بالنسبة للرئيس السابق “علي عبدالله صالح”، “مشّو عيب” أي ليس عيباً أن يتنازل رئيس منتخب من قبل الشعب عن السلطة وتسليمها لعصابة قادمة من أدغال التاريخ لتحكم اليمنيين بالحديد والنار. بالنسبة للرئيس السابق “علي عبدالله صالح”، “مشّو عيب” أي ليس عيباً أن يتنازل رئيس منتخب من قبل الشعب عن السلطة وتسليمها لعصابة قادمة من أدغال التاريخ لتحكم اليمنيين بالحديد والنار.
ذلك أن “صالح” لا يفرق بين الدولة والعصابة، لا بل إنه الرجل الذي قاد اليمن على مدى 33 عاماً عن طريق ثقافة الــ”مشّو عيب”، دون أن يولي المؤسسات أي اهتمام.
فإثارة النعرات والثارات بين المواطنين مشّو عيب.. ابتزاز الجيران باسم الإرهاب مشّو عيب.. وإراقة دماء المواطنين تحت مسمى “الإرهاب” واستلام ثمن ذلك من واشنطن، مشّو عيب أيضاً!
الرجل الذي كان يتعاون مع الجماعات المتمردة ويمدّها بالسلاح ويترك لها فرص السيطرة على بعض المدن نكاية بأطراف سياسية أخرى، هو اليوم يقولها علانية: كان يفترض أن يُسلم الرئيس هادي السلطة لــ”أنصار الله” (اسم الدلع لمليشيا الحوثي)، ومششششششو عيب!
ليس عيباً في عُرف “صالح” أ يفتح مخازن الحرس الجمهوري (قوات النخبة في الجيش) لمليشيا الحوثي، ويسلمها سلاح الدولة لتقاتل به المواطنين في عديد مناطق، لأنهم ببساطة رفضوا حكم الحوثي وانحازوا للمشروع الوطني الجامع.
صالح يقول ذلك عن قناعة تامة، إذْ أنه لا فرق عنده بين الحوثيين وأي حزب سياسي مثلاً، كلهم يمنيين ومشّوا عيب يحكموا البلاد، على الرغم من البون الشاسع بين الجماعة العنصرية والحزب السياسي المدني. هذا رجل بلا عقل.. بلا بصيرة.. وبلا ضمير.
لا مستقبل لـ”صالح” ولا لعصابة الشر التي سطت على الدولة وأهدرت مؤسساتها وأراقت دماء اليمنيين، هذا الكائن أراد الله أن يفضحه على الملأ، وهو الذي لطالما تحدث عن نفسه باعتبار “باني نهضة اليمن”، لكن الحقيقة تقول إنه واحد من معاول الهدم التي عبثت في طول البلاد وعرضها، وأحالت كل بارقة أمل للخلاص إلى جحيم على رؤوس المواطنين.
يقاتل اليمانيون اليوم تحالف الشر المتمثل في الحوثي-صالح، مسنودين بتحالف عربي هو الآخر يدافع عن أمنه القومي ومصالح بلدانه، لكن المنطق لا يمكن أن يسمي ما يجري عدواناً؛ صحيح هناك أخطاء يرتكبها التحالف ويجب كشف الحقائق حولها، لكن الحقيقة أن اليمنيين والعرب اليوم يخوضون “حرب وجود” ضد مليشيا مسلحة أهانت كرامة اليمنيين وقوّضت بنيان دولتهم.