“محمية برع” أحد كنوز اليمن الطبيعية في مرمى الحرب والإهمال
يمن مونيتور/خاص
محمية برع أحد كنوز اليمن الطبيعية والأثرية، تواصل الحرب والتغيرات المناخية انتزاع الكثير من ملامحها، وأصبحت طيورها النادرة تختفي وحيواناتها تنقرض.
ويقول خبراء الطبيعة إن “برع” من أهم المحميات البرية في اليمن، حيث تتمتع بالثراء الطبيعي ذات التناسق الجبلي الفريد.
وأضافوا: نظرا لتضاريسها ومكانتها المتميزة صنفت كأخر المحميات الطبيعية الاستوائية البرية في شبه الجزيرة العربية أواخر العام2011م
وتدهش المحمية زوارها الذين يجدون أنفسهم بين أحضان جنة الطبيعة، مكسوة بسندس أخضر من الأشجار المطرزة بالألوان الجميلة والمتناسقة، على شكل اهرامات مختلفة يتراوح ارتفاعها ما بين 300 الى 1500 قدم عن سطح البحر.
وتمثل المحمية الواقعة شرق محافظة الحديدة بنحو50 كم المتنفس الوحيد لسكان الساحل الغربي، ويزداد الإقبال عليها في فصل الصيف إضافة إلى انها تتمتع بدرجة حرارة لا تزيد عن 35 مئوية.
يقول يحيي بخيت أحد عشاق الطبيعة البرية، “كانت عائلتي تزور المحمية كل شهر تقريبا لكن مع استمرار الحرب وغياب المشتقات النفطية لم نعد نأتي الا مرة في العام.
وأضاف في تصريح لـ “يمن مونيتور” أن المحمية كانت تستقبل ما يزيد عن 20 ألف زائر في العام، إلا أن هذا العدد تراجع خلال الأعوام الماضية لأسباب عدة منها اندثار الأماكن المخصصة للراحة، ووعورة الطريق جراء سيول الأمطار وغياب للخدمات الأساسية التي يحتاج اليها الزائر.
حياة برية ونباتات فريدة
وتقول الإحصاءات الرسمية إن محمية برع تحتل المركز الثاني يعد جزيرة سقطرى في عدد النباتات والحيوانات والطيور التي تحتضنها.
وتعد المحمية أحد أهم الغابات الاستوائية على مستوى شبه الجزيرة العربية، كونها تحتضن ما يزيد عن 490 نوعا من النباتات الحيوية والحيوانات البرية المفترسة والطيور والبرمائيات والفراشات والزواحف والثديات.
وتفيد التقارير الرسمية أن المحمية تزخر بعدد كبير من النباتات الإقليمية والصحراوية النادرة حول العالم، بما يصل إلى 315 نوع تتبع 83 فصيلة و209 اجناس منها 63 نوعاً نادراً على المستوى الوطني والإقليمي و85 نوعاً مهدداً بالانقراض، وثمانية أنواع نباتية متوطنة بمحمية برع ولا توجد في أي مكان في العالم.
وحول النباتات ذاتها: يؤكد الناشط في مجال البيئة عبد الله البرعي لـ “يمن مونيتور” أن المحمية تحتوي على نباتات حيوية نادرة منها (نبات القطن، البياض ونوعان من الصبر. الى جانب اشجار الإقليم السوداني والإقليم الصحراوي وعدد من الاشجار كالطنب والبياض، كنب ،مداخ ،ضبر ،برطم ،خرمش ،يزاغ ،عتم ،عرفط.
وأفاد: على الزائر لمحمية برع الحذر من التوغل داخل المحمية حيث يعيش في سهولها واجحارها 9 انواع من الحيوانات البرية المفترسة كالضباع ، وقرد البابون الذي تعج المحمية بافراه، بالإضافة إلى الدعلج ، الذئب العربي ،القنفذ الاسود ،النمس الابيض الذيل ،الثعلب ،الوبروالارنب البري اضافة الا الوشق ذي الاصول الافريقية .
وتختلف الروايات حول وجود نمر عربي في المحمية الا أن الموكد انها كانت تعيش في مرتفعاتها حتى اواخر الثمانينيات من القرن الماضي حسب البرعي حيث شوهد نمر عربي “مقتول “يعتقد ان أحد الرعاة قتله للحفاظ على ماشيته.
طيور نادرة
ويذهب البرعي إلى أن المحمية تحتضن بداخلها العشرات من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض، حيث صنفت ضمن أهم 57 موقعا لحماية الطيور في الشرق الأوسط .
ويعيش في محمية برع حوالي 93 نوعا من الطيور البرية والإفريقية على مدار السنة منها 32 نوعا من الطيور المقيمة في سهولها ومنتفعاتها الجبلية و17 نوعا من الطيور الافريقية، وخمسة انواع من الطيور الزائرة، ونوعان من طيور العقاب المهددة بالانقراض على مستوى العالم.
ومن أهم الطيور الذي تشتهر وتتميز بها المحمية طائر أبو معول وطائر الذباب الافريقيين، الثرثار العربي، الحسون اليماني، الحمامة الخضراء، طائر الزرياب النساج، الكوكوالمتطفل ونوعان من العقاب المهدد بالانقراض على مستوى العالم .
وفيما يخص الزواحف والفراشان والبرمائيات فالمحمية تضم حوالي 13 نوعا من الزواحف منها اربعة انواع متوطنة في الغابة و5 انواع من البرمائيات كالضفادع ونوعان من الاسماك التي تعيش في المياه العذبة حسب الهيئة العامة لحماية البيئة.
ومن أهم الزواحف في المحمية. الحية، ثعبان الكوبرا وعدد من الزواحف الافريقية.
وتتراقص الفراشات في مياه الغابة وسهولها ومجرى السيل بأشكالها والوانها لبديعة ويقدر عدد الفراشات بحوالي 60 نوعا منها الرعشات والخنافس وفرس النبي اضافة الى حشرات نادرة حسب الهيئة.