“المجاعة” تهدد سقطرى اليمنية مع ارتفاع أسعار الغذاء قبل موسم الرياح
يمن مونيتور/ حديبو/ خاص:
يبدو أن محافظة “أرخبيل سقطرى” اليمنية على موعد مع مجاعة مُهلكة مع ارتفاع أسعار الغذاء ل”نفاد المخزون الغذائي” مع اقتراب موسم الرياح الذي تتوقف فيه السفن من وإلى خارج الأرخبيل.
واتهم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات -الذي يدير شؤون الأرخبيل منذ يونيو/حزيران2020م- السكان المحليين بـ”استنزاف المخزون الغذائي”، أثناء مناقشته يوم الخميس ارتفاع تسعيرة الغذاء.
وقال أحد موظفي مكتب الصناعة والتجارية لـ”يمن مونيتور”: إن الأسعار أصبحت في ارتفاع خيالي وغير متوقع بسبب تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية والحصار المفروض على جزيرة سقطرى من قبل المجلس الانتقالي ودولة الامارات.
وأفاد الموظف الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام: وصل سعر كيس الدقيق إلى ثلاثون الف(30000) ريال للخمسين الكيلو وكيس السكر أربعون ألف(40000) والأرز تجاوز الخمسون الف(50000) ريال. (الدولار=998ريال).
وقال رئيس المجلس الانتقالي في سقطرى رأفت الثقلي في الاجتماع إنه وجه اللجنة الأمنية والعسكرية “بالاطلاع على المستجدات الجديدة وتأمين التموين الغذائي لموسم الخريف والحد من احتكارها في الأسواق”.
ولم يصدر تعليق بَعد من الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
وقال محمد أحمد الذي يملك محل بقالة في حديبو لـ”يمن مونيتور”: إذا لم يحدث حل سريع فإن كثيرون في الأرخبيل لن يكونوا قادرين على شراء مواد الغذاء الأساسية.
وأضاف: هذه الأسعار الآن مع بدء موسم الرياح لكن مع دخول الموسم سترتفع أضعافاً، مضاعفة لا يمكن الجزم بمدى ارتفاعها.
وأشار إلى أن “سكان سقطرى يشترون قوتهم واحتياجاتهم بشكل يومي لا يستطيعون التخزين”.
وطالب عمار مصناج الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي بالتحرك العاجل لوقف حدوث مجاعة، حيث “سكان سقطرى فقراء وليسوا أثريا ليشتروا بهذه الأسعار الكبيرة”.
وقال إن “استخدام المطار مهم جداً لإنقاذ الأرخبيل”، وأبدى خشيته من أن “تقوم الإمارات بمعاقبة السكان الرافضين لنفوذها”.
ويستمر موسم الرياح أربعة أشهر (يوليو/تموز وحتى أغسطس/آب) وتتوقف الحركة البحرية بالكامل بما في ذلك الصيد والانتقال وحركة البضائع وتكون سرعتها 50كم/ساعة، ويكون المجال الجوي هو المنفذ الوحيد لسكان الجزيرة الذين يفوق عددهم 120 ألف نسمة. وتتحكم دولة الإمارات العربية المتحدة بالمطار الوحيد الذي يربط سكان الأرخبيل بالعالم الخارجي.
وسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على جزيرة سقطرى في يونيو/حزيران 2020، واضطر المسؤولون الحكوميون والقادة العسكريون الموالون للحكومة اليمنية لمغادرة الجزيرة. وطيلة الفترة الماضية، شددت الحكومة اليمنية الشرعية، على أن تطبيق الشق السياسي من اتفاق الرياض وإعلان الحكومة مرهون بإنهاء “التمرد المسلح” في سقطرى وعودة الأوضاع إلى طبيعتها.
وثارت الخلافات بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، منذ تأسيسه عام 2017 بهدف انفصال جنوب اليمن، ويملك قوات شبه عسكرية دربتها وتنفق عليها أبوظبي يصل عددها إلى أكثر من مائة ألف مقاتل. وتصاعد الخلافات بين الطرفين منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس/ آب 2019 على عدن التي كانت تتخذها الحكومة مقرا مؤقتا لها.
وتعرض اتفاق الرياض لانتكاسات عديدة ولم يطبق على الإطلاق لكن السعودية أعطته دفعة جديدة في يوليو/ تموز لإنعاش العملية. وعلى أثره تم تشكيل حكومة جديدة يترأسها معين عبدالملك تضم أربعة وزراء من المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن تنفيذ الشقين العسكري والأمني من هذا الاتفاق لم يتم تنفيذه، والذي يتضمن دمج القوات شبه العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي في وزراتي الداخلية والدفاع اليمنيتين.