كتابات خاصة

الحوثيون ومسلسل دمار الأطفال

عندما يصاب المرء بالعجز والفقد عادة ما يلجأ مسرعًا للآخرين قاصدًا منهم النصر منتظرًا الخير الوفير منهم، وإن كان مدركًا أنه لن يتحقق له أي نصر على أرض الواقع، وإن حلم بذلك مرارًا.

لقد وصل الحوثي اليوم إلى مرحلة العجز الحقيقي، العجز البشري، أو قل إلى مرحلة انتهاء العدة والعتاد البشري، فكثيرة هي الخسائر البشرية التي راحت ضحية جشعه وطمعه، وكثيرون هم الذين راحوا ضحايا في معسكرات الحوثيين الذين يزجون بهم في ميادين القتال والمعارك -وهم بعد لم يفقهوا معنى القتال-، بل إنهم يقاتلون بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، اللهم إنهم يطبقون ما يملأ عليهم لا أكثر.

استمر الحوثي بالحشد الشعبي  للجبهات منذ بداية الحرب قاصدًا تحقيق نصر على أصحاب الحق والعقيدة السليمة، فمن الناس  من أتاه راضيًا بفكره وسلوكه وكثيرون هم الذين يذهبون للقتال معه  بغير رضى منهم ولا من أهاليهم.

وعلى هذه الحال استمر الحوثي بالحشد والدعوة للنفير  العام حتى  استنفد  رجاله ومن أخذهم للقتال بصفه إجباريا، لكنه لم ينظر لحجم الخسائر البشرية التي خسرها فهو لا يهمه خسارة الأرواح بقدر ما يهمه تحقيق مآربه،  فتراه اليوم يحشد للجبهات بطريقة أخرى، طريقة ممنهجة أكثر ذكاء عن غيرها، فالتجنيد الإجباري الذي استخدمه أثار سخطًا شعبيًا كبيرًا، لكنه الآن جاء بفكرة جديدة مدروسة  مستوردة ممن يساندهم في إيران وغيرها، فكرة جديدة للحشد إلى الجبهات ولنشر الفكر الخميني والسياسة التي يريدها الحوثي أن تعم في أوساط الشعب اليمني الذي لم يتقبل فكره ولا سلوكه.

المراكز الصيفية التي يقيمها الحوثيون اليوم تثير الكثير من الخوف والشكوك، ليس لدى المتابعين لها عن بعد ولكن لدى المواطنين القاطنين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون؛ إذ يتم أخذ الأطفال إلى هذه المراكز شاؤوا ذلك أم أبوا، بحجة تعلم القرآن ومواد دراسية أخرى، هذا ما يظهره الحوثيون للآباء وقت دعوتهم أبناءهم للالتحاق بالمراكز الصيفية، وحتى إذا ما التحق الأطفال في مراكزهم الصيفية تلك، فوقتها  يتم تعبيتهم بالشكل الذي يريده الحوثي وبالمناهج التي يريدها هو والنتيجة أن يتم أخذهم بعد ذلك لميادين القتال فلا يعودوا لأهلهم إلا جثثًا هامدة أو أن جثثم ترمى بالجبال لا ينظر لها ولا يهمهم أمرها لتكون هذه المراكز الطريق المؤدي إلى الموت الحتمى بدل من أن تكون الطريق المؤدي إلى النجاح.

ولقد ألف الحوثي ابتزاز الشعب الذي يسيطر عليه، ماديًا فكل ما جد جديد بالنسبة له قام يطلب من الناس جمع التبرعات، وللمراكز الصيفية هذه التي يقيمها الحوثي اليوم قد طلب من الناس دفع المبالغ والتبرع بها لصالح هذه المراكز، وكأن هذا الشعب يأتي بالمال دون جهد أو أن المال بين يديه يعبث به كيف يشاء لا يدري أن يذهب به، أو كأن الحوثي لا يعلم أن هذا الشعب يعيش أعوامًا دون مرتبات  ودون أعمال تحضر له المال لإعالة أهله ومن ثم للتبرعات.

إن الحوثي لجماعة إبادة وهلاك فمتى يعي العالم ذلك ويتخذ موقفًا صريحًا في حقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى