كانت الطفلة في الصف الخامس تراجع درسها أمس لامتحان اليوم في الاجتماعيات.. وكان الموضوع الذي رفعت جدتها
كانت الطفلة في الصف الخامس تراجع درسها أمس لامتحان اليوم في الاجتماعيات.. وكان الموضوع الذي رفعت جدتها صوتها وهي تلقنها إياه هو موضوع «اليمن السعيد»، وكانت البنت لا تصغي بل تحدق في التليفزيون.. والصور تأتي من اليمن عبر قناة تليفزيونية دمار في «ذمار» وخراب في «إب» سويسرا العرب.. كما يطلق عليها اليمنيون قبل الثورة التي أحرقت الاخضر واليابس.. البنت لا تفهم ولا تريد أن تفهم. فيما الجدة تواصل التلقين.
سميت اليمن باليمن السعيد لانها تقع على يمين الكعبة ولانها كانت اكثر البلدان العربية غنى وسعادة وفشل الاسكندر المكدوني في اقتحامها..
البنت تحدق بالتنليفزيون.. اليمن يا ستي بات اليمن التعيس.. انظري ما نرى عكس ما نقرأ.. ما علينا يا بنيتي تقول الجدة.. التاريخ لا يتغير هو التاريخ فهذا اليمن السعيد دمره صالح أم بناه.. استولى عليه الحوثيون أم الثوار فهو اليمن السعيد فمنذ بناء الكعبة المشرفة على يد أبو الأنبياء إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام أخذ يطلق على يمين الكعبة (أي جنوبها) اليمن، وعلى يسار الكعبة (أي شمالها) الشام، ولذلك سمي الركن الجنوبي للكعبة بالركن اليماني، وهذا شرف لليمن أن يرتبط اسمها ببيت الله الحرام.وقد كرمها الله في سورة سبأ بقوله: «بلدة طيبة ورب غفور». كما أن الهوية اليمنية ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع.
وتعتبر اليمن من أقدم الحضارات وأقدم بقاع الأرض التي عاش فيها الإنسان ونقطة التجمع والانطلاق الأولى للهجرات البشرية إلى بقاع مختلفة من الكرة الأرضية، آسيا وجزر المحيط الهندي وشمال الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
كما أن المؤرخين العرب والغربيين يجمعون على أن اليمن أرض العرب الأولى، أي العرب البائدة (عاد وثمود) والعرب العاربة، وشعب اليمن من الشعوب السامية وهو أصل الجنس العربي، واليمنيون هم أول من تكلم باللسان العربي، والقبائل اليمنية من أشهر القبائل العربية. وورد في القرآن الكريم ذكر بعض المناطق اليمنية وشعوبها القديمة كإرم، وعاد، وثمود والأحقاف، وسبأ.. كل هذه الحقائق الحضارية والتاريخية تكون الهوية اليمنية التي يعتز بها كل يمني من جنوب الوطن إلى شماله ومن شرقه إلى غربه.
لكن البنت تصر على أن اليمن بات تعيسا لانها ترى عكس ما تقرأ ولأن المدرسة لم توضح لها أن التاريخ هو التاريخ وسيسجل التاريخ ان اليمن صار تعيسا لأن صالح والحوثي لا يريدون «سعيدا» رغم كل الحرص العربي من قطر إلى المغرب ممن يريدونه يمنا سعيدا.
الوطن القطرية