فالحرب رغم اوجاعها ومآسيها، فيها حسنة الفرز السريع بين الغث والسمين، فيها يتميز الصالح والوطني والمبدئي، الذي لا يقبل بالتفريط بالأرض والعرض، مهما كانت العناوين، فعنوانه السيادة للأرض والكرامة للإنسان فيها، عن المنافق والآفاق، الذي مستعد يبيع ارضه وعرضه للمغتصب، بعناوين مختلفة .
برز في الحرب مشهدين بوضوح المواقف، المشهد الأول ابطاله بياعي وطن، منذ اللحظة الأولى اعلنوها باختصار (خذوا الجنوب تبع الامارات ونبصم لكم بالعشر)، هذا الفريق الذي صار أداة مثلى بيد المغتصب للعبث بمقدرات البلد وكرامة الإنسان، والعبث بالسيادة والإرادة الوطنية، وصار تاج راسه حثالة من المغتصبين وعملاء الصهاينة، الذين اشتروه وتم توظيفه لأجنداتهم، وسقطت من حساباته كل القيم والمبادئ التي تربى عليها، تحول لكتله من الطمع والجشع، يكتنز المال، وينفذ المؤامرة والدسائس، وينثر في وسط المجتمع ما لدية من مال قذر، يشتري به ذمم الناس، ويوظفهم لأجندات المغتصب القذرة .
والمشهد الآخر، (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم، هم الفريق القابض على فكرة الدولة، وقيم مبادئ الجمهورية، سخر انفسهم مدافعين عن السيادة والإرادة، وقفوا بصمود أمام شتى المؤامرات والدسائس، متهمين من الطرف الاخر المدعوم، بشتى التهم التي تم صناعتها لتشريع المؤامرة، وتشويه الصورة، وركوب أحلام وتطلعات الناس الصادقة، لتكن وسيلة من وسائل الخذلان الذي نحن فيه اليوم، منهم من قضى نحبه، ومنهم من لازال صامد مستبسل في مواجهة المغتصب .
كما كان الامس، وصمود بن دغر حينما كان رئيس وزراء كمسؤول، في سقطرى ضد مؤامرة التحالف وادواته، والنتيجة واضحة وضوح الشمس بعد السقوط، كما هي عدن بعد السقوط، وكل ذلك بتخاذل أطراف في الشرعية، وتوظيف التناقضات، وهي نماذج حية للسقوط بيد المغتصب وأدواته القذرة، التي لا يعنيها المواطن، والجرائم التي ترتكب بحق الأرض والانسان، وقتل فكرة الدولة والعمل المؤسسي، والعدالة الاجتماعية و وكرامة الانسان، ليفسح المجال للانتهاك والبسط والنهب والقتل وتصفية الحسابات، وكل ما هو متوقع وغير متوقع من فساد وانتهاك، مسكوت عنه لتنفيذ الهدف، جوع كلبك يتبعك !!.
اليوم يبرز موقف شامخ بشموخ شبوة، شعلة الوهج الوطني، وصامد بصمود القوى الوطنية اليمنية في ربوع الوطن التي لازلنا نراهن عليها، نراه بوضوح في المهرة تتصدى للأطماع، وهي موجوده في كل ربوع اليمن من شمسان الى عيبان، تتصدى لأجندات التحالف، وما يسمى البند السابع، الذي جعل الإخوة الأشقاء، يمارسون سياسة العداء مع كل ما هو طني يمني، في كره واضح للهوية اليمنية، استباحت ارض وذل مواطن، وخنقه وتجويعه ,من خلال اغلاق كل المنافذ الممكنة للحياة، ومصادر الدخل القومي ومنها منشأة بلحاف، وميناء عدن، وميناء المخا، وتصدير النفط واستثمار الثروة المعدنية، وحرمان الناس من ممارسة عملهم في الزراعة والاصطياد، بينما كل تلك المصادر مستباحة لغير أهلها، في تخريب واضح للبيئة، وحرمان الناس من قوت يومهم وتجويعهم، بهدف إذلالهم .
اليوم ينظر المواطن اليمني في كل ربوع اليمن للشامخ محمد صالح بن عديو محافظ محافظة شبوة ومن معه من الرجال، والموقف الشجاع ضد تحالف الشر، لتحرير منشأة بلحاف، كبداية لتحرير الوطن من الهيمنة والتسلط، والبند السابع، الذي جعل عدن تعيش ازمة معيشية خانقة، فيها سعر السمك جنوني، وهي شبه جزيرة يحيط بها البحر، ويعيش أهلها وناسها على هذا البحر كمصدر رزق، ومصدر غذاء للفقراء قبل الأغنياء، اليوم يسخر أبناء هذه المدينة ممن يسيطر عليها، ويطالبونه باستيراد السمك من السعودية أو الإمارات .
هذا مثال فقط لأمثله مخزية، وممارسات مسكوت عنها ,ولا يريد المعنيين الحديث فيها، لأنها تفضحهم، وتعريهم، و تقزم مواقفهم وشخصياتهم، امام مواقف وشخصيات نرفع لها القبعات بكل ثقه واحترام، وكل ما يصدر من تلك الأقزام من اتهام وتخوين، تزداد ثقة الناس بتلك الشخصيات والمواقف الوطنية، بإحساس الشواهد على الأرض، هم مجرد معيبون والعيب فيهم.
شبوة شعلة الوهج الوطني، تحطم قيود خذلان التحالف، وعلى كل شامخ على هذه الأرض، من القوى الوطنية التي ترفض الخنوع والاستسلام لأجندات التحالف، تقولها وبقوة سيروا والشعب من خلفهم، لم يعد يثق بالأدوات، انتم مصدر تفاؤله، لمستقبل أفضل، للتحرر والاستقلال، للسيادة والإرادة اليمنية، والخزي والعار لكل متخاذل بياع لوطنه وعرضه وشرفه وهويته، بمقابل او بدون، ولا نامت اعين الجبناء .