“خذلان مأرب”.. “الأرض المحروقة” منهجية الحوثيين و”أكتوبر” الأكثر دموية
يمن مونيتور/ قسم الأخبار:
تستمر معارك الحوثيين ضد قوات الجيش الوطني ورجال القبائل في محافظة مأرب شرقي اليمن منذ فبراير/شباط الماضي، مسببة واحدة من أكبر المعارك الدموية منذ سيطرتهم على صنعاء عام 2014، وأكثر المآسي الإنسانية منذ أعوام.
يأتي ذلك فيما اتهمت الأحزاب اليمنية في محافظة مأرب، الحكومة والتحالف العربي بخذلان محافظة مأرب وسط البلاد، والفشل في إدارة المعركة ضد الحوثيين.
وعبرت المكونات -وأبرزها المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الناصري- عن استغرابها الشديد لأداء التحالف العربي وسوء إدارته للمهمة التي أنيطت به.
وتقدم الحوثيون في قرية جديدة بمديرية الجوبة جنوبي مأرب، بعد أن قصفت معظم القُرى بالصواريخ الباليستية والكاتيوشا والمدفعية.
وأضاف مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ”يمن مونيتور” إن الحوثيين يقصفون القرى التي ترفض مهادنتهم والسماح بمرورهم، “القصف بالصواريخ الباليستية وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة”.
وأشار إلى أن القصف “يستهدف المدنيين وحدهم ومنازلهم وأملاكهم، في محاولة لإجبار المقاتلين على الانسحاب لحماية عائلاتهم من القصف الدموي، والأرض المحروقة التي ينفذها الحوثيون”.
وقُتل وأصيب قرابة 30 يمنياً بينهم أطفال ونساء بقصف للحوثيين بصاروخ باليستي استهدف مدرسة دينية (للسلفيين) في مأرب، هذا الأسبوع، بعد قصف بصاروخ باليستي استهدف منزلاً للشيخ القبلي “عبداللطيف القبلي نمران” أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين بينهم اثنين من أبنائه.
وقال المجلس النرويجي للاجئين في اليمن في بيان يوم الثلاثاء، إنه “سُجل خلال شهر أكتوبر / تشرين الأول باعتباره الشهر الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين، حيث قُتل أو جرح ما لا يقل عن 100 شخص، بمن فيهم الأطفال ، خلال القصف والهجمات الصاروخية في مأرب”.
وأشار المجلس إلى أن “عدد الضحايا المدنيين المبلغ عنهم في مأرب خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2021 مستوى قياسيًا، حيث بلغ عدد الإصابات والوفيات حوالي 170 – أي أكثر من 151 تم تسجيلهم خلال عامي 2019 و 2020 مجتمعين”.
وقالت المديرة القطرية للمجلس النرويجي للاجئين في اليمن، إيرين هاتشينسون: “بعض المدنيين اليمنيين الأكثر ضعفاً في مأرب معزولون الآن عن المساعدة المنقذة للحياة أثناء تعرضهم للهجوم. حيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين في مأرب، بمن فيهم الأطفال، إلى مستوى قياسي.
وأضافت: “في هذه اللحظات الدرامية، نناشد جميع الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى العائلات التي هي في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك حوالي مليون يمني انتقلوا إلى هناك من أجزاء أخرى من البلاد على أمل العثور على الأمان. يعيش الكثير منهم في مواقع مزدحمة تفتقر بشكل شبه كامل إلى المياه النظيفة والمراحيض والمرافق الصحية.
خذلان مأرب
في جانب آخر ترى الأحزاب السياسية في موقف جَمعي نادر الحدوث أن التحالف والحكومة خذلوا المحافظة في إدارتهم للمعركة. وقال البيان المشترك “إن استمرار العدوان والتصعيد الحوثي على مأرب وساكنيها واستهداف المدنيين العزل بالصواريخ الباليستية والطيران المسير، يجري في ظل فشل قيادة الشرعية والتحالف العربي في إدارة المعركة”.
وقالت إن قيادة الحكومة الشرعية فشلت فشلا ذريعا في مسؤولياتها على مختلف الأصعدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وإعلاميا، “مما انعكس سلبا على مشروع المقاومة لإسقاط الانقلاب (الحوثي) واستعادة الجمهورية”.
ودعت الأحزاب والقوى السياسية أبناء مأرب خاصة وأبناء اليمن عامة إلى استنهاض كافة الطاقات والإمكانيات المحلية والوطنية، وتوحيدها وتوجيهها نحو مهمة الدفاع عن مأرب، كما دعت الجميع إلى مزيد من التوحد أمام التحديات المحيطة بالمشروع الوطني.
وفي سياق متصل، استنكرت الولايات المتحدة -مساء الاثنين- الهجمات الحوثية الأخيرة على محافظة مأرب، ودعت إلى إنهاء ما وصفته بالعنف العبثي.
واستنكرت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في اليمن كاثرين ويستلي في بيان الهجمات الحوثية الأخيرة على مأرب، “التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بينهم نساء وأطفال”.
وقالت إنه “يجب على الحوثيين إنهاء هذه الحلقة المفرغة من العنف العبثي، والموافقة على وقف شامل لإطلاق النار”.
و”مدينة مأرب” الغنية بالنفط التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها منذ سنوات وبدأت حملتهم الجديدة في فبراير/شباط الماضي، هي المعقل الأخير للحكومة اليمنية شمالي اليمن ومركز عملياتها العسكرية ضد الحوثيين منذ 2015م.
ويتواجد في مأرب أكثر من مليوني نازح، فروا من مناطق الحوثيين أو من مناطق القِتال بين الحكومة الشرعية والحوثيين والتي تمتد على أكثر من 54 جبهة قِتال.