يا حرب كوني بردا وسلاما على العبدية وأهلها الأبطال، ثلاثة أيام من القتال العنيف على امتداد خط الدفاع الممتد من “جبل الوعيل” مرورا “بشعب خرفان” إلى “الحجلة” إلى “المخدرة” وصولا إلى ميسرة “أبلح”.
في كل تلك المحاور القتالية دفعت المليشيات بأنساق متعاقبة فكلما دُمِر نسق حوثي عُزِز بآخر ليتواصل القتال ثلاثة أيام بلياليها، كانت العبدية فيها كقمة تضربها الصواعق من كل جانب .
ورغم قساوة المعركة قاتلت العبدية بكل بسالة وجادت بخيرة أبنائها، ولكل شهيد منهم حكاية تلخص مسيرة النضال الطويل لتلك الديار العنيدة .
وفي تلك المعارك الطاحنة ثمة محاربون أبطال استقبلت صدورهم رصاصات العدو وأقعدتهم الجراح لكن لا طبيب ولا دواء تنزف دمائهم وتنزف معها قلوبنا وأكبادنا، وكان حقا ودينا علينا أن نسابق الزمن لنصل إليهم .
وإن كان لنا ألم ووجع من أحداث المعركة فللعدو أضعاف ذلك من الألم، فأبطال العبدية الذي صقلتهم المعارك وأجادوا فن الحرب دمروا في الثلاثة الأيام الأخيرة حشود حوثية كثيرة، كما أن طيران التحالف العربي حاضرا بقوة حيث دمر عشرات الآليات والتعزيزات الحوثية في المعارك الأخيرة.
تمر العبدية بإيام من أيام الله…. شبابها وشيوخها يركضون في وطيس المعارك ويقاتلون بضراوة وصلابة، أنين الجرحى ودعوات الأمهات في تلك الديار، ثمة ملحمة وطنية وأسفار مقدسة يكتبها أبطال تلك الديار .
وما أشبه أيام العبدية بالأيام التي مرت بها صنعاء في حصار السبعين يوما، الجمهورية مرهونة بمستقبل تلك الديار، ومثلما كان كسر حصار السبعين يوما يعني الإطاحة بالإمامة فإن كسر الحصار عن العبدية يعني الإطاحة بالمشروع الحوثي، وهو مايجعل الأيام القادمة فاصلة…. ولن يكون إلا النصر بإذن الله!