الكتاب العربي.. إشادات وآمال معلقة على معرض إسطنبول
يمن مونيتور/الأناضول
أشاد أديبان وقائمان على “معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي” بتحول دورته السادسة إلى “مهرجان ثقافي عالمي”، مع آمال بأن يصبح جسرًا بين العرب والأتراك، وأن يتسع التبادل الثقافي بين الجانبين.
بعد توقفه لعامين بسبب جائحة كورونا، عاد المعرض، وعلى مدار تسعة أيام زخر بفعاليات ثقافية مكثفة ومتنوعة، واختتم فعالياته في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
واستقبل المعرض 108 آلاف و201 زائر، بينهم 18 ألفا و642 في اليوم الأخير، بحسب إحصاء للقائمين عليه.
وتحت شعار “حَلِّق بالمعرفة”، نظمت “الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي” و”جمعية الناشرين الأتراك” المعرض بمدينة المعارض في إسطنبول، بمشاركة أكثر من 23 دولة و250 دار نشر عربية.
** “صوت الحمير”
خلال المعرض، أطلق الكاتب والروائي الأردني، أيمن العتوم، كتاب “صوت الحمير”، وهي رواية فلسفية ساخرة تركز على طبائع البشر من خلال المقارنة بين الإنسان والحيوان.
وأشاد العتوم، في حديث مع الأناضول، بمعرض إسطنبول، وأعرب عن سعادته “بتعطش الجالية العربية في المدينة (أكثر من 5 ملايين عربي) للكتاب العربي”.
وقال إن إقبال زوار المعرض كان وافرا على محاضرة له تحدث فيها عن رحلته بالكتابة.
وأضاف: “من عرف قيمة اللغة العربية سيرحب بأن يقام على أرضه معرض الكتاب العربي، وقد عرفت تركيا قيمة العربية”.
وتابع: “آمل أن يكون التبادل الثقافي بين الكتابين العربي والتركي أوسع مستقبلا، فهناك انفتاح من الأتراك على اللغة العربية، قابلت خلال السنوات الست الماضية أكثر من ألف طالب تركي في الأردن ودرستهم، لكن لم يصل التبادل إلى أوجه حتى الآن”.
واعتبر أن معرض إسطنبول “نواة أساس” لنشر الكتاب العربي في تركيا، لكن لم يتجاوز عدد الأتراك المقبلين عليه 10بالمئة من الزائرين، ولن يتحول إلى “ظاهرة” إلا حين يقبل عليه عدد أكبر من الأتراك.
ورأى عتوم أن نسبة مبيعات كتبه في المعرض جيدة بقدر نسبتها في المغرب، وفاقت الإقبال عليها في معرض بغداد.
وعن وضع الكتّاب عامةً، أعرب عن أسفه لعدم قدرة الكاتب أن يجعل من الكتابة مورد رزق، “فالكُتّاب أفقر الناس”، فهو يعمل كمدرس في مدرستين، في الوقت الذي تندثر فيه أهمية المثقفين في المجتمعات العربية، بدلا عن أن يقودوا المجتمع، على حد قوله.
ورأى أن “مساحة الاهتمام بالكاتب عند الأتراك أكثر قليلا من الدول العربية، فالأخيرة خانقة وقاتلة للإبداع”.
وبشأن كتاباته، قال إنها “تتميز بمناقشة الأمور الإنسانية المشتركة بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجغرافيا، وهو أمر يُنجح الكاتب”.
وأردف: “أنا مهندس وعملت في الهندسة، وانتقلت إلى دراسة اللغة العربية حبا بها.. وأكتب لأنجو، لأنجو من الحزن، لأنتصر على الجلاد وعلى المقصلة، ولكي يذكرني التاريخ بالخير، لأنني أدرك تماما أن التاريخ لا يَنسَى ولا يُنسى”.
** ظاهرة إيجابية
أما الكاتب والروائي العراقي، أحمد خيري العمري، فوقَّعَ خلال المعرض روايته الجديدة “الخطة السرية لإنقاذ البشرية”.
وهذه الرواية تحوي شخصيات خيالية من خلال حيوانات عاشت حقبة السيرة النبوية، في محاولة لإيصال السيرة بطريقة إبداعية مبتكرة.
وقال العمري، وهو طبيب أسنان، للأناضول، إن استمرار المعرض الدولي للكتاب العربي في تركيا لسنوات هو دليل نجاح، فهو “ظاهرة ثقافية إيجابية”، وعلامة على وجود ناشرين في إسطنبول، وتفاعل الجمهور العربي مع الكتاب العربي.
وأعرب عن إعجابه بالاهتمام، خلال المعرض، بكتب الأطفال من حيث المحتوى والمستوى الطباعي.
وعن كتبه، قال إن فيها بصمة الأدب الإنساني، رغم أنها تتسم بطابع ديني، ويستهدف الأشخاص خارج الإطار التقليدي، لبناء جسور بين الإسلاميين ومن يضعون نفسهم تحت المسمى العلماني، لتثبت لكليهما أن هناك نقاط متشابهة بينهما.
وتابع: “هناك صراع صفري، أكون أو لا أكون بين الفئة الإسلامية والعلمانية، وأحاول من خلال كتابتي أن أثبت أن هناك تقارب كبير بين الفئتين”.
وعن صمود الكتابات، رأى العمري أن من أهم ما يدعم صمودها هو الأصالة والإبداع والحقيقة، وهذا لا يُكتشف إلا بعد فترة طويلة من مضي الكاتب في طريقه.
وأردف: هناك أمور كثيرة تسهم في إنجاح الكاتب أو فشله، منها الفرص والموهبة والجهود والقدرات، وأمور أكبر من الصيغ الفردية، إضافة إلى الصراعات السياسية.
واستطرد: نعيش الآن في واقع تتواجد فيه مواهب كثيرة لم تتوفر لها فرص للانتشار، ما يعني أن الأكثر انتشارا ليس بالضرورة الأكثر جودة.
وتابع أنه يعمل في عيادته بالرغم من مواصلته الكتابة، ودرس الطب بناء على رغبة أهله، لكن شدته مواهبه الى أماكن أخرى ليحلق في عالم الرواية والكتابة.
** جسر ذو ممرين
وقال المنسق العام لمعرض إسطنبول، محمد أغير اقجة، للأناضول، إن “معرض إسطنبول يكبر في كل مرة (دورة)، ونطمح أن يكون جسرا ذا ممرين للثقافة والعلوم والأدب بين العرب وأشقائهم الأتراك وقارئي العربية في أوروبا والعالم”.
فيما قال مدير المركز الإعلامي للمعرض، كمال بن جعفر، إن دورة المعرض السادسة كانت “مهرجانا ثقافيا عالميا خارج جغرافيا العالم العربي”.
وأضاف “بن جعفر” للأناضول أن “المعرض شهد عرض أكثر من مليون كتاب وأزيد من مئة ألف عنوان على جمهور القراء، وأقيمت قرابة مئة فعالية ثقافية لمشاهير من الكتاب والباحثين والشعراء”.
وأشاد بـ”حضور علماء وباحثين وعدد من صانعي المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي كثر فيه الزوار بحثا عن بغيتهم من خير جليس في الزمان (الكتاب)، فكانت المتعة وتحققت الفائدة في جو ثقافي فريد”.
وشاركت في المعرض دول عديدة، أبرزها تركيا ومصر وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق والسعودية والكويت والسودان والجزائر وقطر والإمارات وإيران والولايات المتحدة والأردن وتونس والمغرب وليبيا وأيرلندا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا. –