ماذا تعني خسارة الحوثيين ميناء ميدي؟
في تطور ميداني جديد، أحكمت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي سيطرتها على مدينة وميناء ميدي الإستراتيجي في محافظة حجة شمال غربي اليمن، الأمر الذي اعتبره مراقبون وعسكريون مغنما كبيرا لقوات الشرعية في اليمن، وضربة موجعة للحوثيين.
يمن مونيتور/ حجة/ الجزيرة نت
في تطور ميداني جديد، أحكمت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي سيطرتها على مدينة وميناء ميدي الإستراتيجي في محافظة حجة شمال غربي اليمن، الأمر الذي اعتبره مراقبون وعسكريون مغنما كبيرا لقوات الشرعية في اليمن، وضربة موجعة للحوثيين.
وكانت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أكملت الأربعاء السيطرة على مدينة ميدي ومينائها الواقع على البحر الأحمر، بعد عمليات تمشيط قام بها طيران التحالف عدة أيام، وتمت ملاحقة عناصر الحوثيين الذين فروا إلى خارج المدينة.
ويُنظر إلى ميناء ميدي -الذي يمكنه استقبال سفن متوسطة- على أنه كان أحد منافذ تهريب الأسلحة للحوثيين خلال مواجهات الحرب السادسة، وتكمن أهميته في كونه متاخما للمياه الدولية السعودية ويقع في ممر حيوي على ساحل البحر الأحمر.
تقدم كبير
وقال الناشط السياسي محمد الجعيدي -أحد سكان مديرية ميدي- في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت، إن “قوات الجيش الوطني والمقاومة تمكنت بإسناد بري وجوي وبحري من قوات دول التحالف العربي من استكمال السيطرة على مدينة ميدي ومينائها، وسط تراجع كبير لمليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح”.
وأشار إلى أن المواجهات مع مليشيا الحوثي تدور حاليا من البر والبحر خارج مدينة ميدي وبمحاذاة الشريط الساحلي من الجهة الغربية والجنوبية، للسيطرة على ما تبقى من قرى وأرياف في الاتجاه المؤدي إلى منطقة “الجر” الواقعة ضمن مديرية عبس، كبرى مديريات حجة وأهمها.
ولفت إلى أن ما يعيق التقدم السريع لقوات الجيش الوطني خارج مدينة ميدي للسيطرة على بقية أرياف وقرى المديرية، هي حقول الألغام التي وضعها الحوثيون بكثافة على مساحات زراعية شاسعة في تلك المناطق، فضلا عن وجود سكان مدنيين ومخيمات للنازحين تتحصن خلفها مليشيات الحوثي وقوات صالح.
أهمية إستراتيجية
من جانبه، قال الخبير العسكري والإستراتيجي علي محمد الذهب، إن “استعادة هذا الميناء تكتسب أهمية إستراتيجية كبيرة في كونها تسقط أي محاولة لإدخال سلاح أو ذخائر حربية أو تموينات لوجستية أو خبراء أو مقاتلين عن طريق البحر إلى الحوثيين وحلفائهم”.
وأكد -في حديث للجزيرة نت- أن من شأن هذا الأمر أن يمهد الطريق للتوسع باتجاه المديريات المتاخمة لمديرية ميدي، كمناطق “حرض وعبس وحيران”، وبالتالي تطويق مقاتلي الحوثي فيها أو إجبارهم على التقهقر، فضلا عن كون عودة الميناء يمكن الاستفادة منها في دعم وإمداد قوات الجيش والمقاومة عن طريق البحر.
وأضاف أن للميناء أيضا أهمية اقتصادية من خلال العائدات المادية، لكن مهما يكن فإن السيطرة عليه تضيف كذلك قيمة معنوية تعلي من الروح القتالية للمقاومة وتضعف الطرف الآخر في المعارك، وكذلك فإن كل شبر يُكتَسب يضاعف من رصيد أي طرف يحقق ذلك.
بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي في محافظة حجة محمد درمان، أن سيطرة المقاومة والجيش الوطني بإسناد من قوات التحالف على ميناء ميدي يعد انتصارا نوعيا، نظرا لأهمية الميناء وموقعه الإستراتيجي.
وقال للجزيرة نت إن “مليشيات جماعة الحوثيين خاضت منذ مدة طويلة حروبا شرسة للسيطرة على هذا الميناء لما له من أهمية، وتحريره اليوم من قبضة هذه المليشيات وقوات صالح يعد بالنسبة لها خسارة كبيرة لأهم منفذ بحري كان مدخلا لتموين الحوثيين بالسلاح والعتاد”.
وأضاف أن سيطرة قوات الجيش الوطني والتحالف على الميناء ستلعب دورا مهما ومحوريا في قلب موازين المواجهات التي تجري حاليا في منطقة حرض على أكثر من جهة، فضلا عن كون السيطرة ستؤمّن الحدود البحرية للمملكة السعودية من هجمات الحوثيين الصاروخية والتي كان يسهل استهدافها من مدينة ميدي ومينائها.