إلى المجتمع الدولي “إذا لم تكونوا معنا فلا تقفوا ضدنا”
إلى المجتمع الدولي، أما بعد فلا سلام عليكم لأننا بحاجة ماسة إلى السلم والسلام ونحن نعاني كثيرًا من شحة ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه أبدا.
أنتم تعلمون جيدًا ما الذي يعاني منه اليمن ولستم بحاجة لأن نشرح لكم ذلك فكل جديد من المأساة يصلكم وكل جديد من الموت يأتيكم، وأنتم تعلمون جيدًا أن الحل لهذا العناء الذي يقتلنا في كل لحظة وحين، تعلمون أنه سهل إذا عملتم بنية وإخلاص لأجل حل هذه الأزمة داخل اليمن، الأزمة التي فتكت بالكثير من أبناء اليمن ولا زال البقية معها رهن الهلاك.
كم من خطابات قد قدمتموها وهي عقيمة لم تنجب لنا شيئا ذا فائدة يقينا شر الحرب.
لقد شبعنا قولًا باللسان وملينا من كثر إداناتكم التي لم تأتِ بجديد سوى تمادي المليشيات على الأبرياء العزل، ولم تزدنا إلا جوعًا وغلاءً في المعيشة وكأنكم بتصرفكم هذا تعطونهم الضوء الأخضر لأجل أن يستمروا ولا مبرر لنا لنفهم غير هذا، لم يفدنا قلقكم شيئا، ذلك القلق الذي تبدونه لنا كلما جد جديد من العناء الذي لا تجيدون شيئا سواه.
عن أي إنسانية تتحدثون وكم قد قتل من الأبرياء العزل خلال هذه السنوات التي جاءت بها الحرب إلينا على مرأى ومسمع منكم، لا أظن إطلاقًا أن الإنسانية تعنيكم أو أنه يهمكم حقن الدماء، وإذا كان يعنيكم ذلك فلماذا لا تضعون حلًا لما نعانيه اليوم من تمادي الحوثيين على الأبرياء في مأرب وتعز وغيرها من المحافظات؟، ألم يصلكم ما يحدث لأبناء مأرب من قصف للأحياء السكنية بكل وقاحة وهمجية؟!، ألم تحرك مشاعركم صور الأطفال الذين يخرجون من بين الأنقاض موتى أو جرحى يصرخون من الوجع؟
عملتم سابقًا على وقف إطلاق النار في الحديدة زعمتم في ذلك أن المبادرة ستكون للحفاظ على أرواح المدنيين وقبلنا كذبتكم تلك واليوم أنتم ترون ما يحل بأبناء مأرب من قتل وسفك لدماء الأبرياء العزل، ترى ما الذي فعلتموه إزاء ذلك وأنتم تشاهدون كل يوم مشهدًا جيدًا من مشاهد الموت المريع، وأنتم تنعمون كل يوم بجديد من القتل وسفك الدماء، أين موقفكم إزاء ذلك؟ لماذا لا تعملون حلًا لكل هذا التمادي وهذه الهمجية من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية، أو أن هذا لا يصب في مصلحتكم فلا يمكن وضع حلًا لذلك.
كم قد طلب الشعب اليمني منكم النظر لحاله وكم قد استنجد بكم لتخرجوه مما هو فيه لكن نداءاته كلها قوبلت بصمت مريب، فالذي نريده اليوم هو إذا لم تكونوا معنا فلا تقفوا ضدنا وتعملون كل ما يروق للعدو ويحلو له.