مسؤول أممي: كورونا يعيق القضاء على الجوع
يمن مونيتور/الأناضول
قال ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في العاصمة التركية أنقرة فيوريل جوتو، إنه مع استمرار تأثير وباء كورونا في العالم فإن التزاماتنا بالقضاء على الجوع وسوء التغذية والفقر بحلول عام 2030 باتت أكثر صعوبة.
وأضاف جوتو في مقابلة مع الأناضول بمناسبة اليوم العالمي للأغذية الذي يُحتفل به في 16 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، أن فيروس كورونا “الذي من المتوقع أن يستمر لفترة أطول زاد من آثار العوامل المسببة للجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، كما أدى إلى تفاقم الوضع الحالي”.
وأوضح أن “النزاعات وتقلب المناخ والظواهر المتطرفة وعدم الاستقرار الاقتصادي وعدم المساواة في مقدار الدخل المرتفع هي الدوافع الرئيسة للجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي”.
وتحدث جوتو خلال المقابلة عن تقرير مشترك أعدته هيئات متعددة تتبع للأمم المتحدة بعنوان “حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2021” (SOFI 2021).
وتم إعداد التقرير بالاشتراك بين منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف لإطلاع الجمهور على التقدم المحرز حول موضوع القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي.
** الاستجابة للتحديات
ونوّه جوتو، إلى أن “الاستجابة للتحديات تتطلب نهجًا قائمًا على النظم، بهدف إنتاج المزيد من الغذاء بفوائد اجتماعية واقتصادية أكبر وتأثير أقل على البيئة”.
وأضاف: “يمكن تحقيق ذلك من خلال طرق خضراء ومقاومة للمناخ، بما في ذلك الابتكار التكنولوجي والحلول الرقمية واستخدام الطرق الأصلية والتقليدية”.
وأكد جوتو، أن “الزراعة الخضراء والقادرة على التكيف مع المناخ يمكن أن توفر طعامًا مغذيًا ذو نسبة منخفضة من الكربون للمساعدة في تحقيق أنظمة بيئية وغذائية صحية للأجيال الحالية والمقبلة”.
وأردف: “بهذا يمكن معالجة الأبعاد الأربعة للأمن الغذائي، والتي تتمثل في توافر الغذاء، والوصول إليه، والاستفادة منه، والاستقرار، خاصة للبلدان الأقل نمواً، لا سيما غير الساحلية، والدول الجزرية الصغيرة”.
ولفت جوتو، إلى أن “طريقة إنتاج الغذاء تؤثر على الكوكب بأسره، وتؤثر على الموارد الطبيعية والمناخ وطريقة عيش الحيوانات”، مضيفًا أن “نظم الزراعة الغذائية مسؤولة عن ثلث انبعاثات الكربون التي تسبب تأثير الاحتباس الحراري وتغير المناخ”.
وحذر من أن “معالجة الأغذية قد تكون وسيلة للحد من هدر الطعام، ولكن عندما تصبح مفرطة ويتم استخدام مواد كيميائية حافظة، فإن الطعام يفقد خصائصه الغذائية”.
يعاني مليارا شخص من زيادة الوزن الشديدة أو السمنة بينما يؤثر سوء التغذية الذي لا يشمل الجوع فحسب، بل السمنة أيضًا على أكثر من 3 مليارات شخص في العالم.
**حلول مقترحة
وقال جوتو، إن منظمة الفاو “تعمل مع العديد من البلدان لخفض هذا الرقم إلى الصفر”، متسائلا “ما الذي يمكن فعله؟”.
واقترح أنه “ينبغي إقناع الحكومات بتشجيع الإنتاج المستدام لأطعمة مغذية وبأسعار معقولة من خلال تقديم حوافز للسلوك الصديق للبيئة ومساعدة المزارع الصغيرة التي تنتج 33من غذاء العالم، ولكنها لا تكسب بما فيه الكفاية”.
وأشار جوتو، إلى أن “أنظمة الأغذية الزراعية مرتبطة بالصحة والتعليم وحتى بالتمويل، ولذلك يتعين على القطاع الخاص القيام باستثمارات مسؤولة في هذا القطاع”.
وقال: “على القطاع الخاص تمويل المشاريع المستدامة، والابتكار في البحث عن طرق جديدة وأكثر صداقة للبيئة لزراعة المحاصيل وصيد الأسماك وتربية الحيوانات”.
وشدد جوتو، على “أهمية العمل التعاوني لتغيير طريقة إنتاج الغذاء واستهلاكه، من أجل الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.
وأردف أن “هناك أربع خطوات رئيسة يجب القيام بها وهي “الالتزام بتحسين الإنتاج، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع”.
وردا على سؤال حول هدف القضاء على الجوع قال جوتو: “نحن لسنا على المسار الصحيح لتحقيق أهداف أي من مؤشرات التغذية بحلول عام 2030، ونواجه تهديدا ممنهجا يجب معالجته على الفور وبطريقة شاملة، وإلا سيظل ما لا يقل عن 660 مليون شخص يواجهون الجوع في عام 2030”.
** أكثر من 720 مليونا واجهوا الجوع
وأشار تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي لعام 2021 إلى أن انتشار نقص التغذية على مستوى العالم وصل إلى 9.9 بالمائة، أي بزيادة 1.5 بالمائة عن عام 2020.
وكشف التقرير أن ما بين 720 مليونا و 811 مليونا واجهوا الجوع في 2020، بزيادة 118 مليونا مقارنة بعام 2019.
كما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل والشديد، وفق التقرير، بشكل كبير في عام 2020، حيث يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص في جميع أنحاء العالم (حوالي 2.37 مليار) من انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف التقرير أن ارتفاع انعدام الأمن الغذائي أدى أيضاً إلى توسيع الفجوة بين الجنسين، حيث تظهر الأرقام أن انعدام الأمن الغذائي أصاب النساء أكثر من الرجال أثناء وباء كورونا.
وسلط التقرير الضوء على أن سوء التغذية لا يزال يمثل تحديًا ويؤثر في الغالب على الأطفال، حيث يوجد ما لا يقل عن 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم، و 45 مليونًا يعانون من الهزال، ونحو 39 مليونًا يعانون من زيادة الوزن.
ولفت جوتو، إلى أن تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي حدد 6 مسارات لتحول أنظمة الأغذية الزراعية، وتركز هذه المسارات على “المناطق التي تمزقها النزاعات، والظواهر المناخية المتطرفة، والفئات الأكثر ضعفاً، وتكلفة الأطعمة المغذية، وعدم المساواة الهيكلية، والبيئات الغذائية والأنماط الغذائية”.
واختتم جوتو حديثه بالقول: إن “فيروس كورونا يعد علامة تحذير على عدم كفاية أنظمة الأغذية الزراعية الحالية، ودافعٌ لتغيير المسار الحالي في هذا القطاع”. –