اليمني ضد نفسه!! الحروب ليست ضمن قوائم اختيارية على مائدة الحياة.. إنها تأتي عادة بقرار يتخذه شخص معتوه الدماغ ليتبعه أشخاص بلا أدمغة أصلاً.. وعادة يتهرب العقلاء من الحرب حتى آخر لحظة، كونهم يعرفون إلى أي طريق تقود الحروبُ الشعوب.
اليمني ضد نفسه!! الحروب ليست ضمن قوائم اختيارية على مائدة الحياة.. إنها تأتي عادة بقرار يتخذه شخص معتوه الدماغ ليتبعه أشخاص بلا أدمغة أصلاً.. وعادة يتهرب العقلاء من الحرب حتى آخر لحظة، كونهم يعرفون إلى أي طريق تقود الحروبُ الشعوب.
لكل حرب ظلمها الخاص، والظلم الحاصل علينا كيمانيين هو أننا شعب يعيش جاهليته الخاصة، يبحث الغالبية منه إلى ما يسد رمق عقولهم المتعطشة للنعرات المنتنة كائنة ما كانت.. شعب يحرص في البحث عن انتماء عصبوي بعيدا عن مصلحته كإنسان أولا وأخيراً.
جاء قرار هذه الحرب ليغذي إذكاء هذه النعرات الموغلة في البدائية، فنقلنا بقدرة الحمقى الأسطورية ماضينا كما هو إلى حاضرنا الذي لا ملامح له أصلاً؛ أحيينا من حيث لا ندري كل تراث جاهليتنا، وكأن الإسلام ما جاء إلا ليزيد في مصائبنا.
وأنا أطوف في كتابات البعض ممن أدركهم الحظ للإمساك بقلم يشطرون به عقول الأتباع في المرابض، أجدني أتنقل في عصورنا البائدة فأشم جاهلية العربي القحطاني القديم وطائفية العربي العدناني المتأسلم، وأشعر أن مصيبتي في قريش التي لا أعرف وقد انبعثت من مراقدها ألفاظا كنا قد نسيناها، وتجاهلنا أنها مصالح الدول الكبرى التي تسحق في طريقها الكيانات الهشة لدويلات العرب المتشظية.
ومع هذا، أجد شقاء اليمني مضاعف، فهو رغم حاله المنكوب مطالب بالعصبية الجديدة، إنه يبدو كالأطرش في زفته لجحيم الحرب، يتفاعل مع عدوه ضد نفسه، ويتعاطف مع قاتله لبشاعة جريمته، وينسى في غمرة جوعه من كان السبب في مصيبته، ومن قام بسحب بساط الأمان من تحت قدميه، وأجلسه على بساط الريح للمجهول، كأنه لفرط جاهليته يتعصب ضد نفسه.
الإنسان اليمني لم ينعم في تاريخه الحديث بأي رفاهية عقليه معرفية أو إنسانية أو حقوقية حتى تجعله ينظر للأمور من زاوية أخرى، فينتقد وضعه الحالي أو يدرك ماهيته، إنه يتنقل من كبد إلى كبد، باستسلام الجاهل بما يدور في العالم؛ الجهل مصيبتنا فكيف لو زادها الحال حربا؟