اخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقاريرغير مصنف

اليمن..بلد يبحث عن اللجوء

أجبرت حالة عدم الاستقرار الأمني في اليمن، والقمع الذي طال العديد من المناوئين للنظام السابق،عقب ثورة فبراير/ شباط ٢٠١١م، العديد من الناشطين السياسيين والحقوقيين والمسئولين، إلى طلب اللجوء إلى دول أخرى”. يمن مونيتور/خاص/ من وئام عبدالملك
أجبرت حالة عدم الاستقرار الأمني في اليمن، والقمع الذي طال العديد من المناوئين للنظام السابق،عقب ثورة فبراير/ شباط ٢٠١١م، العديد من الناشطين السياسيين والحقوقيين والمسئولين، إلى طلب اللجوء إلى دول أخرى”.
و منذ سقوط  العاصمة ” صنعاء” في سبتمبر/ أيلول ٢٠١٤م،بيد الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح،زادت حدة القمع والاختطافات التي طالت معارضي الأخيرين بشكل غير مسبوق،ما أجبر العديد من الناشطين اليمنيين في عديد مجالات،مغادرة البلاد واللجوء لبلدان أخرى،خشية تعرض حياتهم للخطر”.
فرص وتحديات
غادر اليمن بعض أولئك،بعد أن ضاق الخناق على أرواحهم في بلدهم، وعثروا على فرص للحياة بكرامة، كعبدالرقيب الدعيس الذي قال لـ” يمن مونيتور”:” أنا كناشط أتاح لي خروجي من البلاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية مجالاً أوسع، و فتح لي مدارك كبيرة، واستدرك بالقول “لكن من الجانب الشخصي، أثر ذلك علي كثيراً، بسبب ابتعادي عن أسرتي وأطفالي، فترة ليست قصيرة، ولم الشمل أصبح صعباً بسبب إغلاق السفارة الأمريكية في” صنعاء” نتيجة الأحداث الحالية”.
وعن سبب تقدمه بطلب اللجوء السياسي يضيف الدعيس ” قراءتي لما هو حاصل اليوم، كانت مبكرة، وبحكم أني مستقل، وكنت في رحله مع الخارجية الأمريكية ضمن وفد من القيادات الشابة المستقلين و المؤدلجين، وجدت أننا كمستقلين سوف نكون الطبقة الهشة التي سوف تتآكل سريعاً في ظَل صراع القوى،وسيكون النيل منا ومن أصواتنا سهلا”.
اللغة لم تكن عائقاً كبيراًبالنسبة للدعيس، لأن خلفيته كانت جيدة بحكم دراسته الجامعية للإنجليزية، لكنه أشار في حديثه لــ”يمن مونيتور” إلى أن اللغة تمثل عائقا لدى البعض، ويحتاجون لفترة طويلة للتعلم، ويكون ذلك عامل استغلال لدى أرباب العمل، إذ تكون ساعات العمل طويلة لدى أولئك، ويبرر أرباب العمل ذلك، بأنهم يقدمون فرص  لدى العامل، على الرغم من أنه لا يمتلك أي خبرة”.
وتابع ” طالب اللجوء حين يصل إلى أمريكا فإنه يتم معاملته، كما يعامل أصحاب البلد، وتعد كذلك قوانين العمل سهلة، وهناك غض للطرف إزاء كثير من الأمور، وذلك شيئا طبيعيا في بلد يعج بالمهاجرين غير الشرعيين”.
وشكى الدعيس من الجهات الحكومية اليمنية، التي لا تقدم أي تعاون، سواء مع اللاجئين أو المقيمين في أمريكا”.
إرهاق نفسي
 الدعيس،الذي حصل مؤخراً على إقامة دائمة في أمريكا تابع حديثه قائلا:” واجهت صعوبات خلال لجوئي إلى الولايات المتحدة كطول فترة الموافقة والحصول على حق اللجوء جراء الأوضاع التي تعيشها اليمن “.
لافتاً إلى أن ” طول أو قصر فترة الحصول على الموافقة ليس له معيار محدد،فقد تكون سريعة و قد تكون طويله جداً، ومرهقه نفسيا، لأنها تعتمد على المقابلة مع ضابط الهجرة،وفي حاله عدم اقتناعه في مبررات المقدم للطلب يتم رفضه، ويحال إلى المحكمة للنظر في القضية، وهو تصرف عادل،وغالباً ما يكون الحكم لصالح المستفيد،من قبل المحكمة، ولكن الجيد في الأمر أنه في حال تأخر المقابلة، أو تحويل القضية للمحكمة، يحق لمقدم الطلب، التقديم على أوراق العمل، والتي من خلالها يستطيع الحصول على إقامة مؤقتة، تجدد سنويا، حتى البت في حالته، ولكن كل ذلك مجهد نفسياً للغاية..الأمر يشبه انتظار نتيجة الامتحانات، مع معرفة أن الأداء لم يكن جيداً، فبعد المقابلة كان أدائي ممتازاً حسب المرافق لي، ولكن بعد المقابلة يتم إعطاء فترة أسبوعين لاستلام القرار، وخلال تلك الفترة كنت أراجع كل كلامي في المقابلة، حتى وصلت إلى قناعة أن كل كلامي لم يكن مقنعا، وأهلت نفسي لحضور المحكمة،هكذا اختتم الدعيس قصته”.
حكاية لاجئ في الصومال
دول إفريقية  كجيبوتي والسودان والصومال تحولت أيضاً إلى أماكن للجوء عدد من اليمنيين بسب الحرب الدائرة في البلاد وخشية القمع الذين قد يتعرضون له، حيث تعد وجهة سهلة من حيث السفر إليها،الذي يتم عن طريق البحر،في الوقت الذي توفقت فيه الرحلات الجوية في أغلب المدن اليمنية خلال الأشهر الماضية.
وفي الوقت الذي كان اللجوء بالنسبة للبعض وسيلة للحياة بكرامة، عانى البعض الآخر كثيراً، إذ تحدثت العديد من المصادر لمراسلة” يمن مونيتور” عن حدوث استغلال من قبل بعض المنظمات، التي تأخذ مقابل مادي من اللاجئ اليمني، لمنحه عمل خاص، لكن تم اكتشاف أن تلك المنظمات، احتالت عليهم، ولم تقدم لهم أية خدمة، وزادت معاناة أولئك مرتين، فهم الذين أحالت الحرب حياتهم إلى جحيم، وأبعدتهم عن وطنهم، ليبدأوا رحلتهم مع الضياع، وكانت كذلك آلاف الأسر من اللاجئين في بلد نامٍ كجيبوتي- تحديدا- قد عانوا كثيراً هناك، ما دفع بالعديد من الدول إلى تقديم الإغاثة لهم”.
المصور الفوتوغرافي،والناشط في مجال حقوق الإنسان، ومؤسس منظمة” أبناء المهاجرين” المتخصصة بالمولدين”خالد شعنون”قال لـ” يمن مونيتور”:” طلبت لجوءاً  سياسياً إلى الصومال، لأنه البلد الوحيد الذي كان مفتوحاً أمامي بعد الهروب من الحوثيين”.
وأضاف:” شعب الصومال لطيف مع اليمنيين، والحكومة الصومالية سهلت لنا الكثير من الأمور، لكن هناك نوع من التخاذل من قبل المنظمات الأجنبية”.
خفايا اللجوء في السودان
أحد اللاجئين إلى “السودان”فضل عدم الكشف عن اسمه في حديثه مع” يمن مونيتور” قال:” الأحداث الأخيرة التي تعاني منها اليمن، دفعت بي إلى مغادرة البلاد، وحاولت في السودان البحث عن خيارات تساعدني في المعيشة ومنها اللجوء، ولكن ما حدث أن الخرطوم قامت باتخاذ قرارات بشأن المواطن اليمني، إذ قررت مساواتهم بالمواطنين السودانيين، وهذا ما أدى لعدم مقدرة المفوضية السامية لشئون اللاجئين مساعدة اليمنيين هناك”.
وتابع:” بشكل أكثر تفصيلاً، تقوم المفوضية السامية لشئون اللاجئين بتحويل ملفات طلبات اللاجئين اليمنيين إلى منظمات محلية سودانية شريكة معها في العمل الإغاثي الخاص باللاجئين، ولكن هذه المنظمات حكومية وتتبع وزارة الداخلية السودانية، ما يعني أن بند الخصوصية لن يكون محفوظاً، وهو البند الأكثر أهمية، والتي عادة ما توفره المفوضية السامية لطالبي اللجوء”.
ويضيف ” الخيار الوحيد الذي تضعه المفوضية في السودان، وفي أكثر من دولة هو “الدمج المجتمعي”، ويعني هذا أن يتم دمج اللاجئ مع المجتمع الذي قدم من خلاله طلب اللجوء، وهذا بالفعل قد قامت الحكومة السودانية باتخاذ قرار بشأنه بحق اليمنيين هناك، وهو المساواة بينه وبين المواطن السوداني في الحقوق والواجبات ما يعني عدم وجود مساعدات، وهذا ما ظل سارياً حتى نهاية العام المنصرم 2015م”.
وتابع أن” الخيار الآخر الخاص بإعادة التوطين قالت المفوضية إنها لا تستطيع منح هذا الحق لأي مواطن من دولة منكوبة أو نزح منها رعاياها بسبب الحروب أو الكوارث، وهذه الأسباب أيضًا تمنعها من اتخاذ بند التسريح القسري، وهو الخاص بإعادة طالب اللجوء إلى بلده الأصل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى