آراء ومواقف

عاقبة الظلم والظالمين

علي السعيدي

ما ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بيده قط خادماً ولا امرأة ولا طفلاً، بل يكشف عن بطنه ويقول لأصحابه من كنت شتمت له عرضاً أو ضربت له جلداً فهذا جلدي فليستقد مني. هكذا أخبرنا الرسول العادل الذي علمنا العدل، والرحمة والحلم، والصبر، والانصاف
وإذا رحمت فأنت أمٌ أو أبٌ
هذان في الدنيا هم الرحماءُ
ما ضرب بيده قط خادماً ولا امرأة ولا طفلاً، بل يكشف عن بطنه ويقول لأصحابه من كنت شتمت له عرضاً أو ضربت له جلداً فهذا جلدي فليستقد مني عليه الصلاة والسلام.
لم يجد الظلم إليه طريقاً، في أشد حالاته يعفو عمن ظلمه، ويتجاوز عمن أساء إليه وكأنه يقول لنا يا عبدالله كن مظلوما ولا تكن ظالماً، لما للظلم من عواقب وخيمة وآثار سيئة على الفرد والمجتمع قال الله في الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا).
الظلم يؤجج الأحقاد ويصنع الكراهية ويقطع أواصر الأخوة ويقسم المجتمع، ولذلك الذنب الوحيد الذي يعجل الله عقوبته في الدنيا قبل الآخرة هو الظلم، والقرآن شاهد بذلك والواقع خير برهان.
كم قتّل فرعون من بني إسرائيل وكم ذبح من الأطفال وكم استباح من الأعراض فكانت خاتمته في الدنيا وعاقبته الغرق والعبرة، وأما في البرزخ قال الله (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب).
وقد رأينا بأم أعيننا في واقعنا الحديث وفي بلادنا العربية على وجه الخصوص كيف سقط الظلمة والطغاة وتزلزلت عروشهم وفقدوا ملكهم وتخلى عنهم المصفقون والعاشقون والحرس والجنود ولاقوا مصيرهم المحتوم لكل ظالم.
وقد قال شيخ الإسلام عبارة عظيمة “إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة”.
قال الله تعالى (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا).
أنت لا تحب أن تظلم من أحد ولو في مثقال ذرة فكذلك الناس لا يحبون ذلك، فعامل الناس كما تحب أن يعاملوك به، وتذكر يوم الجمع والتغابن يوم الحساب والجزاء.
ذلك اليوم، يأتي الرجل بصلاة وصيام وحج وصدقة ولكنها توزع لمن ظلمهم وتطرح سيئاتهم على ظهره ويقذف به في النار.
أما والله إن الظلم شؤم
ومازال الظلوم هو الملوم
إلى الديان يوم الحشر نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
احذر من دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب يقول الله “وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”.
لا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا
فالظلم عقباه يأتيك بالندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى