أعنف المعارك منذ أسابيع.. تصاعد القِتال في محافظة مأرب رغم مساع دولية لإنهاء الحرب
يمن مونيتور/ خاص:
تصاعد القِتال في محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن) بين القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثي المسلحة التي فشلت منذ أشهر في الوصول إلى مدينة مأرب آخر معاقل الحكومة شمالي البلاد، في وقت تسعى الولايات المتحدة والأمم المتحدة للوصول إلى اتفاق سلام ينهي الحرب الدائرة منذ قرابة سبع سنوات.
وقال مصدر عسكري مطلع لـ”يمن مونيتور” إن الحوثيين شنوا هجوماً منذ مساء السبت هو الأعنف منذ أسابيع غربي مأرب.
وأضاف المصدر أن “القوات الحكومية ورجال القبائل تصدوا للهجوم الأخير رغم القوة الهائلة التي استخدمها الحوثيون وعدد كبير من عناصره قتلوا وما زالت جثثهم في منطقة الاشتباك”.
وقال إنهم (الحوثيون) فشلوا في محاولة تجاوز “المشجح” و”الكسارة” للوصول إلى مدينة مأرب. وبدء الحوثيون هجومهم الأخير في الجبهتين في فبراير/شباط الماضي.
ولفتت المصدر- الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام- إلى أن “الجيش الوطني وقبائل مأرب، عززوا قواتهم إلى جبهات القِتال، في تلك المناطق، ومن الصعب الحوثيين تحقيق اختراق”.
من جهته قال الجيش اليمني إن معارك عنيفة شهدتها جبهات “الكسارة والمشجح وصرواح” استمرت أكثر من تسع ساعات، انتهت بسقوط عشرات الحوثيين بين قتيل وجريح.
وحول الضحايا نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادرها مقتل (111) من الطرفين معظمهم حوثيون خلال الثلاثة الأيام الماضية (الخميس/صباح الأحد).
ولا ينشر الحوثيون أرقاماً لقتلاهم لكن يقول سكان محليون في العاصمة اليمنية صنعاء إن عشرات الجثث خلال الأيام الماضية يتم تشييعها في العاصمة.
وقال المصدر لـ”يمن مونيتور” إن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية كان مسانداً كبيراً إلى جانب مدفعية الجيش الوطني.
واستأنف الحوثيون مطلع فبراير/شباط تحرّكهم للسيطرة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش قرابة مليوني نازح. لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم كبير نحو المدينة الغنية بالنفط حيث يتلقون مقاومة كبيرة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.
يأتي ذلك فيما تستمر الولايات المتحدة والأمم المتحدة في محاولة الوصول إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في اليمن، بفعل جهود عُمانية التي بدأت زيارة ل”صنعاء” مطلع الشهر الجاري هي الأولى منذ بدء الحرب.
وفي الوقت الحالي تعمل جماعة الحوثي والحكومة الشرعية على التوصل إلى الشروط الأطراف التي يمكن من خلالها تنفيذ مبادرة الأمم المتحدة المطروحة برفع القيود المفروضة على الموانئ التي يديرها الحوثيون ومطار صنعاء الدولي والتوصل إلى وقف لإطلاق النار لإحياء المفاوضات السياسة. وكانت آخر مفاوضات بين الطرفين في ديسمبر/كانون الأول2018م في ستوكهولم.
لكن يقول مسؤولون دوليون مطلعون على المحادثات إن الحوثيين يصرون على السيطرة على مدينة مأرب، قبل الموافقة على وقف إطلاق النار لتعزيز فرصهم في التفاوض.
وكانت فشلت المفاوضات الأخيرة التي انتهت شهر مايو/أيار الماضي وتوسطت فيها الأمم المتحدة في التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن رفض الحوثيون المبادرة المطروحة والمدعومة بشكل كبير من المجتمع الدولي ووافقت عليها الحكومة اليمنية والسعودية.
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن المنتهية ولايته، مارتن غريفيث، إنه يأمل أن تؤدي الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي قامت بها عمان، والتي لعبت دور الوساطة في صراعات أخرى في الشرق الأوسط، إلى نتائج. وأعرب عن “أسفه العميق” لفشله في التوسط لإنهاء النزاع خلال فترة ولايته.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.