“حضرموت اليمنية”.. عادات قديمة وطقوس سحرية بداية كل عام هجري جديد (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من خالد سعيد
تنفرد محافظة حضرموت الواقعة شرقي اليمن، مع بداية كل عام هجري بالكثير من الطقوس والعادات والتقاليد التراثية، التي تميزها عن غيرها من محافظات البلاد.
ومنذ بداية شهر محرم للعام الهجري الجديد 1443هـ شهدت مديرية تريم الكثير من الاحتفالات والزامل الشعبية والدينية، بالإضافة إلى طباخة الأكلات الشعبية المميزة.
وينظم السكان احتفالات متنوعة بحضور كل شرائح المجتمع، “الأطفال والشباب والرجال وكبار السن”، بغرض التسلية والفكاهة، وكذلك الألعاب الشعبية والتراثية، فهي لا تغيب عن المشهد الحضرمي، في كل زمان ومكان، ترافقه في المناسبات الخاصة والعامة.
ويتفاخر أبناء حضرموت بهذه الطقوس الجميلة، التي تخرجهم عن الروتين الممل للحياة اليومية، والتي أرهقت كاهلهم، بسبب الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد.
احتفال فرائحي
يقول سالم بامعبد لـ”يمن مونيتور”، أحد منسقي فعالية رأس السنة الهجرية بتريم، “نحن نعتبر قدوم العام الهجري الجديد، فرحة للناس أجمعين، فنحتفل بهذه المناسبة، ونقوم بالإعداد المسبق لهذه الفعالية، التي يجتمع فيها أهالي مديرية تريم، بمختلف فئاتهم العمرية”.
وأضاف، “ندخل السرور على الجميع في هذا اليوم السعيد، الذي نسأل من المولى عز وجل، أن يجعله عام خير وفرحه وبهجة على الأمة العربية والإسلامية”.
وأفاد بامعبد أن السكان يستقبلون العام الهجري الجديد ، بألعاب تراثية وشعبية، مثل فيقول “لعبة الزربادي” الجميلة التي تحظى بحضور كبير، وتعتبر من الألعاب الشعبية والتراثية القديمة”.
وأشار إلى أن اللعبة جميلة بحركاتها وكسراتها، فلاعبيها يتمايلون في وقت واحد، ويعملون حركات جميلة، تجعل المشاهد ينبهر بهذا الأداء، وكل هذا يأتي بحسب ما تتطلبه العدة “الهاجر، والمرواس، والإيقاعات الأخرى المتنوعة والتابعة لهذه اللعبة”.
ولقت إلى أن المشاركين يتنافسون في الفعالية، فالكل يشارك، ويدلي بما عنده، ابتهاجاً وإظهاراً للسرور، بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد.
أكلات شعبية لا زالت
يواصل بامعبد حديثه قائلا: إن سكان تريم مازالوا محافظين على عادة طباخة الأكلات الشعبية في بداية كل عام هجري.
وأوضح أن السكان يقومون بطباخة الحساء ويُسمى بمصطلح العوام “الشربة”، ويعدد بامعبد مكوناتها فيقول: “تتكون من الطعام “البر”، واللحم، والخضار “البصل والطماطم”، والحوايات ومكونات الطباخة”.
ويواصل بامعبد شرحه لعملية الطباخة فيقول، عقب ذلك يتم سكب “المحشي”، والذي يتم تجهيزه من قبل، ويتكون من اللحم والبزارات ويحفظ في أمعاء الأغنام وهو ما يطلق عليه بـ”المخضة”، ويتم وضعه وحفظه في مكان ويبقى على مدى أشهر.
من جانبه يقول المواطن عاشور سالمين بلغيث، والذي يقطن مديرية تريم، لـ”يمن مونيتور”، “كان الأهالي يخرجون قديما بمناسبة رأس السنة ويتنزهون في أماكن جميلة على شكل رحلات، ويتم طباخة هذه الأكلات، ويرقصون ويمرحون، وتنعش النساء، في جو مرح وجميل، يدل على التكاتف وتعاون الأهالي”.
بينما يؤكد سالم بامعبد،”أن التراحم والتعاون والألفة تتحقق، ويتم ذلك عبر توزيع الحساء “الشربة”، على الأطفال والأهالي جميعاً، ولا يُستثنى من ذلك كبار السن والمقعدين، ويتم إيصال ذلك وتوزيعه إلى بيوتهم، لتعم الفرحة والبشاشة على وجوههم”.
فرحة خاصة للأطفال
يطوف الأطفال في يوم العاشر من محرم، من كل عام، في الأزقات والشوارع العامة والبقالات مروراً بالبيوت، ويرددون كلمات وشعارات “هاتوا حق عاشورا وإلا كند شورة”، بمعنى أنه يُعطى للأطفال كل بقدر استطاعته من الهدايا، بهدف دخول السور على الأطفال .
ويبتهج الأطفال بهذا الجمع الكبير، ويحملون معهم الأكياس أو الحافظة الصغيرة لكي يوضع فيه ما يتم تجميعه من حلويات ونقود ومكسرات وأشياء تفرحهم .
ويظل الأطفال هكذا في انسجام واصل، حتى يحققوا مبتغاهم ومرادهم.
عادات وتقاليد وفعاليات شعبية وتراثية، لا زالت في حضرموت، رغم أقدميتها، لكن لا زال الكثير محافظين عليها، حت لا تُرمى في سلة المهملات، أو تبقى في هاوية الاندثار.