لقاء “غروندبرغ” الأول بوفد الحوثيين يحدّد طبيعة المرحلة المقبلة
يمن مونيتور/ خاص:
من المقرر أن يعقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، يوم الاثنين، لقاء مع فريق الحوثيين المفاوض المقيم في سلطنة عمان-حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي مطلع لـ”يمن مونيتور”.
وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لحساسية الملف، إن اللقاء الأول للمبعوث هانز غروندبرغ مع وفد الحوثيين برئاسة كبير المفاوضين ومتحدث الجماعة محمد عبدالسلام، سيحدد طبيعة المشاورات خلال الأسابيع اللاحقة والملفات التي سيجري التحدث حولها.
ومن المتوقع -حسب المصدر- أن يناقش “غروندبرغ” مع الحوثيين ملفات بناء الثقة المتمثلة: وقف إطلاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، واستيراد المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، جانب إمكانية بدء مشاورات مباشرة.
وهي ذات المضامين للمبادرة الأممية التي قدمها سلفه مارتن غريفيث ورفضها الحوثيون الذين اشترطوا ترتيب مختلف يبدأ بإعادة فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة، وترتيب وقف إطلاق النار الذي يبدأ بوقف الغارات الجوية ثم وقف الاشتباكات على الحدود السعودية، يعقبه وقف إطلاق النار في الجبهات الداخلية ويبدو أن ذلك محاولة لتوفير الوقت اللازم للسيطرة على محافظة مأرب بتجريد عنصر تميّز الجيش الوطني بالغارات الجوية التي تستهدف الحوثيين.
وعلق التحالف العربي بقيادة السعودية الرحلات الجوية التجارية عن مطار صنعاء الدولي منذ أغسطس/أب من العام 2016، فيما يفرض التحالف والحكومة اليمنية قيودا على ميناء الحديدة ويخضع المطار والميناء لسيطرة الحوثيين.
ويملك الحوثيون مكتباً في “مسقط” التي عملت خلال سنوات الحرب كقناة خلفية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
ووصل “غروندبرغ” إلى العاصمة العُمانية “مسقط” يوم الأحد، والتقى وزير الخارجية العُماني “بدر البوسعيدي”. كما وصل المبعوث الأمريكي تيموثي ليندركينغ إلى “مسقط” والتقى “البوسعيدي” في لقاء منفصل.
ولا يعرف ما إذا كان ليندركينغ سيلتقي وفد الحوثيين من عدمه. وسبق أن حدثت لقاءات بينهما في مسقط لكن لم تعلن في وسائل الإعلام.
وفشلت الأمم المتحدة في جمع الأطراف في اليمن منذ 2016م، وفي 2018 تمكنت من التوصل لاتفاق ستكهولم المتعلق بالحديدة، وتفاهمات تعز، والإفراج عن الاسرى والمعتقلين، لكن لم تنفيذ معظم بنوده.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.