حان الوقت ليُصبح الشعور بالقلق صديقك.. كيف ذلك؟
يمن مونيتور/سي ان ان
إذا شعرت يومًا ما بالقلق أو برغبة بالبكاء خلال فترة وباء “كوفيد-19″، فأنت لست وحدك.
وفي كتاب “Good Anxiety: Harnessing the Power of the Most Misunderstood Emotion”، تشرح ويندي سوزوكي، أستاذة العلوم العصبية وعلم النفس بجامعة نيويورك الأمريكية، الأسس البيولوجية للقلق، وتساعدنا على إعادة صياغة منظورنا إليه، حتى نشعر بالقوة بدلاً من العجز.
ويساهم تطور القلق واستجابات التوتر الفسيولوجية، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب، والإحساس بألم في المعدة، في حماية البشر من التهديدات البيئية.
وقالت سوزوكي إن الخطوة الأولى المهمة في إعادة صياغة القلق، تتمثل بفهم أنه يستمر في خدمة هذا الغرض الوقائي في الحياة الحديثة، من خلال وضع الأشخاص في حالة تأهب، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
ويثير الشعور بالقلق مشاعر غير مريحة. وبذلك، تقترح سوزوكي الاستماع إلى هذه المشاعر وتقديرها، بدلاً من الهرب منها.
وقالت سوزوكي: “الحقيقة هي أننا كائنات معقدة تتمتع بمجموعة من المشاعر الموجودة لسبب ما.. والسبب ليس إزعاجك.. إذ أن مشاعرك موجودة لتخبرك عن نفسك، وما تقدره وما يحدث في عالمك”.
وتشعر سوزوكي، التي أمضت حياتها المهنية في مجال العلوم ودراسة المرونة العصبية، بالتفاؤل بشأن القلق.
وأوضحت سوزوكي: “يمكن أن يستجيب عقلك بشكل إيجابي إذا قمت بتغذيته جيدًا، على سبيل المثال، بالطعام الجيد والتمارين الرياضية.. ويمكن أن يتقلص ويموت إذا كنت تشعر بالكثير من التوتر”.
وتوصي سوزوكي بتحديد المواقف التي تثير القلق (مثل خيبة الأمل في العمل)، واتباع أساليب التهدئة الذاتية المفضلة (مثل التحدّث إلى صديق) باعتبارها خطوات مهمة.
وبمجرد معرفتك بالمحفزات وأساليب التهدئة الخاصة بك، ستكون أكثر استعدادًا لاستدراك القلق.
وقالت سوزوكي: “النبأ السار هو أن كل شخص لديه القدرة على التغيير”.
ويُعتبر التنفس العميق والتمارين من الأساليب الشائعة لتخفيف التوتر.
وأوضحت سوزوكي: “عندما تبطئ تنفسك، تقوم بتنشيط جزء من جهازك العصبي المخصص للتخلص من التوتر”.
وتوصي الآباء بممارسة التنفس العميق مع الأطفال، خاصة أنه سيساعدهم كثيرًا عند الشعور بالقلق في المدرسة.
ويُعتبر النشاط البدني مهمًا أيضًا.
وتلاحظ سوزوكي أنه يمكن أن يتغير مزاجك عند القيام بعمل بسيط مثل المشي حول منزلك.
وقالت سوزوكي إن رفع معدل ضربات القلب أثناء النشاط البدني يمكن أن يقلّل من القلق والاكتئاب.
وأضافت: “في كل مرة تتحرك فيها، تقوم بإفراز مجموعة من المواد الكيميائية العصبية، وهي الدوبامين، والسيروتونين، و النورادرينالين .. إنه حمام فقاعي عصبي لدماغك، وهو طريقة رائعة لخفض مستوى القلق”.
وتوصي سوزوكي بالتصدي للقلق الناجم عن السعي للكمال، قائلة: “نحن بحاجة إلى طريقة سهلة وأكثر بهجة للتعامل مع القلق. على سبيل المثال، قل شيئًا لطيفًا لنفسك مرة كل ساعة، وستصبح المهمة أكثر سهولة”.
ويبقى الهدف هو تكوين صداقة مع قلقك. وفي النهاية، تصبح ممتنًا للدور الذي يلعبه الشعور بالقلق في حياتك.
الذكريات السعيدة قد تساعدك
وأشارت سوزوكي أيضًا إلى ضرورة الاستفادة من قوة التجارب الإيجابية لمواجهة القلق، لأن التفكير المتكرّر في الذكريات الإيجابية، يمكن أن يعزز إحساسك بالرفاهية، موضحة: “من الجيد بشكل خاص أن تكون الذاكرة مرتبطة بالرائحة، لأن الشم يستحضر الذاكرة جيدًا”.
وخلال أوقات القلق، استفد من تلك الذكريات المبهجة للتخفيف من شعورك هذا.