 أكتوبر الماضي، أصدرت مصر بياناً شديد اللهجة، دانت فيه بأشد العبارات “مواصلة جماعة الحوثي هجماتها على الأراضي السعودية، والتي كان آخرها محاولة استهداف أحياء سكنية، باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة”.
وأكدت في الوقت نفسه “وقوفها بجانب السعودية في مواجهة استمرار الهجمات”، التي وصفتها بـ”الإرهابية الآثمة التي تمثل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي وتهديداً للأمن والاستقرار بالمنطقة”.
وشهدت القاهرة حراكاً على صعيد الملف اليمني خلال الفترة الماضية، بعد زيارة وزير الدفاع اليمني محمد علي المقدشي نهاية شهر سبتمبر الماضي وعقده لقاءات رفيعة المستوى تضمنت الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع المصري محمد زكي، وتبع ذلك زيارة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك على رأس وفد وزاري مطلع أكتوبر الماضي، استمرت عدة أيام، التقى خلالها نظيره المصري مصطفى مدبولي، وعدداً من المسؤولين المصريين.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.