تراجم وتحليلاتغير مصنف

ميدل إيست مونيتور: الدور الروسي في صراع اليمن

نشر موقع “ميدل إيست مونيتور”، تقريراً عن الدور الروسي في صراع اليمن، حيث لا تخفي موسكو دعمها الخفي للرئيس اليمني السابق ولقاءات الكرملين مع أقارب علي عبدالله صالح.

يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
نشر موقع “ميدل إيست مونيتور”، تقريراً عن الدور الروسي في صراع اليمن، حيث لا تخفي موسكو دعمها الخفي للرئيس اليمني السابق ولقاءات الكرملين مع أقارب علي عبدالله صالح.
وقال الموقع: “دائما ما تم النظر إلى حضور روسيا في الشرق الأوسط بوصفه أمرا مثيرا للجدل. وأصبحت تصرفاتها في سوريا والعراق، وتسهيل سياسة إيران التوسعية موضوعا مفضلا للمناقشة. وبسبب دعمها للأنظمة الديكتاتورية، وإعلانها تأمين مجال نفوذها، تعتبر روسيا بالنسبة للكثيرين هي القوة الخارجية المضادة للربيع العربي. وتنبعث هذه الآراء بشكل أساسي من دعم الكرملين القوي للديكتاتور السوري بشار الأسد، ولكن موسكو لم تبد مثل هذا الدعم العلني القوي لأي طرف من أطراف النزاع في اليمن. وعلى الرغم من ذلك، فقد قام الرئيس السابق لليمن علي عبد الله صالح والحوثيون بالعديد من المحاولات لتحسين علاقاتهم مع روسيا من أجل الحصول على بعض الدعم لموقفهم الحرج في المجتمع الدولي”.
ويشير إلى أن سياسية روسيا حيال اليمن لم تتغير كثيرا منذ بداية الربيع العربي. ففي الوقت الذي دعمت فيه أحد الأطراف في سوريا بشكل علني، تفضل موسكو أن تنتهج نهجا أقل حدة في اليمن؛ عن طريق ضمان علاقات جيدة مع من يوجد في السلطة في الوقت الحالي. وعندما أصبح عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن في العام 2012، لم يكن هناك اعتراض في موسكو. وفي الواقع، فقد تم النظر إليه باعتباره شخصا تلقى تعليمه في الاتحاد السوفيتي ،حيث تلقى تعليمه العسكري هناك، وكشريك محتمل جاء إلى السلطة. وفي شهر أبريل 2013، قام هادي بزيارة بوتين في موسكو، حيث ذكر الرئيس الروسي أن التجارة بين كلا البلدين قد زادت بنسبة 43% في العام 2012، وهو العام الأول لهادي كرئيس لليمن.
وعندما حانت بداية الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد قوات صالح والحوثيين، كان الموقف الرسمي الروسي متماشيا مع موقفه العام الرافض للخطاب السعودي. وفي حديثه إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، انتقد بوتين التحركات السعودية ودعا إلى “وقف فوري للأنشطة العسكرية في اليمن”. وأشار أيضا المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي في موسكو إلى عمليات التحالف باعتبارها “تهديد خطير للغاية للأمن الإقليمي”. وعلى الرغم من أن الروس لم يعربوا عن أي دعم لأيٍ من الأطراف المتحاربة في اليمن، إلا أن لغتهم تشير إلى إنهم ليسوا محايدين كما يرغبون في تصوير أنفسهم.
ويوضح التعليق الصادر مؤخرا عن وزارة الشؤون الخارجية في موسكو ذلك. إذ أن اللغة والطرق المستخدمة في وصف الأحداث في مدينتي عدن وتعز تكشف عن موقف روسيا الحقيقي. وتتجاهل الإشارة إلى تقدم القوات المناهضة للحوثيين في منتصف شهر أكتوبر من العام الماضي بوصفها “أعمال عدائية تستمر منذ شهر ونصف” السياق بشكل كامل، إذ لم يتم ذكر أي أحداث عنف قام بها الحوثيون في أوقات سابقة على شهر أكتوبر. كما لم تشر الوزارة إلى الشهور الطويلة التي حاصر فيها الحوثي مدينة تعز.
ويوضح الموقع البريطاني إن نفس الشيء حدث بالنسبة للتصريحات الواردة بشأن مدينة عدن، إذ لا تتضمن التعليقات الروسية أي سياق. وسلطت الوزارة الضوء على كون مدينة عدن تواجه تهديدا أمنيا بسبب تنامي نفوذ تنظيم القاعدة وفشل حكومة اليمن في حماية المدينة، وذلك بعد الاجتياح الحوثي. وفي الواقع، كان الحوثي هو الذي خلق الفجوة الأمنية بتدميره لأمن عدن وبنيتها التحتية المدنية، وهذا لم يتم ذكره. والحقيقة القائلة بأن انسحاب الحوثيين من عدن سوف يؤدي إلى ازدهار تنظيم القاعدة، ما هي إلا حجة أيضا يدفع بها كثير من المحللين الموالين للحوثي، مع مجموعة ليبرالية أخرى من أنصاف الحقائق.
وعلى الرغم من أن الكرملين لا يخجل من تجنب التلميح لانحيازه الخفي، إلا أنه لازال مترددا حيال الاستجابة لمحاولات صالح لجعل موسكو تشكل تحالفا معه على غرار تحالف الأسد. ويحاول المسؤولون الموالون لصالح والحوثي بشتى الطرق إيجاد مسارا دبلوماسيا عن طريق القيام بالعديد من الزيارات إلى السفارة الروسية في صنعاء. وأفادت التقارير أيضا ،في مطلع شهر نوفمبر، بأن صالح قد توسل إلى الروس من أجل الحصول على صواريخ مضادة للطائرات والسفن.
إذن، لماذا لا تظهر روسيا دعمها لطرف أو آخر كما فعلت مع الأسد على الرغم من تعاطفها الواضح مع الحوثيين؟
ويجيب الموقع، في ترجمة لـ”يمن مونيتور” على هذا السؤال بالقول إنه في هذه المرحلة، من الواضح أن روسيا غير قادرة على فعل ذلك ببساطة، بسبب الطريقة التي تم جر موسكو بها إلى داخل الصراع السوري. وإذا ما كان الكرملين يسعى إلى توسيع عملياته العسكرية في الشرق الأوسط بشكل علني، فلن تتحمل قدراته ذلك في وقت يعتمد فيه الأسد بشكل كامل على الجيش الروسي والإيراني والدعم الدبلوماسي.
وفي سبب آخر يشير إن ذلك سوف يقوض ذلك أيضا من سياسة موسكو من أجل صنع سلام مع أي من الحكومات التي تأتي إلى السلطة في اليمن. وليست مستعدة لخوض معركة عنيفة في اليمن لإن العنصر القبلي ،على عكس الدول الأخرى، في النظام السياسي اليمني يعني تقديم كل الدعم لطرف واحد فقط، وهذا أمر محفوف بالمخاطر مقارنة بدولة لا يوجد فيها مثل هذه القبلية المتأصلة. وعندما يزيد خطر الثأر من خلال الإرهاب في مثل هذا الموقع الاستراتيجي، فإن المخاطرة تكون كبيرة.
كما يظهر الكرملين أيضا إشارات انعكاس السياسة الإيرانية. حيث لازالت إيران تنفي تدريب أو تسليح أو حتى دعم قوات الحوثيين أو صالح، على الرغم من وجود أدلة على الاتصال بينهما منذ سنوات. كما أن كبار المسؤولين في تلك القوات لديهم علاقات وثيقة مع نظرائهم الإيرانيين؛ فعلى سبيل المثال، توفي عبد الملك الشامي في طهران بعدما تم إرساله إلى هناك من أجل تلقي العلاج في أعقاب وقوع هجوم على مسجد في اليمن، وتم دفنه في أحد مقابر حزب الله في بيروت، حيث دفن هادي نصر الله نجل زعيم حزب الله. وفي عدة مرات، تم ضبط إيران أثناء تسليح الحوثيين، من بينها حادثة شهيرة تم ضبط طهران فيها وهي تدعم الميليشيات بعد فترة قصيرة من الاستيلاء على صنعاء في العام 2014.
ويختم الموقع بالقول: “ومن الواضح أن روسيا سوف تظل حذرة بشأن الإفصاح عن موقفها في اليمن، ولكن تحيزها واضح للغاية. ومن غير المرجح أن يسعى الروس إلى دعم صالح بشكل علني، على الرغم من محاولاته الأخيرة من أجل إقناعهم للقيام بذلك. وفي حين كانت مشاركتهم في اليمن خفية، فحتى هذه اللحظة، لا توجد مؤشرات على كونهم يخططون لتغيير هذا الموقف”.
المصدر بالإنجليزية:
Russia’s role in the Yemen conflict

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى