استثمرت إيران في الحوثيين باليمن وجنت مكاسب كبيرة للغاية، ومنذ إعلان الرياض قطع العلاقات مع طهران تتزايد المخاوف من استخدام إيران الحوثيين لوقف إي تقدم سياسي في محادثات السلام اليمنية. واستخدامهم كورقة ضغط لتقديم دول الخليج التنازل في “سوريا”. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
استثمرت إيران في الحوثيين باليمن وجنت مكاسب كبيرة للغاية، ومنذ إعلان الرياض قطع العلاقات مع طهران تتزايد المخاوف من استخدام إيران الحوثيين لوقف إي تقدم سياسي في محادثات السلام اليمنية. واستخدامهم كورقة ضغط لتقديم دول الخليج التنازل في “سوريا”.
ويشير محللون عرب وأجانب تحدثوا لـ”وكالة رويترز” اليوم الخميس، أن الوضع سيشدد على الأرجح التشدد بين السعوديين والحوثيين، فالمملكة تنظر أن “الانتصار ضرورة وجودية” و “ومتشددو الحوثي ينظرون أنها بداية لنهاية الملكية في السعودية”، فيما ينظر الإيرانيون أن بإمكانهم استخدام ورقة اليمن والتخلي عن الحوثيين مقابل أن تقدم السعودية التنازل في “سوريا” و “العراق” حيث خسروا الكثير من المقاتلين.
وقال دبلوماسي كبير يتابع شؤون اليمن إنه بالنسبة للسعوديين فإن نجاح الحرب في اليمن هو “ضرورة وجودية”.
وتابع يقول “مما أراه على الأرض فإن الحوثيين وصالح يخسرون بشكل متزايد … لكن هناك حدودا لذلك .. فالحوثيين لا يقهرون في الشمال” مضيفا أن هذا يعني أن احتمال أن يتوقف أي من الجانبين عن القتال أمر مستبعد.
تشدد الحوثيين والسعودية
فيما تقول ابريل لونجلي آلي كبيرة المحللين المختصين بشؤون شبه الجزيرة العربية لدى مجموعة الأزمات الدولية “الوضع في المنطقة سيشدد على الأرجح موقف السعوديين من الحوثيين الذين يعتبرونهم وكلاء لإيران.”
وأضافت أنه في المقابل فإن هذا قد يقوي شوكة “التوجهات الأكثر تشددا داخل الحركة الحوثية التي ترى الأحداث في المنطقة كبداية النهاية للملكية السعودية.”
وقال المعلق السياسي السعودي البارز جمال خاشقجي “من الخطر للغاية بالنسبة للسعودية حتى على المستوى الداخلي أن تتقبل هيمنة الإيرانيين على اليمن أو سوريا لذا فإن الثمن باهظ جدا بالنسبة للسعودية.”
الاستثمار بالحوثيين
وعلى النقيض من الصراعات في سوريا- حيث أرسلت إيران مقاتلين من الحرس الثوري- وفي العراق حيث يعمل مستشارو الحرس الثوري إلى جانب فصائل شيعية مسلحة تقاتل الدولة الإسلامية فإن مدى وقوة الدعم الإيراني للحوثيين أكثر غموضا.
لكن آلي المحللة لدى مجموعة الأزمات الدولية تقول إن إيران “قامت باستثمار صغير للغاية في الحوثيين وجنت عائدا سياسيا كبيرا.”
وأضافت قولها “من قبيل المفارقة أن الصراع يشجع العلاقة التي تخشاها السعودية فهو يدفع الحوثيين أكثر فأكثر نحو المعسكر الإيراني رغم تردد إيران في المشاركة بشكل أكثر عمقا.”
ورقة إيرانية
ويقول علي فتح الله نجاد الخبير في الشؤون الإيرانية في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية إنه رغم أن إيران قد تلعب دورا إيجابيا في تهدئة “ربما” بعض القوى في اليمن فقد كانت هناك مبالغة في تقدير دورها هناك لتبرير تدخل الرياض.
ويتكهن البعض بأن حرب اليمن ربما تتحول يوما ما إلى ورقة تستخدم في إطار الصراع الأكبر على السلطة في المنطقة.
وقال كريم سجاد بور كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي “إيران لديها استراتيجية في اليمن .. وأظن أنها سترغب في أن تتنازل الرياض عن سوريا والعراق لإيران مقابل تخلي إيران عن دعمها للحوثيين.”
ويعتقد دبلوماسي غربي مشارك في المساعي الدبلوماسية في المنطقة أن حل الأزمة في اليمن يعتمد على التقدم في سوريا.
وقال الدبلوماسي “إذا كان هناك تحرك جاد وحاسم في سوريا- عملية سياسية تصاحب الصراع على الأرض أو العكس – فإن السعوديين وحلفاءهم سيودون إنهاء أزمة اليمن بشكل أسرع حتى يتسنى لهم التركيز على سوريا.”