رسالة شعب لم يعد يحتمل أكثر
هل يدرك شركاء الحرب على اليمن، كان تحالف إقليمي او ايران، او تحالف اممي، حجم كارثة الحرب ومآلاتها، وتدخلاتها السافرة، على حياة شعب لا ذنب له، غير انه وجد على هذه الأرض الطيبة، وهذا الركن الاستراتيجي، فاحتمل الكثير من صلف التدخلات السافرة في حياته، ولم يعد قادرا على الاحتمال اكثر ، وصل الضغط لمستوى الانفجار، عملتكم سحقت عملتنا، مليشياتكم تفسخت قيما وأخلاقا، حصاركم صدر الموت لنا، الاحتكار الاقتصادي المفروض علينا، وسيطرتكم على مرتكزاتنا الاقتصادية، ومؤسساتنا الحيوية، ولقمة عيشنا، و مصدر دخلنا، ضاعف من عذاباتنا، لم تعد لنا حياة، بل الموت هو المشهد الأخير .
عليكم ان تعوا اننا كشعب يرفض ان يموت، وسنبقى نصارع من اجل الحياة، حتى وان منعتم عنا كل وسائل الحياة وامعنتم في الاستكبار، فالله الخالق وهو الرازق، وانتم أمام شعب عظيم، لم تستوعبوا بعد تاريخه في مواجهة الكوارث، سينتصر لحقه بالحياة، وستبقون مثار خزي وعار في تاريخ الإنسانية، و ستلعنكم الأمم القادمة وهي تقرا صفحات هده الحرب اللعينة، وكوارث وسياسات واستراتيجيات الأطماع والدسائس والمؤامرات .
هذا الشعب الفاقد للأمل فيكم وفي ظل تسلطكم تحت البند السابع، الذي جعلتموه وسيلة قذرة لتنفيذ اطماعكم ودسائسكم، و اهملتم الجزء المهم في البند وهو الاستحقاقات، وضمان ان لا تسقط الدولة والنظام والقانون، ويتحول البلد لعصابات ومليشيات إرهابية، تقلق المنطقة والعالم، وكنتم خير من أسقط الدولة، وأسس المليشيات ورعاها، و قوم عودها، واستخدمها في تنفيذ المخطط وعقاب شعب بكامله ليخضع، وبكل وقاحه تعبرون عن مصدر قلقكم مما يحدث في بلدي، والله ان ما زرعتم، يثمر حقدا وغيظا، سيعود لنحوركم، من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، الواقعة ستكون أكبر مما تتصورون عليكم.
ما الذي جناه اليمن بحق دول الجوار حتى يستحق كل هذه المؤامرات والدسائس، وتعلم دول الخليج ومعها دول كثيرة في العالم ان اليمنيين ما دخلوا أرضا إلا واحيؤها، الكل يشهد بكرم وهمم وشهامة وحنكة ومهارة وقدرات اليمني العلمية والمهنية، وانضباطه الأخلاقي والقانوني، كما تعلمون ان اليمن غني بالرجال والثروات والملكات الطبيعية الذي وهبها الله للأرض والإنسان، وهذا ما يرعب الحاسدون والحاقدون، وفي كل اتفاق شرطكم ان لا يتحرر القرار السيادي اليمني سياسيا واقتصاديا، وحقه في استثمار كل ثرواته، وإدارة شؤونه، شرط يعبر عن مدى حقدكم على اليمن، وتعلمون ان هذا القرار ليس بأيديكم، بل هو بأيدي اليمنيين وحقهم، لكن الفتن التي زرعتموها ولازلتم تؤججونها هي مصدر مصائبنا و شتاتنا وضعفنا، والذمم القابلة للبيع مصيبتنا وفي كل يوم تتحرر تلك الذمم، وتعود لصف الوطن، ولم يعد للمال أي تأثير، و الذمم التي كانت قابلة للشراء اليوم صارت عصية على البيع، ويبقى القليل ستعتق من عبوديتكم وسننتصر، وسنحكي للأجيال القادمة تاريخكم الأسود اتجاه اليمن .
على العالم، والدولة المعنية بالسلام الدولي والاقتصاد العالمي، ان تنظر لما يحدث لنا في هذه الأرض المباركة اليمن السعيد، الركن المسؤول عن اهم منفذ دولي (باب المندب )، وهو اليوم يفخخ لينفجر في وجه حركة التجارة العالمية والسلم الدولي، ويزرع فيه التحالف السعودي الاماراتي مليشيات متطرفة منفلته، تأتمر لقرارها، و تنفذ اجنداتها، في المقابل تلعب ايران بالجزء الآخر من اليمن، وتفخيخه طائفيا ومذهبيا، بمليشيات متطرفة مذهبيا، مما جعل بلادي مصدر قلق للسلم العالمي والتجارة الدولية، و ل موقفكم هنا معنيين، ام تكونوا شركاء في الجريمة وهم ادواتكم في صراع دولي لا ناقة لنا فيه ولا جمل، او مطلوب تبرئة أنفسكم من كل ما يحدث،قولو كلمة حق، وكانوا مع الشعب اليمني، والمواطن اليمني الذي تقول تقارير الأمم أنه على شفا المجاعة، والحقيقة انه يموت كل يوم جوعا ومجاعة، يموت قهر وكمدا، يقتل على قارعة الطريق، وتحرق مخيمات اللاجئين بساكنيها ، وتمارس العنصرية، والفرز المناطقي الطائفي بالبطاقة الشخصية والهوية ولون البشرة واللهجة، منعوا عنا كل وسائل العيش والسلامة والكرامة، ما رسو الكراهية وسياسة الفصل العنصري، يقتل الأبرياء بسلاح التحالف السعودي والاماراتي في الشوارع والتجمعات البشرية المسالمة .
منذ قيام الثورة الأم من نصف قرن، وكل امل يمني يحارب من دول الخليج، واليوم يستيقظ المواطن كل صباح باحثا عن امل يعيد له حيويته، فلا يجد، لم يتركوا لنا فرصة للدراسة والعمل الوطني الصادق، قتلوا كل إيجابية فينا، وعززوا السلبية والياس، فاحتل الألم مساحة واسعة من حياتنا وطرد الأمل، اليوم يتساءل الشباب عن مكانتهم داخل اسوار ذلك الوطن المرتهن والمسلوب, هل سيبقون مجرد جنود في حرب عبثية، أم ستفتح أمامهم فرص حياة أفضل، تعليم وتدريب وتطوير، ليكونوا مثل خلق الله لديهم آمال وتطلعات في مستقبل أجمل .
نحن كشعب نجد انفسنا وسط معركة فيها نكون او لا نكون، نموت بذل ومهانة، او نعيش بكرامة، لم تعد تفرق لدينا، ما يفرق هو ان نقف في صف وطن، وتعلو راية وطن وسيادة وطن وكرامة مواطن، هذه معركتنا ضد كل التدخلات، وضد كل الأدوات، وضد كل المزايدات، لن يسقط اليمن وفيه رجال صادقون وطنيون، يعشقون الحرية والكرامة، وسننتصر عاجلا ام اجلا، والخزي والعار لكم أيها الانذال .