سماح الفران ترصد التحولات الثقافية الخاصة بالمجتمع اليمني
تأتي أهمية كتاب “ثقافة النص .. قراءة في السرد اليمني المعاصر” للأكاديمية اليمنية الدكتورة سماح عبدالله الفران من كونه حاملا همّ استنطاق النصوص السردية، وقراءة ما خلف السطور؛ للكشف عن خفايا المجتمع المعالج بالنص، وعرض المخزون الثقافي الضارب بجذور المجتمع اليمني المعاصر.
يمن مونيتور/ عمان/ وكالات
تأتي أهمية كتاب “ثقافة النص .. قراءة في السرد اليمني المعاصر” للأكاديمية اليمنية الدكتورة سماح عبدالله الفران من كونه حاملا همّ استنطاق النصوص السردية، وقراءة ما خلف السطور؛ للكشف عن خفايا المجتمع المعالج بالنص، وعرض المخزون الثقافي الضارب بجذور المجتمع اليمني المعاصر.
ذلك الكشف يتم من خلال استعارة أدوات النقد الثقافي الحداثي، ثم مواءمة تلك الأدوات مع تجليات ثنائية (الذكورة والأنوثة) التي تكشف تحركات هذه الثنائية عن ثقافة النص والمنصوص معاً.
ومن هُنا فإن أهمية الدراسة تكمن في كشف الدلالات الثقافية الخاصة بالمجتمع اليمني، وموقفه حيال كثير من القضايا العامة والخاصة، ورصد التحولات الثقافية الحاصلة بفعل التغيرات المكانية والزمانية.
وقد تقسم الكتاب على النحو التالي:
التمهيد؛ تناولت فيه المؤلفة تحديد مصطلحات عنوان البحث، والجزء التطبيقي؛ وعنوانه “تشكُّل الأنساق الثقافية في إنتاج النوع السردي”، وهو الجزء الأكبر والأهم في الدراسة، حيث يبدأ بمدخل عام عن طبيعة الإنتاج الذكوري والإنتاج النسوي، والظروف الاجتماعية والثقافية المؤثرة في عملية اختلاف الإنتاجين، بالإضافة إلى شرح عام للمعطيات المركزية للأنساق الثقافية، التي على ضوئها تم كشف تلك الأنساق، والتي تتمثل في ثلاث مناطق رئيسية اعتمدتها الباحثة في فصول الدراسة، وهي:
ـ المنطقة الأولى التي تُمثِّل (النوع البيولوجي) الذي ينحصر في الجسد وتجلياته الإبداعية، وتوضيح كيف أن الجسد منتج فاعل للنص وفقاً للاعتبارات الثقافية الدائرة حوله، وأن الأنثى تستأثر بهذه المنطقة كونها بتركيبتها البيولوجية منتجة فاعلة للنص أكثر من الذكر، الذي لا يحضر كثيراً في هذه المنطقة مستقلاً كما الأنثى؛ ذلك أنه لم تُخلق ظاهرة الذكر البيولوجي خلقاً مستقلاً.
المنطقة الثانية هي منطقة (النوع الاجتماعي)، وهي المنطقة التي يتشارك فيها الذكر الاجتماعي مع الأنثى الاجتماعية، إذ يُحاصران بنفس مكونات المجتمع وأعرافه وتقاليده، إلا أن الذكر يحتل فيها مساحة أوسع بحكم اتساع المساحة الثقافية والأدبية التي يتحرك فيها.
المنطقة الثالثة منطقة (النوع الثقافي)، وهي المنطقة التي تتدخل فيها الثقافة المادية والروحية في تشكيل الوعي لكليهما، والتي يختلف تشكيل وعييهما باختلاف الفرضيات الاجتماعية المُسلّطة عليهما.
وجاءت عناوين الفصول كالتالي:
الفصل الأول: السلطة والنوع السردي، الفصل الثاني: ثنائية الذكورة والأنوثة بين الغربة والاغتراب، الفصل الثالث: أبجدية الجسد بين الغربة والاغتراب، الفصل الرابع: ركائز إنتاج السرد اليمني المعاصر، ثم نتائج الدراسة.
وقد اتخذ الكتاب مجموعة من النصوص السردية في تحليله وهي: 1 ـ إنه جسدي: لنبيلة الزبير. 2 ـ رجال الثلج: لعبدالناصر مجلّي. 3 ـ الرهينة: لزيد مطيع دمّاج. 4 ـ طائر الخراب: لحبيب سروري. 5 ـ عرس الوالد: لعزيزة عبدالله. 6 ـ عقيلات: لنادية الكوكباني.
صدر الكتاب في 299 صفحة من القطع الكبير عن دار “الأكاديميون للطباعة والنشر والتوزيع” بالعاصمة الأردنية عمِّان.