“أحفاد سبأ” يرفعون شعار “معرفة بلا حدود” ويستدعون ابتكارات الأسلاف في “إكسبو دبي”
يمن مونيتور/ دبي/ متابعات
حرص جناح اليمن «أحفاد سبأ» المشارك في معرض إكسبو 2020 دبي، الذي انطلق الجمعة، على استدعاء الإبداعات التي ابتكرها الأسلاف في العصور القديمة، حيث يمثل المعرض نافذة لليمن وفرصة ذهبية لفهم قوة المعرفة اللامتناهية عند اكتشاف ابتكارات واحدة من أقدم الحضارات في العالم.
ويستعرض الجناح اليمني المؤلف من 7 مناطق، العديد من مظاهر الحضارة التي تشتهر بها اليمن مثل العمارة والزراعة والعلم والثقافة وغيرها، حيث نشأت على أسس اقتصادية متينة قوامها تجارة دولية مزدهرة فضلاً عن مواردها الزراعية المستندة إلى نظام ري دقيق ومتقن، كما يتيح للزوار مشاهدة كيف تتصل المعرفة القديمة بالحديثة لتحقيق الإنجازات المستقبلية.
أما شعار «أحفاد سبأ» فقد تم اختياره للتأكيد على القيم المستقبلية التي تتبناها هذه الرؤية، حيث قدم الأسلاف الكثير من الشواهد الدالة على صلتهم العميقة بقوانين الطبيعة، وميزاتها النسبية وحوافزها التنموية القائمة على فن تدوير القيم المادية والروحية، وفق ما ذكرته صحيفة البيان الإماراتية.
معرفة بلا حدود
يحتضن جناح اليمن، الذي يرفع شعار «معرفة بلا حدود»، مخطوطة يمنية أصلية مكتوبة بخط اليد، ثرية بالمعرفة، بالإضافة إلى كتاب «الإعلان بنعم الله الواهب المنان في الفقه، والعروض، والنحو، والتصريف، والمنطق، وتجويد القرآن» للعلامة صفي الدين أحمد بن عبد الله السّلمي الوصابي الشهير بـ (بالسّانة) والمتوفى في 1710 ميلادية.
ويوصف بأنه واحد من أندر الكتب وأكثرها دهشة، فهو يمثل علامة بارزة في إبداع أمة العرب وآدابها، فقد تجلت دهشة الكتاب في طريقة تأليفه وبنائه وتركيبه ونسجه، حيث جمع مؤلفه بين 6 علومٍ في فروع علمية مختلفة ودقيقة ومحددة المصطلحات والتراكيب هي: الفقه، والعروض، والنحو، والصرف، والمنطق، والتجويد، ثم أضاف إليها في السياق نفسه تتمات علوم مرتبطة بها مثل: علم القافية، وعلم المواريث، وعلم الأقدار المتناسبة والوصايا، وغيرها.
تلك الطريقة في البناء والتأليف، دعت البعض لأن يطلق عليه «الكتاب المعجزة للوصابي»، وتزداد فرادته بكونه مخطوطة يمنية أصلية مكتوبة بخط اليد. لكن اللافت في جناح اليمن، أنه لن يكون قاصراً على كتاب الوصابي، وإنما سيتضمن أيضاً ساعة الأسطرلاب ولعبة تفاعلية للأطفال، وتجارب بصرية غامرة.
إنجازات
ويستحضر جناح اليمن، في أذهان الزائرين الإنجازات التي تمت خلال السنوات الماضية، خاصة ما يتعلق منها بمرئيات التنمية المستدامة، استناداً إلى تقاليد التاريخ والحضارات القديمة، واستشرافاً للمستقبل الواعد، وفق الدكتورة مناهل ثابت نائب المفوض العام لجناح إكسبو والتنفيذي لخطط ومحاور المشاركة اليمنية في المعرض.
وأوضحت أنه تم الاتفاق على شعار «معرفة بلا حدود» عنواناً للجناح وتأكيداً على القيم المستقبلية التي تتبناها هذه الرؤية التي ينطوي عليها الشعار.
وأضافت الدكتورة مناهل ثابت «إن أسلافنا قدموا الكثير من الشواهد والمشاهد الدالة على صلتهم العميقة بقوانين الطبيعة، وميزاتها النسبية وحوافزها التنموية القائمة على فن تدوير القيم المادية والروحية، مما هو معروف ومشهود في الصهاريج الطويلة بعدن، وشواهق المنازل الطينية في شبام حضرموت، وفن ترشيد واستخدام المياه في المدرجات الزراعية الجبلية، وأنظمة الري العتيدة التي امتدت على آلاف الكيلومترات في وديان اليمن التاريخية الخصيبة، وفنون التعامل مع الاقتصاديات البحرية، وغيرها من الشواهد والتي كانت تكتب بالخط المسند المكون من 29 حرفاً، وقد أطلق على تلك اللغة من قبل بعض المؤرخين اسم(اللغة الحميرية) نسبة إلى الدولة الحميرية».
واستعرضت ثابت ازدهار التجارة اليمنية القديمة وقيام علاقات تجارية بين اليمن والبلدان المختلفة والسير بالقوافل التجارية براً والسفن المحملة بالبضائع بحراً، مؤكدة تأثيرها الكبير في تطور علم الفلك والجغرافيا، فقد كان من الضروري معرفة هذا العلم لتفادي الأخطار العديدة التي تواجه التجار في البر والبحر.
وبإتقان الحسابات الفلكية تمكن اليمنيون من التوجه إلى مقاصدهم دون أن يخطئوا الطريق مسترشدين بالنجوم. كما كان الإلمام بالحسابات الفلكية ضرورية لتوقع سقوط الأمطار ومعرفة مواسم الزراعة واتجاهات الرياح، وهذا ما يستعرضه جانبا أخر من الجناح اليمني.
علوم متنوعة
وفي الجانب الآخر يستعرض الجناح العلوم المختلفة مثل علم الحساب وعلم الهندسة والعمارة التي شهدت تطورا ملحوظا في اليمن القديم، وخير شاهد على ذلك الأعمال الهندسية التي قام بها المهندسون اليمنيون في جوانب كثيرة أهمها بناء القصور والمعابد مثل قصر غمدان ومعبد «إله القمر» وتشييد السدود مثل سد مأرب العظيم.
في الجانب الآخر من المعرض، تجذب الزائر رائحة القهوة اليمنية كرمز للضيافة، حيث تعتبر القهوة اليمنية أصل الضيافة العربية وأقدمها؛ إذ أن البن اليمني من أشهر أنواع البن في العالم، كما تعتبر القهوة اليمنية من أقدم أنواع القهوة، ويتم طحنها وغليها ويوضع معها «الحبهان» و«الزعفران»، ويتم تقديمها مرة بدون سكر، وتعد من أصول الضيافة في الجناح اليمني في إكسبو 2020 دبي.