آراء ومواقف

هدفُ بلاد فارس «إيران» من غزو اليمن

عبدالله الهدلق

حين أوعزت إيران لعملائها الحوثيين بغزو مناطق اليمن والسيطرة على مقاليد الدولة هناك، كانت تريد توسيع نفوذها في المنطقة، لكن الوقفة الخليجية العربية والرَّد الحازم بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أوجدت حقائق على الأرض مغايرة تماماً للحسابات الفارسية الإيرانية الخاطئة . حين أوعزت إيران لعملائها الحوثيين بغزو مناطق اليمن والسيطرة على مقاليد الدولة هناك، كانت تريد توسيع نفوذها في المنطقة، لكن الوقفة الخليجية العربية والرَّد الحازم بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أوجدت حقائق على الأرض مغايرة تماماً للحسابات الفارسية الإيرانية الخاطئة .
وكشفت تصريحات لرئيس الحرس الثوري الفارسي الإيراني السابق الدهقان محسن رضائي عن حجم التدخل الفارسي الإيراني في اليمن وسعي طهران لإلحاق هزيمة على أرض هذا البلد بغريمتها الكبرى المملكة العربية السعودية لتتمكن من مدّ نفوذها وتثبيته في المنطقة وقال رضائي خلال جنازة الدهقان الأكبر حسين همداني أكبر قائد عسكري فارسي إيراني يسقط في سورية أثناء قتاله إلى جانب نظام بشار الأسد “إذا حققت السعودية وحلفاؤها نصراً في سورية والعراق واليمن، فإن العالم الإسلامي سيعود خمسة قرون إلى الوراء”.
وتعكس تلك التصريحات حجم الضلوع الفارسي الايراني في النزاع المسلّح في اليمن الذي تعامله طهران على أنّه جبهة واحدة أسوة بسورية والعراق حيث تخوض إيران عن طريق عملائها وبمشاركة نخب من قواتها وخبرائها ومقاتليها مواجهة مستمرة مع خليط مربك من الإسلاميين والوطنيين اليمنيين .
وفي البلدان الثلاثة استخدمت طهران ذات العامل الطائفي للنفاذ إلى ساحاتها، حيث تدعم في سورية نظام دمشق الذي تمثّل الطائفة النصيرية العلوية نواته الصلبة، ولم تتردّد في وضع تدخّلها المباشر على الأراضي السورية أو عبر ميليشيات تابعة لها في مقدمتها ميليشيا (حزب اللات) تحت عنوان حماية مواقع مقدّسة في دمشق وفي العراق يبدو الحضور الفارسي الإيراني أشدّ كثافة سواء في أروقة الحكم عبر الأحزاب الشيعية الممسكة بزمام السلطة، أو على الأرض عن طريق عدد هائل من الميليشيات التي تحوّلت بمناسبة الحرب ضدّ تنظيم داعش إلى ما يشبه الجيش بانضوائها ضمن ما بات يعرف بالحشد الشعبي الشيعي .
وفي اليمن لم يختلف التكتيك الفارسي الإيراني في استثمار العامل الطائفي لإيجاد عملاء محلّيين، عنه في العراق وسورية، إلاّ أن النتائج اختلفت جذريا بوجود وقفة خليجية عربية قوية لصد التمدد الفارسي الإيراني سرعان ما تمت ترجمتها إلى تحالف عسكري مثلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عموده الفقري، ونجح عن طريق عملية عسكرية أطلقها في مارس الماضي في توجيه ضربات قاصمة لميليشيات الحوثيين الشيعة المدعومة من إيران والمتحالفة مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح .
ومثّلَ الردّ الخليجي الحازم على إيران في اليمن مفاجأة لخبراء الشؤون العسكرية عبر العالم، والذين لم يعهدوا من بلدان الخليج العربي تدخّلا مباشرا خارج حدودها. وشملت المفاجأة إيران بحدّ ذاتها التي أفسدت عملية “عاصفة الحزم” حساباتها وخلطت أوراقها، بعد أن بدا خلال الأشهر الأولى للغزو الحوثي أن عملاءها في طريق مفتوح للهيمنة على مختلف مناطق اليمن .
ورغم أن مسار المعركة الجارية في اليمن حاليا يتجّه نحو هزيمة الحوثيين وحليفتهم إيران، إلاّ أن الأخيرة لم تبد بوادر التخلّي عن محاولتها لإحتلال اليمن أملاً في أن تنفتح أمامها أبواب السيطرة والهيمنة على المنطقة انطلاقا من اليمن ذي الموقع الاستراتيجي المشرف على أحد أهم الطرق البحرية العالمية ومن ضمنه مضيق باب المندب الذي تمكنت قوات التحالف العربي مؤخّرا من انتزاعه من يد ميليشيات الحوثيين .
وبفعل الرقابة الصارمة التي تفرضها قوات التحالف العربي خصوصا على المنافذ البحرية لليمن، واجهت إيران صعوبات كبيرة في إمداد ميليشيات الحوثي بالسلاح حيث تم مؤخرا احتجاز سفن إيرانية محمّل بأسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الموانئ اليمنية .
ويعكس تكثيف إيران خلال السنوات الماضية من تدخّلها في عدد من بلدان الإقليم يعكس وهما إيرانيا بالتحوّل إلى قوّة عظمى بعد انكسار خصمها اللدود نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وتفرّغها لتقوية جيشها ورفده بالأسلحة سواء المشترى منها بأموال النفط أو المصنّع محلّيا .
 
ويوضّح توجّه السعودية المرتبطة تقليديا بالخبرة الأميركية في المجال العسكري إلى السوق الفرنسية رغبة الرياض في تنويع الشركاء وضمان تعدّد الحلفاء في ظل بوادر تراجع الدور الأميركي في المنطقة ويعكس الجهد الحربي المبذول من السعودية في اليمن وعيا بـ”مصيرية” المعركة هناك، فقد ألقت المملكة بكلّ ثقلها المالي والدبلوماسي والعسكري لكسبها، ووجدت في دولة الإمارات العربية المتحدة ظهيرا قويا ليس فقط بحجم القوات الإماراتية المشاركة في القتال، وأيضا في الوسائل المادية والبشرية المستخدمة من الإمارات في تثبيت الاستقرار وإعادة الخدمات إلى المناطق اليمنية المحرّرة، ولكن أيضا باستخدام القوّة الدبلوماسية الإماراتية دفاعا عن مشروعية التدخل في اليمن.
 
الوطن الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى