تراجم وتحليلاتعربي ودوليغير مصنف

«وول. استريت. جورنال»: لماذا يجب على أمريكا أن تدعم السعودية في مواجهة إيران؟

هناك الكثير لننتقده حول المملكة العربية السعودية… فلماذا تشعر الولايات المتحدة أنها مضطرة إلى اتخاذ موقف مع هذا البلد، وخصوصا عندما تحاول الإدارة تحقيق المزيد من الانفتاح على طهران؟
يمن مونيتور/ ترجمة الخليج الجديد
هناك الكثير لننتقده حول المملكة العربية السعودية… فلماذا تشعر الولايات المتحدة أنها مضطرة إلى اتخاذ موقف مع هذا البلد، وخصوصا عندما تحاول الإدارة تحقيق المزيد من الانفتاح على طهران؟
هذا هو السؤال الذي يبدو أنه طرق فجأة عقول المسؤولين عن السياسة الخارجية الليبرالية في واشنطن، كما لو أنهم قد اكتشفوا للتو أننا لا نتشارك نفس القيم مع المملكة العربية السعودية. ويبدو أن البعض على حق أيضا حين يعتقد أنه، في الوقت الذي تتحول فيه الولايات المتحدة لتصير دولة رائدة في العالم في إنتاج الطاقة، فإن التحالف مع السعودية يفقد قدرا كبيرا من أهميته.
لذلك دعونا نذكر أنفسنا لماذا لا يمكن للولايات المتحدة التخلي عن بيت آل سعود، وبخاصة في الوقت الذي يقعون فيه تحت ضغط اقتصادي متزايد ويشعرون بالمزيد من التهديد من قبل إيران العدوانية. على الرغم من ولع البيت الأبيض بأن الاتفاق النووي سوف يجعل إيران أكثر اعتدالا، فإن المتشددين في طهران لم يقوموا بإهدار أي وقت خلال هذا الأسبوع في إعلان عدم أهلية الآلاف من المرشحين المعتدلين لخوض الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل. كما أن ميليشيات مدعومة من قبل إيران تبدو مسؤولة عن عملية اختطاف ثلاثة أمريكيين في العراق مؤخرا.
لا عجب أن السعوديين يشعرون بالعصبية الآن. الاتفاق النووي يضمن لإيران تحرير 100 مليار دولار من الأموال الواقعة تحت العقوبات سوف تسمح لها بتعويض خسائرها من تراجع أسعار النفط، بينما لا يفعل شيئا لوقف أعمالها التوسعية في المنطقة. الدعم العسكري الروسي لـ«نظام الأسد» في سوريا، جنبا إلى جنب مع مبيعات الأسلحة المتطورة إلى طهران يعنيان أن خصوم الرياض قد صاروا يتمتعون الآن بحماية قوة نووية كبرى. ينشط وكلاء إيران في لبنان وسوريا واليمن، كما يهيمنون على معظم مناطق جنوب العراق. كما أن السكان الشيعة في المنطقة الشرقية المضطربة، والغنية بالنفط، في المملكة العربية السعودية، وفي البحرين المجاورة يوفرون المزيد من الفرص للتخريب الإيراني في شبه الجزيرة العربية.
أضف إلى ذلك وجود رئيس أمريكي تبدو مواقفه متناقضة تجاه آل سعود بنفس درجة تناقض مواقف «جيمي كارتر» حول شاه إيران. لا عجب إذا أن الرياض تتصرف على هذا النحو. إذا كانت الإدارة غير راضية الآن عن الحرب السعودية في اليمن أو عن إعدام المتطرفين الشيعة فإن عليها ألا تلوم إلا نفسها.
يعني ذلك أن السياسة المفترضة تجاه السعوديين ينبغي أن تكون متمثلة في إبقائهم جانبنا، مع إظهار الدعم الجدي خشية أن تميل إلى طرقها الخاصة في السياسة الخارجية التي تظل غير مرغوبة. ربما لا يحدث ذلك خلال فترة هذه الإدارة، إلا أننا نرى أن الالتزام الجدي تجاه إسقاط «نظام الأسد» يمكن أن يكون محطة مناسبة للبدء.
نحن لا نمتلك العديد من البدائل. لن يقوم بيت آل سعود بالانتقال بشكل جماعي إلى القصور على شاطئ الريفييرا الفرنسي تاركين خلفهم ديمقراطية تمثيلية. بدلا من ذلك، فإن بعدهم عن الولايات المتحدة سوف يقربهم إلى الروس أو الصينيين. كما أنهم سوف يكونون أكثر ميلا إلى تكرار أخطاء الماضي من خلال التقرب إلى المتطرفين السنة كوسيلة لصناعة ثقل مواز لإيران.
وأيضا خلافا للأسطورة التي تقول بأن السعوديين مسؤولون بشكل مباشر أو غير مباشر عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول، فإن المملكة ظلت تقاتل تنظيم القاعدة على مدى عقود. وقد قامت السعودية بإلغاء مواطنة «أسامة بن لادن» في وقت مبكر من التسعينيات وقامت بممارسة ضغوط على طالبان من أجل طرده من أفغانستان. كما لعبت الاستخبارات السعودية دورا حيويا في وقف المؤامرات الإرهابية الرئيسية، بما في ذلك مخطط لتنظيم القاعدة لتفجير طائرات شجن متجهة إلى الولايات المتحدة في عام 2010.
لن تكون الولايات المتحدة أكثر أمنا إذا فقدت هذا النوع من التعاون الاستخباراتي. وسوف يكون انهيار النظام الملكي السعودي هو السيناريو الأكثر سوءا. لا تعطي النتائج المحبطة للربيع العربي بشكل عام الكثير من الأمل في التحول الديمقراطي السلمي، بل إن الانقسامات الطائفية والقبلية الداخلية في المملكة العربية السعودية يمكن أن يؤدي إلى نتائج مماثلة لما يحدث في سوريا. سوف تزدهر «الدولة الإسلامية» والجماعات الجهادية الأخرى، وسوف تسعى إيران إلى توسيع انتشارها في شبه الجزيرة العربية. وسوف تسقط المخزونات الوفيرة من الأسلحة الغربية التي تمتلكها المملكة العربية السعودية في أياد خطيرة.
وسوف يغذي مثل هذا السيناريو المزيد من الغضب الطائفي في المنطقة. كما رأينا في سوريا وليبيا والعراق، فإن الإسلام الراديكالي يزدهر في أماكن الفوضى. كما أن نشوب حرب أهلية في المملكة العربية السعودية، التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، مكن أن يؤدي إلى نزوح جديد لفيض من اللاجئين يمكن أن يطغى على حدود أوروبا.
هل يجب إذن على الولايات المتحدة أن تكف عن تشجيع السعودية على اتخاذ إصلاحات؟ الجواب بالطبع لا. سمحت المملكة العربية السعودية بمشاركة المرأة لأول مرة خلال الانتخابات البلدية التي وقعت في ديسمبر/كانون الأول الماضي. هذه لا تزال خطوة صغيرة، ولكن من الصعب على الولايات المتحدة أن تحفز تغييرات في بلد يشعر أنها تتخلى عنه.
الحلفاء الخارجيون ليسوا مثل الثياب: لا يمكننا أن نغيرهم للتواكب مع الموضة. التخلي عن التحالف الأمريكي السعودي الذي يبلغ عمره 71 عاما من شأنه أن يعرض أمن الولايات المتحدة إلى الخطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى