المناطق المحررة من الحوثيين غربي اليمن.. من يقف وراء الفوضى الأمنية؟
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من صادق الطيب
الاختلالات الامنية وعمليات القتل والاشتباكات والاغتيالات والاختطافات والتقطعات واقع أمني يؤرق المواطنين في الساحل الغربي لليمن من المخا مرورا بالخوخة والتحيتا حتى الدريهمي، في مناطق محررة يفترض بأنها تنعم بالأمن والاستقرار، ولا يستفيد من هذا الواقع المؤلم سوى مليشيات الحوثي.
يحدث ذلك في ظل صمت وتجاهل الاجهزة الامنية وقيادة السلطة المحلية بمحافظة الحديدة وكذا القوات المشتركة، التي باتت تحت قيادة طارق صالح (نجل شقيق الرئيس اليمني السابق)، عمليا من حيث إدارة التموين اللوجستي والعتاد والرواتب والجوانب الفنية والعسكرية والإدارية، وغيرها بعد ان كانت بيد قوات الوية العمالقة حتى العام 2018، والذي جاءت معها “قوات طارق” بدعم من الإمارات، ومن بعد تسلمه مهام القوات المشتركة حدثت تداعيات امنية مروعة واختلالات امنية هددت حياة المدنيين والعسكريين معا.
خلال الاسبوع الأخير شهدت منطقة الساحل الغربي اختلالات، منها إصابة مواطن في اشتباكات مسلحة بين عناصر من القوات المشتركة المدعومة إماراتيا في مدينة الخوخة جنوبي الحديدة، داخل أحد أسواق القات في مدينة الخوخة، يدعى “عصام الحساني”، بجروح خطيرة.
وتوسعت دائرة الاختلالات الامنية في المناطق المحررة، وتوزعت بين إزهاق أرواح المواطنين واختطافهم وسجنهم تعسفا، الى نهب اراض المواطنين، الى ارتكاب سياسة تهميش ابناء تهامة، جميعها مظالم تظافرت لتشكل عامل رفض وغضب شعبي يتصاعد بشكل يومي، دفعت بأبناء الحديدة الى التظاهر أمام إدارة أمن الخوخة احتجاجا على الاختلالات الامنية والمطالبة بالكشف عمّن يقف خلف هذه العمليات التي تستهدف حياة ابناء تهامة وحقوقهم؟ فهذه الممارسات لا يستفيد منها إلا مليشيات الحوثي، بحسب الكثير من القادة العسكريين والمدنيين والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني.
ففي الوقت الذي كانت الاحتجاجات في الخوخة تتصاعد مطالبة الاجهزة الامنية الى ضبط الامن والكشف عن القتلة وتقديمهم للمحاكمة، وإيقاف مسلسل نهب الاراضي، اندلعت اشتباكات الجمعة قبل الماضية بين أطراف مسلحة في الخوخة، سبقها تبادل لإطلاق النار بين مسلحين يتبعون اللواء ثاني تهامة الذي يقوده “فؤاد جهنم”، ولواء الوحش التاسع عمالقة، يوم الاحد الماضي (28 يونيو/حزيران)، وذلك على أرض مخططة مدينة سكنية اشتكى بعض المواطنين المحليين “بأن الارض المنهوبة ملكهم وبأنه تم أخذها غصبا عنهم من قبل عناصر تابعة لطارق صالح”. ليذهب “ابراهيم شوقي” إلى موقع الأرض في المحرق جنوب مدينة الخوخة، وتندلع اشتباكات بالرصاص الحي بينه وبين ناهبو الاراضي، حيث أصيب “صلاح عبدالرحمن الصلوي” نجل رئيس قلم التوثيق بمحكمة الخوخة بحسب مصادر محلية حينها.
ليتوجه أفراد لواء الوحش التاسع عمالقة الى منزل “إبراهيم شوقي” الواقع بعد جولة مؤسسة الأسماك في مدينة الخوخة وتم تبادل إطلاق النار مما أدى إلى مقتل أحد أفراد للواء الثاني تهامة واصابة “صلاح الصلوي”.
يحدث ذلك بالتزامن مع عمليات تقطع قام بها جنود من اللواء الثالث تهامة ، الذين تعرضوا خلال عام ونيف من الشهور للتسريح والتهميش من طارق صالح لاسباب ومبررات غير مقنعه ، تتسع هذه الاختلالات دون معالجات من قيادة القوات المشتركة ولا السلطة المحلية والامنية التي تقع هي الاخرى ضمن اجندات طارق صالح ، المدعوم اماراتيا ، والذي عقد عدد من قياداته العسكرية ، اجتماعا ضم عددا من القيادات الصحفية والإعلامية والاستخباراتية ، لمناقشة رفع مستوى الأداء الإعلامي في مواجهة مظاهرات “الخوخة” المنددة بممارسات قواته ، في الساحل الغربي وفي آخر جرائمها اغتيال المواطن “احمد بهيدر” في الخوخة، ووفاة شخص يدعى “عليان” في “ضغاطة” بمعسكر اللواء السابع في حيس، وهو أحد ألوية القوات المشتركة التي يقودها طارق صالح. ومقتل واغتيال العشرات من ابناء تهامة منذ تأسيس قوات طارق في العام 2018م
وافاًدت مصادر أن الاجتماع خرج بعدد من النقاط منها رفع مستوى التنسيق بين وسائل الاعلام التابعة لطارق والأخرى التابعة للمجلس الانتقالي وقناة الغد المشرق وكذا تكثيف الضخ الإعلامي الذي ينسب هذه المظاهرات لحزب الإصلاح، وذلك بهدف إكساب هذه الاحتجاجات صفة العمل السياسي ونزع صبغتها الحقوقية وتبرير عمليات الإقصاء والتعسف المستمرة بحق ابناء الساحل الغربي الرافضين لسيطرة طارق صالح على حساب مشاركتهم الكبيرة في تحرير مناطق في الحديدة كما يؤكد المتظاهرون في احتجاجاتهم شبه اليومية في الخوخة التي تشهد اختلالات امنية ارقت السكان المتطلعين للاستقرار والامن واستكمال تحرير محافظتهم.