الوضع الإنساني والصحي في تعز يتدهور أكثر يوما بعد آخر، بسبب الحصار المستمر منذ تسعة أشهر دون أي تحرك أممي جاد وحازم لإنهاء المعاناة عن 300 ألف شخص وفق أقل تقديرات.
الوضع الإنساني والصحي في تعز يتدهور أكثر يوما بعد آخر، بسبب الحصار المستمر منذ تسعة أشهر دون أي تحرك أممي جاد وحازم لإنهاء المعاناة عن 300 ألف شخص وفق أقل تقديرات.
يتحكم الحوثيون بجميع المداخل المؤدية إلى المدينة، ومن خلالها يتحكمون بكل ما يدخل ويحمله المواطنون، ولا يسمحون إلا بما تحمله الأيدي من علاقات بلاستيكية تحمل بطاط أو طماطم أو ما شابه.
لا يسمحون بدخول السيارات سواء التي تحمل مرضى غير قادرين على المشي أو فوقها مواد غذائية أو طبية بما في ذلك المساعدات، ويصادرونها في أوقات كثيرة. حصل انفراج محدود يتمثل بقيام طيران التحالف بإنزال مساعدات طبية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة، وقد تم توزيعها على المستشفيات التي لا تزال تعمل في المدينة والتي أغلق منها 37 من أصل 40 مستشفى.
المساعدات تحمل أدوية مختلفة وضرورية للمرضى والجرحى وأكثرها لم تكن موجودة، ويأمل القائمون على المجال الصحي استمرار عمليات الإنزال الجوي للمساعدات لتخفيف مأساة المستشفيات وتزويدها بمخزون دوائي كاف يتناسب وحجم الحرب.
وهذه هي أول محاولة حقيقية ناجحة لكسر الحصار أو تخفيفه تقوم بها جهة خارجية، وتحسب لمركز الملك سلمان والتحالف المطالب بالاستمرار في تكرارها لتشمل المواد الغذائية الأخرى.
لا يوجد حل عملي آخر لكسر الحصار سواء بهذه الطريقة أو العمل العسكري بتحرير مداخل المدينة، وهذا ما لا يبدو واردا حاليا وليس من الأولويات الراهنة.
في تجارب المدن المحاصرة، نفذ التحالف الغربي الذي تقوده أميركا عمليات إنزال جوي لمساعدات على سكان مدينة سنجار في شمال العراق وعين العرب (كوباني) في سوريا، والسبب أن سكان هذه المدن أيزيديين وأكراد بخلاف العرب السنة المحاصرين بمضايا الذين لا يجدون ما يأكلون غير ورق الأشجار، ولم تسقط عليهم أي طائرة مساعدات.
يقول رئيس لجنة الإغاثة العليا في اليمن عبدالرقيب فتح إن كل محاولات الأمم المتحدة في إغاثة تعز باءت بالفشل، وألقى بالمسؤولية عليها لتقصيرها في ممارسة الضغوط على الانقلابيين للسماح بدخول المساعدات. يحتجز الحوثيون 285 شاحنة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي عند المدخل الشرقي للمدينة ولم يحرك البرنامج ساكنا، كأن يدينهم ببيان أو يعمل على استعادة المساعدات.
المنظمات الأممية تساوي بين الضحية والجلاد وتوزع المسؤولية بالتساوي، مع أن هناك طرفا واحدا مسؤولا هو من يتحكم بمنافذ المدينة ويحاصرها.
يأتي هذا في ظل استمرار الحوثيين بنهب أموال الشعب الذي يعاني الويلات بسببهم وأصبح %80 منه عاطلا عن العمل.
في مؤتمر صحافي له، كشف نائب الرئيس خالد بحاح أن الحوثيين سحبوا من أرصدة البنك المركزي سبعة مليارات دولار حتى نهاية العام الماضي لتمويل حروبهم ضد اليمنيين.