ليس هناك شرعية سوى شرعية المواطنين.. اليمنيون هم الشرعية في البلاد وما هادي وبحاح ومن حولهم من الأطراف والمكونات سوى غطاء لهذه الشرعية المتمثلة بالشعب الموالي لها. ليس هناك شرعية سوى شرعية المواطنين.. اليمنيون هم الشرعية في البلاد وما هادي وبحاح ومن حولهم من الأطراف والمكونات سوى غطاء لهذه الشرعية المتمثلة بالشعب الموالي لها.
علينا الا نجعل العاطفة تتغلب علينا.. لا بد من الادراك بأن لولا تخاذل هادي وحكومته لما سيطر الحوثيون على دماج معقل السلفيين اللذين استطاعوا الصمود شهوراً بأسلحة شخصية دون أي التفاف الى أي أمر.
لولا تحالف هادي وحكومته مع الحوثيين لما وصلت تلك الجماعة إلى عمران.. وسيطرت على المحافظة وأقدمت على قتل اللواء القشيبي.. وكان في تلك اللحظات هادي يقتضي ثمن ذلك في دولة. ووزير دفاعه آنذاك في دولة أخرى يقتضي نفس الطريقة.
لولا تعاون هادي والحكومة مع الحوثيين فيما بعد لما استطاع هادي دخول عمران لأجل ان يلتقط صوراً ويلتقي بأفراد من الجيش ليخاطب اليمنيين أن عمران ليست بيد المليشيا وأنها عادت إلى حضن الدولة.
لولا تخاذل هادي والحكومة لما سيطر الحوثي على صنعاء خلال ساعات، وإن كان ليس هناك أي جيش مرتبط بهادي أو أي من هذه الادعاءات الجوفاء.. فكان على الأقل ايجاد حلول سريعة وحاسمة وعدم السماح بانزلاق البلد إلى وصل إليه الآن. وادخالها في مربع الصراعات.
علينا أن ندرك أن هادي ومن معه من الأطراف وقعوا على وثيقة السلم والشراكة مع الحوثيين برعاية أممية.. وكان هذا بعد اجتياح المليشيات لصنعاء وعدة مدن.
علينا أن نعود إلى الذاكرة ونستذكر زيارات المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر المتكررة ومعه بعض الأطراف إلى صعدة.. وكذلك علينا أن ننبش ما في الذاكرة لنعاود التمعن بزيارة أمين عام حزب كبير إلى صعدة وجلوسه إلى جوار عبدالملك الحوثي ونقاشات مستمرة حول أمر ما.
علينا أن ندرك أننا نقود حرباً افتعلها هادي ومن خلفه.. واشعلتها جماعة الحوثي وقوات صالح.. وكان من الأولى عدم الاقدام على أمر دون النظر إليها بحسابات عامة؛ وافق واسعة بعيدة المدى.
انحدر هادي في تلك الدائرة السابقة، وعمل على كل تلك الخطوات السلبية البحتة، لأجل دقّ حزب الاصلاح مدعوم بقوى ودول خارجية فشلت في أخذ نتيجة لما أضاعت على مضمونها من خطط لأجل الهدف نفسه.. ورمت بكل ذلك عرض الحائط وها هي الآن تدفع ثمن ذلك أيضاً وإن كانت بطريقة عكسية للهدف السابق.
كما أن أحزاب اللقاء المشترك تطايرت وتفرعت هي الأخرى في العمل على دق بعضها البعض.. مقدمة على مساحات ضيقة.. غير مدركة لأبعاد تلك الخطوات. أو ما يليها من أدوار غير مضمونة النتائج، علاوة عن أنها محفوفة بالمخاطر العميقة، وهو ما وصلنا إليه الآن بسبب تلك الحسابات.
استغل المخلوع تلك الثغرات المتدثرة من جميع القوى.. حتى توغل ودخل في عمق خططه الذي كان يسعى إلى تنفيذها في وقت سابق لكن دون جدوى.. وحصل عليه في وقت قصير. وأقصر مما كان يتصور .. وحصل على ما يريد وأكثر. وبنا كل خططه وخطواته على هذا الأساس.
جميع من شارك المليشيا سابقاً أو كان محايداً من أي طرف أو كان هو الهدف لإنهائه ها هو الآن يدفع ثمن ذلك الجميع بلا استثناء.. وثمن باهض جداً.. وها نحن اليمانيون ندفع ثمن هذه الحرب.. ونحاول إعادة الدولة التي انزلقت من بين يدي هادي.. وتمرغت تحت أقدام المليشيا بكل خبث وجنون.
على الأحزاب وخاصة اللقاء المشترك من الصف الأول أن يخجلوا مما اقترفوه.. عليهم أن يدمعوا على ما أقدموا عليه دون ادراكهم لتلك المخاطرة.. عليهم أن يرفعوا القبعة احتراماً وإجلالاً للشعب والشعب فقط. لما يريده الشعب لا لمن تريده حساباتهم الضيقة. وأن لم يعملوا لذلك على حسب قواعدهم العمياء. عليهم أن يخضعوا إلى من هم من نفس الحزب وهم في جبهات القتال.. من الصف الثاني والثالث.. منهم في مهمة وطنية فاصلة؛ مهمة استعادة ما دمُر بسبب انصياعهم لضوضاء الساسة.
ها هم يحاولون لملمة الوضع.. يفقدون كل شيء شخصي لأجل الوطن.. يخوضون أشد المعارك وبعض القادة منهم استشهدوا خلال ذلك.. إنهم يسعون إلى إعادة الدولة وترتيب الأوراق التي بعثرتها ساستهم من الصف الأول بكل خيبة أمل وغباء لا يوصفان.
هذه هي الشرعية. لا شرعية هادي. بكون المفهوم العام هو شرعية الدولة العائدة الى الشعب.. وليس شرعية هادي المتمثلة بالغباء وعدم استحكام القوة. وتأهيل الدولة على مفهوم عام.
لا شرعية سوى شرعية أولئك اللذين في ميادين القتال.. يتجرعون مرارة الجوع والخوف وقتال الكر والفر من أجل استعادة الدولة. شرعية الشعب الذي يقاتل من أجل البقاء في الحياة.
لا شرعية سوى شرعية الشعب.. والشعب فقط.. الشعب الذي يقف في صف استعادة الدولة بأي ثمن. لا الذي يقف في اهدار مزيد من القتل والدمار.. وما هادي وكل الاطراف الذي بجانبه سوى غطاء لهذه الشرعية. ليس إلا !!
*يمن مونيتور