وجع كبير في تعز
حصار مدينة تعز وجعٌ كبيرٌ يعيشه أبناؤها ويتجاهله الآخرون تجاهلًا يبعث في النفس الضيق الكبير.
يقول المثل الشعبي التعزي ( طعنة بغيرك كأنها بالزيلة ) وهذا المثل ينطبق تمامًا على حصار مدينة تعز والوجع الذي يعيشه أبناء هذه المدينة إزاء ذلك بالإضافة إلى تجاهل المجتمع الدولي لهذه القضية ذلك التجاهل الذي أعطى الضوء الأخضر للحوثيين في التمادي أكثر على هذه المدينة، فهم إلى جانب الحصار المطبق كثيرًا ما يقومون بقصف الأحياء السكنية داخل هذه المدينة ليتفاقم الوجع أكثر وتزداد المعاناة، فالوجع بسسب قصف الحوثي وقذائفه قد دخل لكل حي سكني والوجع الذي سببه هذا الحصار قد دخل لكل منزل وتضرر بسببه كل فرد في هذه المدينة فكثير هم الذين فارقوا الحياة قبل أن يصلهم الزاد والدواء.
في الحقيقة أن ما تشعر به أنت قد لا يشعر به غيرك وأن ما تمر به هو سهلٌ على الآخرين يرونه كذلك لأنهم لم يعيشوا اللحظة التي تعيشها أنت تلك اللحظة المليئة بالوجع، المفعمة بالكفاح والجري وراء الزاد والدواء والتخبط الكبير للحصول عليهما.
أكثر من ست سنوات ومدينة تعز قابعة تحت الحصار الذي ضيق عليها سبل العيش وأذاقها الكثير من الأتعاب والويلات بسبب ذلك الحصار الذي فرضه الحوثي عليها ، والذي يشهده العالم بما فيهم القائمون على حل الأزمة اليمنية، لكن النظر لهذه المسألة ولهذا الوجع الذي يعيشه أبناء مدينة تعز بات شبه منسي ولا ينظر له بعين الاعتبار على أنه جرح دامٍ يجب معالجته وعلى أن هذا الحصار ورم خبيث ينبغي استئصاله قبل أن يفتك بجسد هذه المدينة فالأمم المتحدة لم تتخذ -منذ ست سنوات إلى الآن- موقفًا إنسانيًا بحق حصار مدينة تعز وهي التي ترصد التقارير حول هذه المدينة وأطفالها وما يعانون في ظل الحصار وزوار المدينة قد رأوا ذلك بأم أعينهم وتحدثوا عن التعب الذي يتلقاه المسافر إلى المدينة.
اليوم ينظر لمسائل أخرى هي أقل ضررًا على أصحابها، كما يحدث من تحركات دبلوماسية عمانية لفتح مطار صعنا وفك الحصار عن ميناء الحديدة
هل ياترى يشكل إغلاق مطار صنعاء خطرًا كبيرًا على الشعب اليمني كما يشكله هذا الحصار من تعب لأبناء هذه المدينة، إن الذي يتمعن في هذا يرى أن الأمم المتحدة تريد أن تفتح لذاتها منافذ دخول وخروج ولا يهمها حوصرت هذه المدينة أو غيرها، هذا من نراه من خلال تجاهلها لهذا الوجع الكبير الذي أرهق أبناء هذه مدينة تعز وجعلهم يعيشون حياة الضياع والتخبط بالجري وراء لقمة العيش التي يصعب الحصول عليه كلما مر الزمن.
كثيرة هي المبادرات التي قدمت من أجل إحلال السلام في اليمن وإيقاف الحرب منذ أن بدأت وحتى الوقت الحالي وتلك المبادرات السابقات لم يذكر فيها حصار تعز ولو مرة واحدة كقضية من القضايا التي يجب معالجتها على الفور لينعم الناس بحياة السلام، ويعيشوا كبيقة الناس.
ارفعوا الحصار عن تعز فليس من العدل والإنسانية تجاهل هذه المسألة.