تشبه” إيران” في علاقتها مع اليمن مثل حال شخص مطرود من منزل صديقه لسوء أدبه لكنه يرفض المغادرة.
تشبه” إيران” في علاقتها مع اليمن مثل حال شخص مطرود من منزل صديقه لسوء أدبه لكنه يرفض المغادرة.
تشبه” إيران” في علاقتها مع اليمن مثل حال شخص مطرود من منزل صديقه لسوء أدبه لكنه يرفض المغادرة. تشبه” إيران” في علاقتها مع اليمن مثل حال شخص مطرود من منزل صديقه لسوء أدبه لكنه يرفض المغادرة.
قطعت الحكومة اليمنية علاقاتها مع طهران في أكتوبر الماضي وأغلقت بعثتها هناك وطلبت من القائم بالأعمال المغادرة,بينما ما تزال سفارة إيران بصنعاء تمارس نشاطها الدبلوماسي.
ذّكرت خارجية اليمن مراراً وتكراراً بأن العلاقات مقطوعة مع طهران،بسبب تدخلها المستمر في الشؤون الداخلية ودعم الانقلابيين بالسلاح والمال لزعزعة الأمن والاستقرار,وأبلغ وزير الخارجية عبدالملك المخلافي نظرائه العرب في اجتماعهم الأخير بالقاهرة بأن بلاده سبقتهم بقطع العلاقات في ظل استمرار التدخل الإيراني.
إيران غير مكترثة بتذكيرها بقطع العلاقات وتتعامل مع اليمن مثل غيرها من الدول العربية بعقلية العصابات،لا الدولة،وقد أحسن وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” حين خيرها بين أن تكون دولة أو ثورة،مع أن الخيار الثاني المناسب هو أنها عصابة، وسلوكها في علاقاتها الدولية منذ عام1979م دليل على صحة هذا التوصيف.
كيف نفهم إصرار إيران على إبقاء سفارتها بصنعاء مفتوحة وموظفيها دون إغلاق،لو لم تكن عصابة تحتل العاصمة العربية الرابعة كما تفاخر أحد قادتها بعد سيطرة وكلائها الحوثيين في 21 سبتمبر2014.
العلاقات الدبلوماسية بين الدول تنظم وفق اتفاقيات بالتراضي وليس بالإكراه،وتنظم هذه العلاقات اتفاقية “فينا”للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي انتهكتها إيران مراراً بالاعتداء على البعثات الدبلوماسية بأراضيها، وآخرها الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها بمشهد،وتكرر نهجها في اليمن بعدم إغلاق سفارتها وإجلاء طاقمها بعد قطع العلاقات واحترام المواثيق والأعراف الدولية”.
يُفترض بالخارجية اليمنية إرسال شكوى إلى مجلس الأمن تخاطبه بانتهاك إيران لاتفاقية فينا وسيادة الدولة اليمنية بإصرارها على فتح سفارتها وممارسة نشاطها الدبلوماسي دون أي احترام لالتزاماتها الدولية أو التعامل كدولة بدلا من عصابة.
هذه القضية يجب تصعيدها دولياً وعربياً وفي كل مناسبة حتى إغلاق السفارة التي تدير أنشطة تضر باليمن وتدعم المتمردين،وأن يتم تعرية هذه الدولة بسلوكها العدواني وأطماعها الاستعمارية في الوطن العربي واليمن أحد دوله.
لا أجد مبرراً يفسّر صمت أو تجاهل الحكومة لذكر السفارة الإيرانية في صنعاء وجدوى بقائها بعد إنهاء العلاقات بين البلدين وما الدور الذي تقوم به ولم يعد هناك أي وجود لحكومة شرعية بالعاصمة سوى مليشيات انقلابية موالية لها.
التدخل الإيراني لا يزال مستمراً؛بل لم يعد تدخلاً بالمعنى المفهوم،وإنما نحن نتحدث عن بلد محتل بطريقة مباشرة،ولا يكاد يمر أسبوع إلا وسمعنا تصريحاً لمسؤول إيراني يتعامل مع اليمن بوصفها محافظة تابعة لهم وليس بلداً مستقلاً لا يربطه أي حدود مع الدولة الفارسية.
تحتاج الحكومة اليمنية للتعلم من الإيرانيين كيف يستثمرون أي حدث ولو كان وهميا لصالحهم عبر مختلف المجالات سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا،وأكبر مثال على ذلك اختلاقهم قضية غير واقعية باستهداف طيران التحالف لسفارتهم بصنعاء،رغم نفي التحالف وتأكيدات شهود عيان،ومع ذلك لم تتوقف الزفة في كل مكان وعلى لسان كل مسؤول إيراني؛بل إن هناك معلومات تفيد أن القائم بأعمال السفير الإيراني “مرتضى عابدين” ألغى مؤتمرا صحفياً كان مقرراً للحديث عن مزاعم استهداف سفارتهم،مع أن السؤال الأكثر منطقية هو:لماذا لم تُغلق السفارة حتى اليوم؟”.
لم أجد أكثر براعة في اختلاق القضايا وتسويقها دوليا والدفاع عن عدالتها مثل الإيرانيين،فمنذ الخميس(7 يناير الجاري)والتصعيد الإيراني يتواصل في محاولة لإيهام المجتمع الدولي أن السعودية ردت على الاعتداء على ممثلياتها,ولهذا أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني” حسن أمير عبداللهيان”أن بلاده ستبلغ مجلس الأمن الدولي بقصف الطيران السعودي سفارتهم في اليمن.
وبعد تصريحات عبداللهيان بيوم واحد،انضم مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية”يد الله جواني”،إلى قائمة المشاركين في الزفة الوهمية عن ضرب السفارة،وذهب أبعد ممن سبقه في التصعيد والوعيد،مهددا السعودية،بدفع” ثمن باهظ”،بحسب وكالة تسنيم الدولية الإيرانية.
وفي وقاحة لا مثيل لها،يزعم جواني أن الاعتداء السعودي الذي لم يحدث حقيقة لا مبرر له,بل أنه برأيه متعمد مع سبق الإصرار،ويبلغ قمة الوقاحة باعتباره”انتهاكا سافرا للقوانين والمواثيق الدولية”.
إنما مَثَلَ المسؤول الإيراني وهو يذّكر بالقوانين الدولية كمثل عاق والديه الذي يقدم دروساً في الطاعة.
نظام سجله أسود بانتهاكات القانون الدولي ويأتي أحد مسؤوليه ليذكر الآخرين به,في صورة تعبّر بعمق عن مفهوم إيران للسياسة الخارجية القائمة على الكذب والمراوغة والشك وعدم الاحترام.
كل يوم تقدم إيران دليلاً لإدانتها وتبعية وكلائها لها،لكن الحكومة اليمنية لا تأخذ هذه الأدلة وتقوي موقفها في مواجهتها دولياً وصولاً إلى إقناع المجتمع الدولي بأنها ليست شريكة في الحل السياسي ،وهي متورطة بشكل مستمر في الحرب وتلزم وكلائها بالاستمرار فيهاحتى التوصل لتفاهم إقليمي يربط الوضع في اليمن بملفات أخرى بينها سوريا ولبنان.
يرى محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني أن تدخل السعودية في اليمن الذي جاء بطلب الرئيس الشرعي”استفزاز”لبلاده،وكأن اليمن محافظة إيرانية يُصبح التدخل في شؤونها استفزازا للدولة التي تنتمي إليها.
نحن أمام عصابة تحكم إيران وتتفاخر علنا بدعم أذرعها في المنطقة وتعترف بتدخلاتها تحت مزاعم متعددة غير شرعية أو مبررة في كل الأحوال،ولذلك ليس هناك فرقاً بين تصريحات ظريف وزير الخارجية وآخر ضابط في الحرس الثوري،ذلك أنهما ينتميان لمدرسة واحدة.
يقول ظريف في مقال له نشرته”نيو يورك تايمز”,الأمريكية وترجمه موقع”يمن مونيتور”,إن “إن الاستراتيجية التي تعتمدها السعودية حالياً لعرقلة الاتفاق النووي تعتمد على ثلاثة عناصر هي: الضغط على الغرب، وعدم الاستقرار الإقليمي من خلال استمرار الحرب في اليمن ودعم التطرف، إضافة إلى استفزاز إيران بشكل مباشر”.
ما يهمنا هنا هو اعتباره التدخل السعودي في اليمن أحد أدوات الرياض لاستفزاز طهران وإفشال اتفاقها النووي مع الدول الكبرى،وهذا التصريح العدواني والسافر بحق اليمن يأتي امتدادا للتصريحات الإيرانية المستمرة منذ سنوات،والتدخل بدعم مشروع طائفي انتهى بحرب وتهديد الجوار الخليجي ولا يزال.
وفي مقاله المشار إليه,حرص وزير الخارجية الإيراني على تسويق أكذوبة استهداف سفارته بصنعاء،وهذا هو دأب مسؤولي نظام الملالي أن يختلقوا أكذوبة لتكون مظلومية لتسويقها دوليا لجلب التعاطف،خاصة عندما يشتد الخناق عليهم دبلوماسيا كما هو الحال هذه الأيام مع السعودية.
من أراد أن يعرف حقيقة المواقف الإيرانية،فلينظر للأفعال وليس الأقوال،وهذه هي القاعدة المنطقية في التعامل مع طهران وعبّر عنها وزير الخارجية السعودي مؤخرا.
قبل أيام قال العميد حسين سلامي,نائب قائد الحرس الثوري الإيراني إن جغرافيا بلاده أكبر مما تحددها الخرائط،وهي تمتد من البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا مرورا باليمن وسوريا ولبنان والعراق,واعتبر الحوثيين من”أبناء الثورة الإسلامية”،وشبههم بحزب الله.
اليمن كانت النفوذ الجديد لإيران والأقل كلفة قياسا بتدخلها بسوريا،فهي تحارب السعودية بأدواتها التي يمثلها الحوثيون وحليفهم علي صالح بدون خسائر مالية مثل سوريا التي خسرت 20 مليار دولار وتتواجد على الأرض عبر الحرس الثوري والباسج و54 ألف مقاتل من مليشياتها الشيعية متعددة الجنسيات والدعم الجوي والبري الروسي.
وبناء على هذا تبدو إيران مرتاحة لاستمرار الحرب في اليمن كونها لا تكلفها شيئا مثل سوريا علاوة على أنها تعتبرها بؤرة استنزاف للسعودية في عمقها الاستراتيجي،وهي لهذا لم تأذن لوكلائها بالتسوية لربطها بملفات أخرى ضمن تسوية شاملة مع المملكة.
إن من الخطأ ربط تفسير رفض الحوثيين للحل السياسي بعدم استجابة السلطة الشرعية والتحالف العربي لمطالبهم غير المقبولة بوقف العمليات الجوية ورفع الحصار الذي يقتصر على منع توريد واستيراد الأسلحة تنفيذا لقرار مجلس الأمن(2216)الذي يحظر على أي دولة بيعها أو توريدها لهم.
الحوثيون أدوات محلية لدولة خارجية اسمها إيران،والوكيل لا يملك قراره،وبما أن الداعم لم يأذن بالحل فمن الطبيعي أن يرفضه الوكيل وتفشل كل مباحثات السلام ما لم يتحقق لطهران تنازلات من الرياض كأن تتخلى عن رفضها لبقاء الأسد والتوافق على مرشح مقبول إيرانيا لرئاسة لبنان,وإن كان هذا الأخير هامشي قياسا بملفات أخرى.
ماذا نحتاج من دليل لتأكيد ذلك,وقد تبرع الجنرال الإيراني في الحرس الثوري،إسماعيل أحمدي،الذي توقع استمرار الحرب في اليمن خلال العام الجديد،وترجمة ذلك أن لا حل سياسي قريب قبل تسوية شاملة اليمن من ضمنها.
هذا طبيعي إذا ما عرفنا أن الجنرال أحمدي قدم الأحد(10 يناير الجاري)تقريرا لبرلمان بلاده عن تطورات الحرب في اليمن,باعتباره رئيسا لما يسمّى”لجنة دعم الشعب اليمني”,والمقصود طبعا دعم وكلائهم وليس الشعب اليمني الذي دمروا بلده وهجّروا اثنين مليون من منازلهم,وحتى إذا ما تجاوزنا ذلك فماذا قدمت إيران إنسانيا لهذا الشعب وهي لم تقدم أي مساعدات غذائية أو طبية ترتقي لما تقدمه جمعية خيرية خليجية؟!.
تنظر إيران إلى الحرب في اليمن على أنها مصيرية لبقاء مشروعها،وتأتي هذه اللجنة في إطار تقديم كافة أوجه الدعم للحوثيين،وإن لم يكن معروفا متى تأسست,لكن الأرجح أنها ولدت بعد عملية عاصفة الحزم التي انطلقت في 26 مارس 2015.
وكالة إيرنا الإيرانية نقلت عن الجنرال أحمدي دعوته للبرلمان للتصويت على موازنة دعم لجنته المعنية بدعم وكلائهم لاستمرار الحرب,وهذا يؤكد أن اللجنة رسمية وتتلقى تمويلها من الدولة الإيرانية.
اللجنة تتكون من عدة دوائر أبرزها السياسية وهي المسؤولة – وفق أحمدي – بـ”إيصال صوت اليمن(يقصد الحوثيين إلى اسماع المجتمع الدولي”.
ويقدّم موقع”يمن مونيتور”,الذي ترجم ما نشرته الوكالة الإيرانية,تعريفا عن الجنرال أحمدي,ويقول إنه رئيس الشرطة في طهران وقيادي سابق في الحرس الثوري,جرى تعيينه في يوليو الماضي رئيسا لما يسمّى”لجنة دعم الشعب اليمني”, وارتبط اسمه بعمليات قمع ممنهجه وتعذيب في السجون بحق المعارضين الإيرانيين.
الكرة في مرمى الحكومة لتصعيد قضية استمرار نشاط السفارة الإيرانية بصنعاء حتى إغلاقها,واستثمار تصريحات المسؤولين الإيرانيين إعلاميا بوسائل الإعلام الرسمية وسياسيا ودبلوماسيا مع الأمم المتحدة ومبعوثها ورعاة التسوية السياسية.