ثلاثة لقاءات.. “غريفيث” يبحث في طهران ضغطاً إيرانياً على الحوثيين وحلاً للناقلة “صافر”
يمن مونيتور/ خاص:
يبحث “مارتن غريفيث” مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، في العاصمة الإيرانية طهران، سُبل الوصول إلى “السلام في اليمن”، حيث التقى بثلاثة من كبار المسؤولين في الخارجية الإيرانية.
ووصل غريفيث في وقت سابق، يوم الثلاثاء، “طهران” والتقى بوزير الخارجية محمد جواد ظريف، وكبير مستشاري الخارجية علي أصغر خاجي، نائب وزير الخارجية للشؤون الدولية والقانونية محسن بهاروند.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى تطورات ما بعد الأزمة في اليمن. وقال إن “الحرب ليست الحل للأزمة اليمنية، والحل يكمن في الحوار السياسي والوسائل السلمية”.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان إنه “خلال الاجتماع، أطلع الممثل الأممي مارتن غريفيث وزير خارجيتنا على نتائج محادثاته مع الأطراف المعنية بشأن الأزمة اليمنية”.
من جهته أعلن “خاجي” استعداد إيران للمساعدة في إقرار السلام باليمن، داعياً إلى رفع ما أسماه “الحصار” المفروض من التحالف على اليمن.
أما “بهاروند” فاستغل فرصة لقاء غريفيث للحديث عن أفغانستان والعراق وسوريا، وضرورة دعم المتضررين من النزاع في تلك الدول. حيث “غريفيث” في منصب وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جرى تعيينه الشهر الماضي.
واقترح المسؤول الإيراني “صياغة معاهدة دولية تحصن المساعدات والتجارة الإنسانية من الحظر والاعتبارات السياسية أو الاستغلال لأهداف عسكرية”، شاكياً من العقوبات الأمريكية والدولية المفروضة على إيران.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على جهود الأمم المتحدة لـ”يمن مونيتور”: إن غريفيث يبحث في إيران الضغط على الحوثيين للموافقة على وقف إطلاق النار في اليمن وحلّ أزمة ناقلة النفط “صافر”.
وأكد المصدر أن “غريفيث، حصل على خلال الزيارة الحالية على خطة إيران لإنهاء أزمة الناقلة صافر”. التي يرفض الحوثيون السماح لفريق من خبراء الأمم المتحدة الوصول إليها من أجل تقييمها.
ويشتبه المسؤولون الغربيون في أن الحوثيين يريدون الاحتفاظ بالسفينة كقنبلة عائمة لردع محاولات محتملة للتحالف العربي لاستعادة السيطرة على الحديدة.
وتم تشييد السفينة في عام 1976، وتم إرسالها إلى اليمن في عام 1988، وتعمل منذ ذلك الحين كوحدة تخزين عائمة ومحطة تصدير. وتقع قبالة ساحل ميناء رأس عيسى عند نهاية خط أنابيب نفط بطول 430 كم. ومنذ عام 2015، كانت السفينة التي تحمل أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط، في أيدي الحوثيين.
وتحدث المصدر شريطة عدم الكشف على هويته لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام.
وأضاف: هناك زخم دولي وضغوط أوروبية على إيران للتدخل والضغط على الحوثيين للموافقة على وقف إطلاق النار، والبدء بالمفاوضات، ويبدو أن إيران ستتحدث مع الحوثيين كما وعد المسؤولون في الخارجية.
لكن يقول محللون إن ملف اليمن بيد الحرس الثوري الإيراني وليس المسؤولين في الخارجية الإيرانية.
وتأتي زيارة “غريفيث” فيما يتواجد وفد من سلطنة عُمان في العاصمة اليمنية صنعاء، تنتظر رداً من الحوثيين بشأن المبادرة المطروحة والتي تنص على “رفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، يعقبه إعلان لوقف إطلاق النار، ثم البدء بالمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة”.
كما تواجد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال الأسبوع الجاري في “مسقط”. أما في الرياض فيتواجد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي بحث مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (مسؤول ملف اليمن) جهود السلام في البلاد.
ومطلع مايو/أيار الماضي فشلت جهود ومفاوضات توسطت فيها الأمم المتحدة في التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن رفض الحوثيون المبادرة المطروحة والمدعومة بشكل كبير من المجتمع الدولي ووافقت عليها الحكومة اليمنية والسعودية. لكن الجهود عادت مجدداً بزخم دولي أكبر.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من233 ألف يمني خلال السنوات الست. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.