كتابات خاصة

عسكرة المدارس

 

عندما تشاهد مواقف مثيرة للسخرية اليوم، وتجد ابطالها مزايدين من الدرجة الأولى على من حولهم، وتعود بك الذاكرة لفترة النضال ضد النظام السابق، تقولها بدون شعور سلام الله على زمان .

الانسان مواقف، والموقف الشجاع ان تتصدى للمخطئ وهو في قمة قوته، وعندما يسقط يمتشق الجبناء سكاكينهم، وطعن على جثة ميته .

لسنا ممن يعدد مناقبه، نتركها للزمن، نحتاج فقط ان نقدم مثلا، عسى وعلا يفهم المزايدون بالامس واليوم، مارسو ويمارسون نفس المهمة  .

في 98م في ثانوية التواهي ( جرادة ) ابلغني حارس المدرسة ان جماعة اقتحمت باب المدرسة وتوجهت للصف الدراسي، تحركت من مكتبي لاستطلاع الحادث، كانت المفاجئة انهم من قوات الامن السياسي، يبحثون عن طالب بالاسم، طلبت منهم الخروج من الصف أولا، وبعد شد وجذب، خرجنا معا لباب المدرسة، وطلبت منهم احترام المدرسة وحصانتها، والاستئذان بالدخول، والتوجه لمكتبي، رغم الغضب الذي كان ينتابهم، الأسلوب الهادئ الذي استخدمته ولغة منطق النظام والقانون، جعلتهم يخضعون، وفي مكتبي عرفت ان احد الطلاب شتم رئيس الجمهورية، كان سؤالي المباشر من بلغكم ؟ قالو احد الطلاب، استدعيت الطالب، و وجهت له السؤال لماذا لا تبلغني او تبلغ احد نوابي في الإدارة، لم يرد، وقلتها بصراحه كنتم مخطئين باقتحام المدرسة، وهذه مسئولية تتطلب ابلاغ المحافظ والجهات المسؤولة، هذه قضية لا علاقة لكم فيها، هي قضيتنا وحدثت في مبنى المدرسة، وغير مسموح لكم اعتقال طالب من داخل المدرسة، عودوا من حيث اتيتم ، و نحن مسؤولين سنعالج ما حدث وفق القوانين التربوية والنظم المدرسية، وتحركوا، وبدأت الاتصالات والتهديد والوعيد، وعرفنا حينها عددا من المزايدين مثل اصحابنا اليوم، إن اختلفوا بالشعار والمزمار، فهم من نفس الطينة، بل بعضهم قفز من قارب النظام لقارب الجنوب مزايدا على الناس وتعكير حياتهم .

القضية بكل بساطة ان شباب فتحو نقاش، أحدهم من الضالع، واخر من تعز، وصار بينهم شتم، جمعتهم واستدعيت أولياء الأمور، وبعد جرعة من النصائح والتوجيهات التربوية تم الاعتذار، والتعهد بعدم تكرارها، أو فتح باب نقاش سياسي عقيم لسيت المدرسة مجاله، وبعد يومين اتصل مسؤول يسأل ماذا عملت؟ وعندما شرحت له ما عملت، غضب ورد هذا الذي قدرك الله عليه، ان يشتم رئيس الدولة دون عقاب شديد، بعد شرح تربوي للقضية، ودورنا في تربية الطلاب وصقل سلوكياتهم وثقافتهم، قلت له هذا الواجب المحتم علينا، واذا يرضيك اصدر قرار واحضر سيف الإمام احمد واقطع راسه، غضب وطبق التلفون في وجهي، وبعدها بدأت المؤامرات، وفبركة قصص وحكايات انطلت على الحاقدين على مواقفنا، ولم تنطلي على الكثير ممن يعرفون جيدا مواقفنا، بعد سنتين من المضايقات تركنا لهم المسئولية، وتفرغت للعمل النقابي .

اليوم تابعت حادثة مماثلة، معلمة منعت طالبة من وضع علم الجنوب على زيها المدرسي، كانت المعلمة تحاول ان تبعد الطلاب عن الانقسام السياسي في الساحة الجنوبية ,وتجنيب المدرسة الفتن، وفي نفس الوقت تطبق النظام، لكنه واجهت حملة شعواء من مزايدين من الدرجة الأولى، كسر هيبة المعلمة والمدرسة، ورفع من شأن الطالبة، باعتذار مهين من المعلمة للطالبة، في تصرف غير مسبوق، وغير أخلاقي ولا تربوي، ان تكسر هيبة المعلم  بهذه الصورة، إن كان ضروري من توبيخ، كان ممكن على انفراد او حتى تهديد بحيث لا يحط من هيبة المعلمة والمدرسة أمام الطالب .

المؤسف ان يكرم قائد الامن في المنطقة وبجانبه إدارة التربية الطالبة بترس الشجاعة، ويا لها من شجاعة، وهل يوجد مزايدة أكثر من ذلك، ابحثوا عن تاريخ من في الصورة ستجدهم تربية النظام السابق ما لم يكونوا مزايديه، للأسف ما وصلنا اليه فوق كل الاحتمالات، لان القائمين دون وعي و جبناء، لا يستطيعون ان يقولوا لا، ولا هم رجال بمستوى المسؤولية، وأمثالهم كثير، سلبيين لحد السذاجة، سمحو بعسكرة المدارس والضحية الجنوب وقضيته العادلة، والله في خلقه شؤون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى