ربما لا نحتاج إلى دليل يثبت أن إيران تقف وراء القلاقل وموجة الدمار في المنطقة، فهي لا تخفي هذا، ورموزها يفاخرون ويتوعدون بتغير وجه المنطقة باستخدام إثارة الفتنة الطائفية واستدعاء أحقاد التاريخ باعتبارها جهادا لقتل العرب والمسلمين تحت شعار (الموت لإسرائيل .. الموت لأمريكا). تعدم إيران وتقتل كل يوم مواطنيها وخارج حدودها وتتسبب بتشريد الملايين من ديارها وتقف وراء أضخم موجة خراب وأحقاد طائفية في تاريخ المنطقة، وهي الغارقة في الدم والانتهاكات، ونراها تنتفض مثل الملسوع غضبا على اعدام مواطن سعودي واحد اسمه (نمر النمر) مع ستة وأربعين مواطنا بحكم قضائي، ولم يقتصر الأمر على التنديد اللفظي بل أخذت تنتهك الأعراف الدبلوماسية بإحراق سفارة السعودية في طهران وهو تدخل سافر بالشأن الداخلي واعتداء غير مسبوق تقوم به دولة في أراضيها.
ربما لا نحتاج إلى دليل يثبت أن إيران تقف وراء القلاقل وموجة الدمار في المنطقة، فهي لا تخفي هذا، ورموزها يفاخرون ويتوعدون بتغير وجه المنطقة باستخدام إثارة الفتنة الطائفية واستدعاء أحقاد التاريخ باعتبارها جهادا لقتل العرب والمسلمين تحت شعار (الموت لإسرائيل .. الموت لأمريكا) التي تحرص على عدم اغضابها، بل أنها التزمت الصمت أمام اغتيال اسرائيل للقيادي في حزب الله(سمير القنطار) في دمشق عبر قصف طيران مع الفارق الجوهري في قضية الرجلين.
من يستمع لأشرطة (نمر النمر) يعرف مدى خطورة هذا التوجه الطائفي الارهابي الذي تقوده إيران كمشروع وجود.
(النمر) ليس مواطنا إيرانيا وما قامت به إيران من ردة فعل غير مدروسة واحراق السفارة أحرجها أمام العالم الغربي الذي تسعى لترميم صورتها أمامه يعكس الصدمة والمفاجأة التي تلقتها من قبل السعودية.
إيران دولة تدرك أهمية الأعراف الدبلوماسية، وهي اليوم أشد حاجة لتصحيح صورتها في فترة الترميم الدبلوماسي والتحالفات الجديدة، ولهذا أسرعت في الاعتذار عن احراق السفارة ليس ندماً وإنما حرصا على صورتها عند الغرب، وهو بالمناسبة ليس اعتذارا لأن الاعتذار كان يجب أن يوجه إلى الدولة المعتدى عليها وليس إلى الجيران وسكان الضفة الأخرى، يعني للسعودية التي اعتدي على سفارتها وليس (لليهود وأمريكا) !؛ وهذا يعني انها صدمت بقرار السعودية بإعدام (النمر).
فـ(النمر) كان خط أحمر مع كل ما يقوم به من تقويض للدولة والمجتمع، وكانت إيران تدرك أو تظن أن السعودية لن تجرؤ على خطوة مثل هذه بحسب الصورة التي رسمت للعرب.
الجديد أن إيران لم تدرك المتغيرات داخل السعودية وهو متغير تاريخي أقرب إلى ثورة حقيقة في إعادة القرار المسلوب، وترتيب القوة العربية والإسلامية، وهو مشروع نهضوي تاريخي جديد ومفاجئ خلط الأوراق وشقلب طاولة المنطقة راساً على عقب، تجلت صورته بعاصفة الحزم وإعلان التحالف العربي الاسلامي.
هذ التحول هو المشروع الجديد الذي تقوده السعودية مع تركيا ودول الخليج وهو كفيل بأن يغير قواعد اللعبة ويوقف انهيار القطار العربي الذي أوشك على التفكك.
مشروع يجب أن يغوص في أعماق الشعوب ململماً كل القوى ومستخرجا كل الطاقات بعيدا عن الحسابات والنظرات والمخاوف القاصرة التي صنعها عهد (اللا مشروع)، عهد الترهل والتيه العربي.