حرب شوارع بين فصائل “المجلس الانتقالي” في “عدن” تزامنا مع عودة الحكومة اليمنية (تقرير)
يمن مونيتور/ عدن / خاص:
شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، منذ ساعات مبكرة يوم السبت، حرب شوارع بين فصائل مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، سقط على إثرها قتلى مدنيين وإصابة آخرين.
وحسب مصادر تحدثت لـ” يمن مونيتور”، فإن الاشتباكات التي دارت في “مديرية كريتر” أدت إلى سقوط خمسة قتلى بينهم طفل وأكثر من عشرة جرحى، في حين تعرضت منازل الكثير من السكان للقصف العشوائي.
وقال مراسل “يمن مونيتور” إن الاشتباكات اندلعت بين قوات تابعة لـ”إمام النوبي” وأربع قوات أخرى حاولت إقتحام كريتر لاعتقاله هي: قوات الطوارئ يقودها صامد سناح، قوات أمن لحج يقودها صالح السيد، قوات الحزام يقودها جلال الربيعي، قوات العاصفة يقودها أوسان عنشلي.
وحسب المراسل فإن خلافات بين “إمام النوبي” وقيادات “الانتقالي الجنوبي” في عدن تصاعدت في الأسابيع الأخيرة.
ولفت إلى أن المجلس الانتقالي عزز قواته في مدينة عدن، بقوات قادمة من “زنجبار” بمحافظة أبين.
فيديو|
سكان: احتراق مدرعة وأطقم عسكرية بالاشتباكات بين فصائل #الانتقالي بـ #كريتر في #عدن. pic.twitter.com/YYal29KVbv— يمن مونيتور (@YeMonitor) October 2, 2021
واُستخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في الاشتباكات، من ضمنها قذائف (آر بي جي) وعمليات قنص وقذائف هاون. وأظهرت صور احتراق مدرعات وآليات للطرفين، ودماء في أحياء كريتر.
وقال مصدر أمني إن “إمام النوبي هاجم قسم شرطة في كريتر لتحرير أحد السجناء، كما اختطف ضابطاً”.
ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الوصول إلى قوات “إمام النوبي للحصول على رد”.
وقالت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إن قواته تقاتل “عناصر إرهابية” في إشارة إلى “إمام النوبي”. وطلبت من السكان البقاء في منازلهم خلال الساعات القادمة.
وقال سكان وشهود عيان لـ”يمن مونيتور”، إن شوارع مدينة كريتر التي عُرفت بمناهضتها للمجلس الانتقالي خاوية على عروشها اليوم السبت، وسط مخاوف من تصاعد الاشتباكات واستمرار القصف الجوي.
وقال مسؤول محلي في عدن لـ”يمن مونيتور” إن “امام النوبي كان يشجع التظاهرات في حي كريتر خلال الأسبوعين الماضيين ضد المجلس الانتقالي”.
وأضاف: امام النوبي قاتل مع “المجلس الانتقالي” ضد القوات الحكومية في أغسطس/آب2019 وطرد الحكومة الشرعية.
وتحدث المسؤول لـ”يمن مونيتور” عبر الهاتف مشترطاً عدم الكشف عن هويته لحساسية الموقف.
وأطلق مواطنو “كريتر” نداءً عاجلاً إلى القوات المتقاتلة، بإيقاف القتال الدائر في شوارع وأزقة المدينة. وتظهر الصور دمار لحق بالسيارات والمباني في المدينة.
وأفادوا بأن المحلات التجارية أغلقت أبوابها وتوقفت حركة النقل في المدينة، وشوهدت عدد من الأسر تنزح إلى خارج الحي.
وتضم “كريتر” مبانٍ حكومية ومقر البنك المركزي.
وعا رئيس منظمة “سام” الحقوقية، توفيق الحميدي، الأمم المتحدة إلى التدخل لإنقاذ المدنيين العالقين في حي “كريتر” جراء الاشتباكات بين فصائل المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا.
وقال الحميدي -في تغريدة على تويتر- إن “الاشتباكات الجارية الآن في عدن بين فصائل المجلس الانتقالي تشكل تهديدا محققا لسلامة المدنيين”.
وأضاف “الأمم المتحدة ملزمة بحماية المدنيين كون اليمن تحت البند السابع، لا بد من التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين العالقين وسط الاشتباكات”.
وحمل الحميدي التحالف العربي بقيادة السعودية المسؤولية الكاملة لتلاعبه بالملف الأمني في العاصمة في المؤقتة عدن (في إشارة إلى عدم استكمال تنفيذ الشقين الأمني والعسكري من اتفاق الرياض).
الجدير بالذكر أن هذه الأحداث جرت على مقربة من قصر معاشيق عدن (القصر الرئاسي)، حيث يقيم منذ أيام رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك وعدد من الوزراء، بعد عودتهم إلى المدينة للمرة الأولى منذ مغادرتهم المدينة في مارس/أذار الماضي.
كما تأتي بالتزامن مع ما تشهده محافظات يمنية عدة، من احتجاجات منذ 3 أسابيع بسبب التراجع غير المسبوق للعملة المحلية أمام العملة الأجنبية، إذ تجاوز سعر الدولار الواحد 1200 ريال.