تنظيم «القاعدة» عبارة عن أفراد مشردين في الكهوف والصحارى، تربطهم أواصر الثقة والعدو المشترك، وحتى وأن امتلكوا بعض التقنيات الخاصة بالتسجيلات واعداد المتفجرات إلا أنه يظل تنظيما مخترقا بأكثر من وسيلة، وعبر أكثر من جهاز مخابرات دولية، حتى تم تحويله من تنظيم جهادي إلى بنك للودائع المخابراتية التي تستثمرها الدول في الوقت المناسب لحساباتها.
تنظيم «القاعدة» عبارة عن أفراد مشردين في الكهوف والصحارى، تربطهم أواصر الثقة والعدو المشترك، وحتى وأن امتلكوا بعض التقنيات الخاصة بالتسجيلات واعداد المتفجرات إلا أنه يظل تنظيما مخترقا بأكثر من وسيلة، وعبر أكثر من جهاز مخابرات دولية، حتى تم تحويله من تنظيم جهادي إلى بنك للودائع المخابراتية التي تستثمرها الدول في الوقت المناسب لحساباتها.
كانت أجهزة مخابرات صالح واحدة من أنظمة أمنية عدة اخترقت تنظيم القاعدة، ووظفته لحسابها خاصة في مرحلة ما بعد مغادرة صالح السلطة، كما وعد صالح في احد حشوده الشعبية إبان ثورة فبراير 2011 ضده، حين قال «البديل للنظام هو القاعدة والحوثيين والصوملة والاحتراب الأهلي».. وباشر وعده بمجازر ومعارك طاحنة بين الدولة و«القاعدة» في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين خلال 2012.
تلاها سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات التي شهدتها اليمن خلال السنوات الثلاث الماضية، أبرزها التفجير الانتحاري لشاب جنده شقيق صالح العميد عمار صالح الذي تم إقالته من موقع نائب رئيس الأمن القومي «المخابرات» بعد لحظات من ذلك التفجير الذي أودى بحياة 106 جنود من الأمن المركزي وأصيب مئات آخرون كانوا يعدون البروفة الأخيرة لحفل اليوم التالي للاحتفاء بعيد الوحدة 22مايو 2012.
وأخذ الحوثيون نصيبهم من تفجيرات «قاعدة صالح» (إذا كانت هي الفاعل وليست قاعدة إيران هذه المرة) وتم تفجير مسجدي بدر والحشوش بصنعاء، الجمعة 20 مارس 2015 (قبل 6أيام من انطلاق عاصفة الحزم) وقتها كانت كل الأصابع تشير باتجاه صالح، وسبقها بيومين فقط اغتيال الصحفي والسياسي عبدالكريم الخيواني أبرز القادة الحوثيين بصنعاء، وهو خصم لدود لصالح وسبق أن سجنه لفترة طويلة.
برز تنظيم القاعدة في اليمن بصورة أولية عقب عودة من عرفوا باسم «الأفغان العرب»، ومنهم كثير من اليمنيين، في ذلك الوقت، وقد استهدفت أول عملية للتنظيم عام 1992 عناصر من قوات البحرية الأميركية «المارينز» كانت تقيم في فندق عدن، في طريقها إلى الصومال.
ومن يومها نفذ عشرات العمليات في اليمن كان أبرزها مقتل السياح البريطانيين على يد أبوالحسن المحضار في ديسمبر1998 وتفجير المدمرة كول في أكتوبر 2002 وناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ في نوفمبر 2002 .
وزادت مخاطر التنظيم الإرهابي عقب إعلان توحيد جناحيه اليمني والسعودي تحت مسمى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» بقيادة ناصر الوحيشي، وكان محمد صالح عمير أول من جاهر بوجود تنظيم القاعدة في مهرجان شعبي صغير بأبين، لتغتاله طائرات الدرونز الأميركية في صعيد شبوة الجنوبية في 24ديسمبر 2009 بعد أيام قليلة من خطبته تلك.
وكان الفلتان الأمني عقب ثورة فبراير 2011 فرصة ثمينة لـ«القاعدة» التي توسعت وأعلنت عن نفسها وكيانها داخل الدولة اليمنية، مستفيدة من غياب المؤسسات الأمنية، وفي عهد سلطة الحوثي عاش تنظيم القاعدة عصره الذهبي في أبين وحضرموت وبقية المحافظات التي سقطت بيد الميليشيات الحوثية، وانتهت سلطة الدولة فيها.
وعقب مقتل ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في هجوم يرجح أن يكون لطائرة أميركية من دون طيار في 16يونيو الماضي بحضرموت، وصعود قاسم الريمي إلى قيادة التنظيم زادت الشكوك في قدرة صالح على تحريك ورقة القاعدة، إذ يرى كثيرون من المتابعين لخط سير التنظيم أن صالح وأذرعه على علاقة حميمة بالريمي.
المصدر: الراية القطرية