من ألمانيا لأميركا.. علماء يحذرون من العواقب المدمرة لتغير المناخ
يمن مونيتور/قسم الأخبار
دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى اتخاذ إجراءات لوقف تغير المناخ، وأكدت أن الطقس القاسي أصبح هو القاعدة وليس الاستثناء، وفقا لموقع “صوت أميركا”.
تسببت الأمطار الغزيرة هذا الأسبوع في حدوث فيضانات مدمرة في أنحاء غرب أوروبا، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وتدمير المنازل. في الوقت نفسه، تعاني أجزاء من الدول الاسكندنافية، أبرد منطقة في شمال أوروبا، من ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
يقول معهد الأرصاد الجوية الفنلندي إن فنلندا سجلت أحر شهر يونيو على الإطلاق. كما سجل جنوب فنلندا 27 يومًا متتاليًا مع درجات حرارة أعلى من 25 درجة مئوية، وفقًا لدرجات الحرارة المتجمدة عادة في فنلندا فإن هذا يعتبر موجة حارة.
كما تعرضت كندا والولايات المتحدة أيضًا لموجة حر وتحطيم العديد من الأرقام القياسية في درجات الحرارة في ولايتي نيفادا ويوتا. في أغسطس الماضي، وصلت درجة حرارة وادي الموت بكاليفورنيا إلى 54.4 درجة مئوية، وهو أعلى رقم قياسي في درجات الحرارة في العالم. لكن خبراء الأرصاد الجوية يعتقدون أن الوادي سجل نفس الدرجة قبل أسبوع في 9 يوليو.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كلير نوليس، إن موجة الحر في غرب الولايات المتحدة أدت إلى ظروف جفاف ضخمة والعديد من حرائق الغابات.
وأضافت نوليس: “موجة الحر التي رأيناها في أجزاء من الولايات المتحدة وكندا في نهاية يونيو … كانت ستكون مستحيلة فعليًا بدون تأثير تغير المناخ الذي يسببه الإنسان”. وتابعت: “تغير المناخ، الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، جعل احتمالية حدوث موجة الحر 150 مرة على الأقل”.
وأكدت أن تغير المناخ يعمل بالفعل على زيادة احتمال الظواهر الجوية القاسية. وقالت: “نحن بحاجة إلى تكثيف العمل المناخي. نحن بحاجة إلى زيادة مستوى الطموح. نحن لا نقوم بما يكفي للبقاء ضمن أهداف اتفاقية باريس والحفاظ على درجات الحرارة أقل من درجتين مئويتين، وحتى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن”.
جاءت دعوة منظمة الأرصاد تأكيدا لدعوة لأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي حث جميع الدول على بذل المزيد من الجهد لتجنب كارثة مناخية مرتبطة بارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ودرجات الحرارة.
فيضانات لم تتكرر من 1000 عام
من جهتها أصدرت وكالة أرصاد أوروبية تحذيرا “شديدا” من حدوث فيضانات بعد أن أظهرت نماذج تفصيلية عن عواصف تهدد بدفع الأنهار إلى مستويات لم يسبق لها مثيل. وقال خبير أرصاد ألماني يوم الجمعة، إنها لم يتم تسجيل منذ 500 أو حتى 1000 عام، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وقال مسؤولون ألمان يوم الجمعة، إن نظام الإنذار الخاص بهم، والذي يتضمن شبكة من أجهزة الاستشعار التي تقيس مستويات الأنهار في الوقت الفعلي، يعمل بشكل طبيعي، لكن المشكلة تكمن في كمية الأمطار التي لم يسبق لهم رؤيتها من قبل، وهي تتساقط بسرعة كبيرة لدرجة أنها غطت حتى الجداول والأنهار الصغيرة التي لا تعتبر في العادة تهديدات.
خلال الأيام الماضية، تجاوز عدد ضحايا الفيضانات المدمرة في أوروبا 120 قتيلا الجمعة معظمهم في ألمانيا، ولا زالت فرق الطوارئ تبحث عن مفقودين كثر ما يثير خشية من تفاقم الأضرار البشرية.
وهذه أسوأ كارثة طبيعية في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
كما تدفع بلجيكا المجاورة أيضًا ثمنا باهظا مع تسجيل ما لا يقل عن 20 وفاة، وفق أحدث تقرير حكومي قلل بشكل طفيف من عدد القتلى الذي أعلنته وسائل الإعلام. وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الثلاثاء يوم حداد وطني، وقال “قد تكون هذه الفيضانات هي الأكثر كارثية التي عرفتها بلادنا على الإطلاق”.
كما سببت الأمطار الغزيرة أضرارا جسيمة في هولندا ولوكسمبورغ وسويسرا. لكن غرب ألمانيا هو الأكثر تضررا من الفيضانات، إذ سجل لوحده 103 وفيات وفق أحدث حصيلة الجمعة.
وبحسب الوكالة الأوروبية، تعتبر الأمطار الغزيرة مثل تلك التي حدثت في ألمانيا من بين أكثر العلامات المرئية والمدمرة على تغير المناخ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وأرجع العلماء السبب أن الغلاف الجوي الأكثر دفئًا يمكن أن يحتفظ بمزيد من الرطوبة، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة.
على الرغم من أن الفيضانات قد تبدو خارجة عن السيطرة، إلا أن هناك عدة خطوات ممكنة لضمان حماية المدن والبلدات من الفيضانات من خلال توزيع مياه الأمطار بطريقة مستدامة، بحسب موقع “يورو نيوز”.
من خلال التخطيط الحضري المبتكر، تمكنت المدن من استخدام المساحات الخضراء الاستراتيجية لامتصاص مياه الأمطار الزائدة لاستخدامها في المستقبل، وبالتالي تقليل مخاطر الفيضانات. في الصين، أصبح مفهوم “المدن الإسفنجية” شائعًا، حيث يساعد ري الحدائق والمزارع الحضرية على امتصاص المياه الزائدة.
كما تعتبر الأسطح الخضراء حلًا مبتكرًا آخر للحد من مخاطر الفيضانات، حيث تمتص المساحات الخضراء جريان مياه الأمطار، وبالتالي تمنع فيضان مياه الصرف الصحي.
المصدر: الحرة