اخترنا لكمغير مصنف

نساء اليمن.. ولهنّ من مآسي الحرب نصيب

 صحيح أن الرجال هم وقود الحروب، لكن هذا لا يعني أن النساء لا يتحملن جزءاً من الفاتورة الباهظة التي تدفعها أي بلاد تكتوي بنيران الصراعات.

  يمن مونيتور/ خاص/ عفاف الأباره
صحيح أن الرجال هم وقود الحروب، لكن هذا لا يعني أن النساء لا يتحملن جزءاً من الفاتورة الباهظة التي تدفعها أي بلاد تكتوي بنيران الصراعات.
خلّفت الحرب في اليمن الكثير من القصص والمآسي المحزنة، وقضت على كل فرص العيش بسعادة، وضاعت بسببها ابتسامة المئات من الأسر، وطالت المعاناة النساء والأطفال، الصغار والكبار.
وكانت النساء المتزوجات، هن أكثر شريحة تدفع ثمن الحرب، إذ جعلت البعض فيهن يفقدن شريك الحياة، ويعكفن على أطفال، أحالتهم الحرب إلى أيتام، وبحاجة إلى من يعيلهم ويساعدهم على مواصلة التعليم، وتحقيق طموحاتهم، ويشاركهم الأفراح والأتراح، وهن أكثر من تمزقت أرواحهن لفقدان أحد أبنائهن.
إلا إن تلك الزوجات، أكدن في حديثهن مع مراسلة “يمن مونيتور” أن الحياة لن تتوقف، وسيبذلن قصارى جهدهن، من أجل العيش الكريم، وليحصل أولادهن على حياة تليق بهم، مثلهم مثل أقرانهم ممن لا زال آباؤهم على قيد الحياة.
وتستمر قصص الحرب والدمار، تاركة وراءها جرحاً عميقاً داخل مجتمع ظل أبناؤه على مدى تاريخهم متعايشين بسلام وأمان.
 
أمهات أرامل وثكالى
“أم حسين صلاح”، إحدى اللائي تحدثن لـ”يمن مونيتور”، وكانت تبكي بأسى، على زوجها الذي أكدت لنا أنه قتل وهو يقاتل “أمريكا وإسرائيل”، على حد قولها، في حرض شمال غربي اليمن، ورحل مخلفاً وراءه أطفالا من الأولاد والبنات، وزوجة وقع على كاهلها تربية أولئك الصغار.
 تقول “أم حسين”، “إن زوجها كان يشتغل بمزارع القات، ويساعد أولاده على مواصلة تعليمهم، ويشاركهم همومهم، ويشجعهم على التعليم، ولطالما قال لهم “إنه حُرِم من التعليم، ولا يريد صغاره أن يكتووا بذات النوع من الحرمان”.
باتت أسرة “أم حسين” تعيش على بعض المساعدات الإنسانية التي تعطيها لها المنظمات الإنسانية، ولا يوجد لديهم دخل آخر يقتاتون منه، فيما كانت الأمطار في هذا العام قليلة، ولم تجنِ أي محصول منها”.
تختم بالقول، “من كان السبب في ما نحن عليه الآن، سينتقم لنا منه رب العباد ولن يخذلنا”.
“لطيفة الريامي”، هي الأخرى لم تستوعب أن ولدها الوحيد قتل في غارة لطيران التحالف على معسكر “العبر”، بحضرموت شرقي اليمن، وما تزال تنتظر عودته، وكأنه لم يُقتل، فهي تعد كل ما قيل قبل سبعة أشهر لم يكن سوى شائعات”.
أثناء حديثها لـ” يمن مونيتور”، تبكي “لطيفة” بمرارة على ولدها الوحيد، ووالده مقعد منذُ أكثر من سبع سنوات، وكانت ترسم في عيون ولدها كل خيوط الأمل المرجو لكن القدر أبعده عنها”.
 
زوج مختطف
تعرض زوج “أم جنات حمود” للاختطاف، وتم تغييبه عنها منذ شهرين، وتعيش وضعاً مأساوياً، فهي تقتات وأسرتها على ما يجود به فاعلو الخير، بعد أن كان زوجها يعمل في البناء، ويتكفل برعاية أسرته وإن كان بدخل متواضع.
تحكي “أم جنات” قصتها لمراسلة “يمن مونيتور”، “كانت الساعة 11 ليلاً عندما اتصل بي رقم مجهول، يقول لي “زوجك مختطف لدينا، وحذرني من الاتصال على الرقم نفسه، لأن ذلك سيعرض زوجي للخطر”.
أثناء حديثها معنا كانت حريصة على عدم ذكر اسم زوجها، خوفا من أن يصاب بمكروه في السجن.
مرت ستون يوماً منذٌ أن اتصل بها ذلك الغريب، وهي لا تدري عن زوجها شيئاً، سوى أخبار وصلتها تؤكد أن زوجها معتقل لدى الحوثيين في مدينة “المحويت”، شمال غربي اليمن، التي سافر إليها للبحث عن عمل، بعد أن ضاقت عليه السُبل”.
لدى “أم جنات”، طفلتان، إحداهن في السادسة من العمر، تبكي تلك المرأة لأنها لا تدري ماذا وكيف تحكي لطفلتها إذا ما سألتها عن أبيها، ولماذا غاب عنها كل هذا الوقت؟!
وأبدت أم جنات تخوفها من أن يكون زوجها، محتجز في مكان عرضة للقصف الجوي الذي يشنه التحالف العربي على المعسكرات، أو أماكن تواجد المسلحين الحوثيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى