العقول الكبيرة تناقش الافكار، والعقول المتوسطة تناقش الاحداث، والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص , فماذا يدور في ذهنك ؟, يعكس شخصيتك , ويضعك في مرتبة من تلك المراتب .
الحرب كانت كافية لتكشف لنا عيوب الجميع, وتفرز النخب والقوى وفق مراتب تفكيرهم و ومواقفهم من الشرعية الدستورية, والشرعية الثورية .
الشرعية الثورية هي نتاج إغلاق الأبواب في وجه الآخر , والاستحواذ بالسلطة , والاستئثار بالثروة , وظلم وقهر المختلف , وتهميشه واقصائه.
والشرعية الدستورية هي التي يفترض ان يستند عليها النظام القائم بمختلف اتجاهاته وافكاره, ويفترض ان تكون مظلة للجميع , تنظم العلاقات وتضبط النشاط العام , بحيث لا ضرر ولا ضرار, ولا إكراه.
اذا الشرعية ليست افراد ولا اشخاص , بل هي أفكار , ان سقطت تلك الأفكار, أسقطت الشرعية والمشروعية , من يدعون اليوم بانهم الشرعية الثورية , هم ثلة , كانوا في الشمال او في الجنوب , اسقطوا كل القيم والمبادئ التي تتحلى بها الشرعية الثورية , واستطاعوا بالعنف والسلاح , ان يفرضوا أنفسهم سلطة أمر واقع ( انقلابين ), يديرونها بأفكار وثقافات وسلوكيات تحدد صفتهم الحقيقية انقلابيين على قيم واخلاقيات الثورة , ما أرادوا إلا ان يكونوا مليشيات و بافتخار العصابات, التي تبحث في نوايا الناس , وتقيد حقوقهم وتنتهكها, وتحولهم لمجرد عبيد طائعين مستسلمين لسلطتها, سلطات طائفية مذهبية مناطقية, تبحث في ومذاهب وأعراق وجينات الناس, في شمال الوطن سلطة تستند الى ولاية البطنين والنهدين والفخذين ؛وتحكم على هذا الأساس؛ وفي الجنوب , سلطة تستند على المناطقية , والمناطقة الضيقة التي تضيق بها حلقات السلطة لذوي القربى والدم.
هذه الحقيقة التي ان أنكرتها سلطات الأمر الواقع , تكشفها الوقائع على الأرض , وعقلية مصدر القرار , وتركيبة السلطة وهيئاتها , وتركيبة القوات المسلحة التي تحمي تلك السلطة ,والناس تشاهد و تشهد , والمشاهد تحكي عن انقلاب على كل القيم والاخلاقيات والأعراف , ولا تجد غير ما يؤسس من كيان خاص , يفرض أفكاره وخزعبلاته بين أوساط الشباب , إذا كانت سلطة أمر الواقع في الشمال تفرز كراهية مذهبية , و السلطة في الجنوب تفرز كراهية مناطقية , وتتعرض للانتهاك اذا قدر الله و واجهت احد جنود تلك السلطات , وجمعيهم ينتهكون كرامة الإنسان , تحت عناوين متفق عليها , داعشي قاعدي اخونجي, وكل ما يعارض سياستهم التدميرية , من السهل اتهامه وتكفيره , واليوم الناس كافرون بهم وسلطاتهم , وتتشكل قناعات حرة لا تقبل الذل والهوان .
ام الشرعية الدستورية , تتعرض للتدمير المتعمد من قبل الداعمين من قوى الخارج , وأدواتهم المصطنعة , من خلال التحكم بها باختيار أفراد ضعفاء ومرتهنين تابعين , موظفين لأجندات الإقليم وقوى الاستخبارات الدولية التي تعيد تقسيم البلد وفق مصالحها واطماعها, رغم ذلك تبقى الامل انها الأكثر قدرة على الإصلاح والترميم, إذا ما تحررت من هيمنة وتسلط الداعمين, وفيها يجتمع معظم الأحرار والشرفاء, وان هيمن عليها المرتهنين اليوم, أدوات النظام السابق وعدد من المنافقين والافاقين وقوى الفساد, والحالمين بدعم عودتهم للسلطة, فان الامل موجود ببوادر الخير التي فيها, بدعم جماهيري , وضغط شعبي , يمكن ان تتصدر قوى الاحرار فيها المشهد بقوة , وتفرض أفكار وسموا السلطة الشرعية, الحاضن للمشروع الوطني الجامع, الدولة الاتحادية, التي تحفظ لليمن وحدتها وكيانها وسيادة أراضيها, وكرامة مواطنيها , وتعود البلد للواجهة بقوة المشروع والأفكار التي تجمع كل القوى لحضن الوطن, بانضباط ديمقراطي وقانوني, لا يسمح باستمرار العنف والصراعات السلبية , ويفتح افاق واسعة للشراكة والحريات والمواطنة, وهي خلاصة اهداف الثورة, والشرعية الثورية.
فما يردد اليوم عن سقوط للشرعية الدستورية , هو وهم تردده سلطات الامر الواقع , وحلم أسيادهم في الخارج , هو مخطط إعادة تمكين تلك القوى العفنة لتمارس هوايتها في الاستبداد والاضطهاد , والمساومة بوطن ارض وانسان مع دول الجوار الطامعين في استقطاع ما يمكن استقطاعه من الأرض ونهب الثروة , و اهانة واذلال امة .