محافظ مأرب: الحوثيون يرتكبون جرائم إبادة جماعية بحق سكان “العبدية”
من مونيتور/ قسم الأخبار
قال محافظ مأرب اليمنية، سلطان العرادة، اليوم السبت، إن أبناء مديرية العبدية يتعرضون للإبادة الجماعية من قبل الحوثيين دون اكتراث للبيانات والإدانات الدولية.
جاء ذلك، خلال مباحثات هاتفية أجراها مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كينج، لمناقشة مستجدات الأوضاع بالمحافظة في ظل التصعيد العسكري للحوثيين.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن محافظ مأرب أطلع المبعوث الأمريكي على التصعيد المتواصل لـ”مليشيا الحوثي” منذ أكثر من عامين سعياً منها في تحقيق بعض المكاسب الميدانية، مستغلة التراخي غير المبرر للمجتمع الدولي.
وطالب العرادة من المجتمع الدولي بـ”موقف حازم” وبقرارات جريئة في تصنيف “الحوثي” كجماعة إرهابية وملاحقة قياداتها إلى المحاكم الدولية للمحاكمة كمجرمي حرب.
ولفت إلى أن “هذا التصعيد يؤكد أن مليشيا الحوثي لا تؤمن بالسلام، أو دعوات إيقاف الحرب، فهي لا تمتلك قرار الحرب والسلام وإنما القرار بيد طهران وقيادات الحرس الثوري وحزب الله…”.
من جانبه، أدان المبعوث الأمريكي التصعيد الحوثي الأخير تجاه محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، مندداً بالحصار الكبير على مديرية العبدية وتعريض 37 ألف نسمة إلى الإبادة الجماعية.
وشدد المبعوث الأمريكي على ضرورة توقف هجوم الحوثيين العسكري على محافظة مأرب ومديرية العبدية وسرعة فتح ممرات آمنة لإدخال الاحتياجات الأساسية للمدنيين والأدوية والطواقم الطبية.
كما أدان الاستهداف المتعمد والمتكرر للمدنيين والأحياء المدنية والنازحين في محافظة مأرب بالصواريخ البالستية والمسيرات، وهو ما يعرض مرتكبيها للمساءلة الدولية لتحقيق العدالة، مشدداً على ضرورة تجنيب المدنيين الصراع والاستهداف.
وجدد المبعوث الأمريكي على موقف بلاده الداعم للشرعية اليمنية وموقفها ودعم جهود المبعوث الأممي لإحلال السلام في اليمن ووقف الحرب.
والجمعة، سيطر مسلحو جماعة الحوثي المدعومة من إيران، على مركز مديرية “العبدية” جنوبي مأرب، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على محاصرتها.
واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح.
وتمثل مأرب، ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك -التي تصاعدت مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014- آملين في بداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكن حملة الحوثيين جعلتهم في مرمى النيران، مهددين بنزوح جديد لا يعرف بعد إلى أين!
واستطاعت مدينة مأرب أن تعزل نفسها الى حد ما عن الحرب وآثارها بعد تحريرها من الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول2015، بفضل النفط والغاز فيها، وقيادة السلطة المحلية القوية الموجودة في المحافظة، والتوافق بين قبائلها، ما أدى إلى ازدهار الأعمال في المدينة على مر السنوات من افتتاح المطاعم إلى مشاريع البناء.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.رب