ما الذي يحمله وفد “طارق صالح” إلى مدينة تعز؟
يمن مونيتور/ خاص:
وصل مدينة تعز وسط اليمن، يوم الاثنين، وفد من القوات التابعة للعميد “طارق صالح” نجل الرئيس اليمني السابق الذي يسيطر على مديريات على الساحل الغربي لليمن وتدعمه دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال عارف جامل وكيل محافظة تعز على صفحته في فيسبوك: استقبلت تعز وفدا عسكريا كبيرا لقائد المقاومة الوطنية العميد طارق صالح والتقي بقيادات الجيش في تعز الصف الجمهوري يتوحد نحو عدو واحد ومعركة واحدة.
لكن مصدراً مطلعاً في الجيش الوطني في تعز قال لـ”يمن مونيتور” إن اللقاء يأتي بسبب سيطرة قوات طارق صالح على مديريتين غربي المحافظة وضمها ضمن مناطق سيطرته.
ولفت المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام إلى أن “تحركات قوات طارق صالح مريبة وأن المخاوف بشأن نيته التقدم نحو مدينة تعز تتعزز يوماً بعد آخر”.
كما جرى مناقشة فتح الطريق الرئيس الذي يربط مدينة تعز بغربها عبر مديرية “الكدحة”. وفي وقت سابق هذا الشهر فتح الطريق لكن “قوات طارق صالح” أعادت إغلاقه قبل انتهاء 24 ساعة على افتتاحه.
ومن شأن فتح الطريق الرئيس أن يقلل السفر المُتعب بين وسط المدينة وغربها، من ست ساعات إلى ثلاث ساعات.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري: إن حرباً كلامية اندلعت بين مسؤولين حكوميين وقادة من مدينة تعز وقوات طارق صالح. حيث، يشك بعض قادة تعز في أن “صالح” يهتم بالسيطرة على تعز أكثر من اهتمامه بالمساعدة في هزيمة الحوثيين. يردد كبار المسؤولين الحكوميين هذه الشكاوى، قائلين إن على طارق صالح إعادة فتح جبهة البحر الأحمر والتحرك نحو ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، حيث أوقف اتفاق بوساطة الأمم المتحدة هجومًا وشيكًا في عام 2018.
كما حذّر مركز أبعاد للدراسات والبحوث، في دراسة نشرت الشهر الجاري، من أن “طارق صالح” يعزز وجوده في محافظتي تعز والحديدة، ويستعد في حال سقوط مدينة مأرب بيد الحوثيين للتحرك نحو مدينة تعز لتعزيز سيطرته.
وقال المركز إن التطمينات الأجنبية وتقدم الحوثيين في مأرب أدت إلى تشجيع قوات “طارق صالح” على تسلّم إدارة مديريتي “موزع” و”الوزاعية” غربي محافظة تعز، من قوات القائد العسكري “هيثم قاسم”، في سبتمبر/أيلول 2021م. على الرغم من أن ذلك قد يشعل صراعاً محتملاً بينه وبين السكان المحليين وقوات الجيش الموالي للحكومة الذي ينتشر في مدينة تعز.
وقال ناطق محور تعز العسكري عبدالباسط البحر ل”يمن مونيتور” في ذلك الوقت: نعتقد أن هناك أهداف وأجندة مشبوه وخطيرة وراء عملية تبديل القوات في المديرتين: ضد «المناطق المحررة» في تعز أو مزيد من إحكام الطوق والحصار عليها بالتعاون مع الحوثي في بقية الجهات، وقد تكون ضد السيادة اليمنية على الجزر والموانئ والممرات المائية.
وأضاف: طارق يريد أن يلتهم مديريات تعز واحدة تلو الأخرى، وذلك مهم بالنسبة له أكثر من الحفاظ على المديريات التي حررها الجيش والمقاومة عندما كان هو يقتل اليمنيين في صف الحوثي، لتجبر الإمارات الشرعية على تسليمها له دون أن يقاتل من أجلها ولو لساعة واحدة”.
وكان “طارق صالح” قد أعلن في مارس/أذار 2021 عن مكتب سياسي للمقاومة الوطنية التي يترأسها وأسسها بدعم وتمويل من أبوظبي في 2018 بعد أن بدل ولائه من الحوثيين إلى التحالف العربي، عقب مقتل عمه الرئيس السابق”علي عبدالله صالح”.
وقال مركز الدراسات اليمني: سيقدم “طارق صالح” نفسه بصفته يسيطر على منطقة واسعة تشمل عدة مديريات من الحديدة وتعز بما يشمل ميناء المخا الاستراتيجي الذي يدير منه عملياته العسكرية.
ويحاصر الحوثيون مدينة تعز من جميع الاتجاهات منذ 2016، ولا يدخل السكان إلى المدينة إلا عبر طريق واحد يربط مدينة تعز بجنوبها، ويحتاج السكان لوصول إليه عديد من الساعات والمرور بطرق وعرّة للغاية.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.