الحكومة السودانية تتهم “النظام البائد” بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة
يمن مونيتور/ أ ف ب/ رويترز
أعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الثلاثاء أن محاولة الانقلاب التي شهدها السودان رتبتها عناصر من داخل المؤسسة العسكرية وخارجها.
واعتبر رئيس الوزراء السوداني، في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الوزراء ونقلها التلفزيون، أن المحاولة الانقلابية كانت “تستهدف الثورة وكل ما حققته من إنجازات”.
وتابع: “كان انقلابا مدبرا من جهات داخل وخارج القوات المسلحة”، لافتا إلى أنه “امتداد لمحاولات فلول النظام البائد لإجهاض الانتقال المدني الديمقراطي”، في إشارة إلى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير المعتقل منذ أكثر من سنتين بعد أن أطاح به الجيش تحت ضغط حركة شعبية احتجاجية عارمة.
وذكر حمدوك إنه “سبقت المحاولة تحضيرات واسعة تمثلت في الانفلات الأمني في المدن واستغلال الأوضاع في شرق البلاد ومحاولات قطع الطرق القومية وإغلاق الموانئ وتعطيل إنتاج النفط”. وتابع: “لأول مرة هناك أشخاص تم القبض عليهم في خلال تنفيذهم للانقلاب”.
وشهدت العاصمة وبعض مدن البلاد خلال الشهور الماضية تظاهرات احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية.
إصلاح المؤسسة العسكرية
إلى ذلك، رأى حمدوك أن المحاولة الانقلابية “كشفت ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية”. وشدد على ضرورة “محاسبة الضالعين في الانقلاب من مدنيين وعسكريين وفقا للقانون”.
وشدد على أنه “سيتخذ إجراءات فورية لتحصين الانتقال ومواصلة تفكيك” نظام البشير الذي “لا يزال يشكل خطرا على الانتقال”. وعدد بين هذه الإجراءات “تعزيز ولاية الحكومة على كل الموارد وتوجيهها لتحسين الأوضاع المعيشية”، واستكمال إنشاء المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية.
يذكر أن حمدوك حذر سابقا إلى وجود حالة من “التشظي” داخل المؤسسة العسكرية، معتبرا أنها مقلقة.
“الأوضاع تحت السيطرة التامة”
من جهته، أشار وزير الإعلام والثقافة حمزة المتحدث باسم الحكومة السودانية في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون السوداني إلى “السيطرة على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام البائد”.
وطمأن بلول إلى أن “الأوضاع تحت السيطرة التامة، وتم القبض على قادة محاولة الانقلاب من العسكريين والمدنيين ويتم التحقيق معهم”. كما لفت إلى استمرار الأجهزة الأمنية في “ملاحقة فلول النظام المشاركين” في المحاولة.
حميدتي يرفض الانقلاب
أما محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي والذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، في تصريحات أدلى بها الثلاثاء من مركز عسكري في شمال العاصمة “لن نسمح بحدوث انقلاب”.
وأضاف وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية “سونا”، “نريد تحولا ديمقراطيا حقيقيا عبر انتخابات حرة ونزيهة”.
كما أبدت لجان مقاومة الأحياء السكنية التي كانت تنظم الاحتجاجات ضد البشير، استعدادها للخروج إلى الشارع ومقاومة أي انقلاب عسكري.
21 ضابطا موقوفا وعدد من الجنود
وأعلن الجيش السوداني عن اعتقال 21 ضابطا وعدد من الجنود على علاقة بمحاولة الانقلاب، كما أكد أنه استعاد السيطرة على جميع المواقع التي استولى عليها مدبرو الانقلاب.
وكانت وسائل إعلام رسمية سودانية أعلنت في وقت باكر صباحا عن “محاولة انقلابية فاشلة”، وأعلن مصدر عسكري توقيف ضباط متورطين.
وأكد مصدر حكومي رفيع لوكالة الأنباء الفرنسية أن منفذي العملية حاولوا السيطرة على مقر الإعلام الرسمي، لكنهم “فشلوا”.
وأفاد المستشار الاعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العميد الطاهر أبو هاجه أنه “تم إحباط محاولة للاستيلاء على السلطة”.
للسودان تاريخ مع الانقلابات
تجدر الإشارة إلى أن السودان له تاريخ مع الانقلابات العسكرية منذ استقلاله في عام 1956. فقد حكمه الفريق عبود من عام 1958 إلى 1964، ثم المشير جعفر نميري من 1969 إلى 1985، والبشير من عام 1989 إلى 2019.
وأطيح بكل الحكومات العسكرية بانتفاضات شعبية في أعوام 1964 و1985 وأخيرا 2019.
انتفاضة عام 2019
ففي آب/أغسطس 2019، وقع المجلس العسكري الانتقالي وقادة الحركة الاحتجاجية المدنيون اتفاقا لتقاسم السلطة نص على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا حتى نهاية 2023 بعد أن أبرمت الحكومة السودانية اتفاقات سلام مع عدد من حركات التمرد المسلحة في البلاد.
وتتكون السلطة الحالية من مجلس السيادة برئاسة عبد الفتاح البرهان، وحكومة برئاسة حمدوك، ومهمتها الإعداد لانتخابات عامة تنتهي بتسليم الحكم إلى مدنيين.