الريال اليمني يواصل الهبوط السريع أمام الدولار وتحذيرات من تفاقم أزمة الجوع
يمن مونيتور/ عدن / خاص
واصلت العملة اليمنية هبوطها لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف اليوم الخميس، في مدينة عدن، ليلامس الدولار حاجز 1300 ريال.
وحذر عدد من خبراء الصرافة والاقتصاد، من استمرار ترك السوق المصرفية للسماسرة والمضاربين والمتلاعبين بالعملة اليمنية، في حين أطلقت الأمم المتحدة تحذيراتها من تفاقم أزمة الجوع في ظل الانهيار الكارثي للاقتصاد.
وقال عدد من الصرافين في عدن لـ”يمن مونيتور”: إن سعر صرف الريال اليمني سجل اليوم الخميس هبوطا سريعاً في تعاملات سوق إذ وصل سعر إلى 1322 للدولار الواحد و347 للريال السعودي.
وقال المصرفي علي التويتي إن “ترك السوق بهذه الطريقة للسماسرة يسرحون ويمرحون يعد كارثة يرتكبها سماسرة يرفعوا السوق عشرات الريالات بدون اي، سبب ولا يجب السكوت عن ذلك”.
وأضاف في منشور له على موقع فيسبوك “يتم التلاعب بمبالغ خيالية تصل إلى 100 مليون ريال سعودي وهم لا يملكون حتى مليون واحد عبر نظام المكاشفة والمحمل وان الارتفاع يعود بالدرجة الأولى لعمليات المضاربة عن طريق السماسرة”.
على صعيد متصل، دعت جمعية الصرافين في عدن كافة شبكات التحويل المالية المحلية وشركات الصرافة إلى الالتزام بتحديد سعر صرف العملة المحلية مقابل العملة السعودية الريال.
وقال عدد من الصرافين في عدن لـ”يمن مونيتور”، إن جمعية الصرافين أصدرت تعميما إلى كافة شبكات التحويلات المالية المحلية وشركات الصرافة إلى الالتزام بتحديد سعر بيع الريال السعودي مقابل الريال اليمني 323 للشراء و324 للبيع.
وأفادوا: بأن التعميم قضى بان باقي العملات يتم تحديد سعر صرفها وفق سعر الصرف المعادل للريال السعودي.
على صعيد متصل، قال برنامج الغذاء العالمي، إن أسعار المواد الأساسية ارتفعت بأكثر من 69% في مناطق الحكومة اليمنية مع تدهور العملة المحلية وارتفاع تكاليف الاستيراد.
وأشار البرنامج في بيان له، إلى أن التدهور الاقتصادي المقلق في اليمن ينذر بتفاقم أزمة الجوع.
وخلال الفترة الأخيرة، شهدت المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، احتجاجات متواصلة بسبب توسع رقعة الفقر، وغياب الخدمات، وتراجع قيمة العملة ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتزايد الانقسام المالي في البلاد مع اتخاذ الحوثيين قراراً نهاية2019، يمنع تداول الطبعات الجديدة من العملة التي تطبعها الحكومة الشرعية، واستمر الحوثيون في استخدام العملة من الطبعة القديمة التي أصبح معظمها سيء وغير قابل للتداول، وهو القرار الذي وسع الهوة بإيجاد سعرين مختلفين للعملة المحلية، كما أدى إلى ارتفاع رسوم التحويلات النقدية من مناطق الحكومة إلى مناطق الحوثيين أكثر من 102% من المبلغ المُرسل. وفشلت جهود للأمم المتحدة في رأب صدع الانقسام المالي بين الطرفين.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.